أخبار الطيبةطيبيون وطيبياتهذه طيبتي

يوم الارض في الطيبة: “يوم كسرنا حاجز الخوف!”

” في الـ 30 اذار من العام 1976كانت الأجواء متوترة، واليوم كان مشهودا بالنسبة لأهالي الطيبة، الشرطة كانت مستنفرة، ونحن كنا على أهبة الاستعداد، ننتظر الشارة الأولى لانطلاق المظاهرات، كسرنا حاجز الخوف فينا، لم يعد امامنا خيار سواء المواجهة، والتي كانت حتمية لا محالة” قال عبد الجبار حاج يحيى.

اشتدت المواجهات مع ساعات العصر من ذات اليوم، الايوم الأول لما اطلق عليه يوم الأرض، بدأت قوات الامن بفض التظاهرات بصورة وحشية، والتي اسفرت بالتالي عن عشرات الإصابات والاعتقالات واستشهاد الشاب رأفت الزهيري.

وقف أهالي الطيبة في هبة شعبية موحدة لا تنسى تفاصيلها التي صارت دامغة في القلوب. اذ ان جميع شرائح المجتمع توحدوا من اجل التصدي لهذا المخطط، رغم القمع والتهديد، والتنكيل والدماء الشريفة التي سفكت.

الطيبة بجميع شرائحها لبت النداء

 وقال سامي أبو راس معتقل في يوم الارض في مدينة الطيبة انه،” عند سماع قرار الاضراب، الطيبة بجميع شرائحها لبت النداء، خرجنا للتظاهر في مسيرات جابت شوارع المدينة، رفعنا الشعارات ,واطلقنا صرخة واحدة، كنا الاف من المتظاهرين، نساء ورجال اطفال ومسنين، لم اذكر في حياتي مظاهرات في الطيبة كهذه”.

وأضاف “بدأت المظاهرات تجوب الشوارع تليها هتافات قوية صارمة، وبدأت قوات الاحتلال، تحشد قواتها منعا للمظاهرات وقمعها، وبدأت الشباب تثور، وبدأ احتكاك بين الشباب والشرطة، حتى حصلت المواجهات وبدأت الشرطة تعتقل المتظاهرين وتطلق النار، نحن بدورنا اصرينا على اكمال التظاهرات، وفي وقت لاحق، اعتقل الاحتلال امامنا الشبان. هذا المشهد استفز الشباب من الطيبة، وبدأوا بإلقاء الحجارة على الشرطة وحصلت مواجهات شديدة، واستشهد في نفس اليوم الشهيد رأفت الزهيري من نور شمس، في منطقة الحارة القديمة في الطيبة”.

 وتابع :” يا حبذا لو ترجع هبة يوم الارض، النساء كسرن في هذه الأيام هاجس الخوف، حيث كانت نجلاء أبو راس معروفة بنضالها والتي كانت تساعد النساء والشباب، في كل المجالات العملية والتوعوية في كل يوم الأرض، المجد والخلود لشهدائنا، والمجد والخلود ليوم الأرض”.

 وقال المعتقل في يوم الأرض عبد الجبار حاج يحيى أبو ثائر انه، “تم اعتقالي واقتيادي انا وعدد من الشباب من الطيبة الى القسم في الشرطة، في هذه الاثناء استشهد رأفت الزهيري. طيلة الطريق ونحن نتلقى الضرب المبرح بالهراوات والسلاح والارجل، لم يتركوا أي وسيلة الا وضربونا بها، حتى انهم أدخلونا الى سيارة الشرطة الكبيرة، وفتحوا علينا الغاز، في ذلك الوقت تلفظت انفاسي الأخيرة، في الثانية الاخرة فتحوا لنا الشبابيك”.

وروى ايضا” حين مرت سيارة الشركة من امام مجموعة من شباب الطيبة، وفيها المعتقلين من ضمنهم انا، كانت الحجارة تنهال على زجاج السيارة كالمطر حتى تكسرت جميع زجاجات السيارة، وبدأت شظايا الزجاج تتطاير على وجوهنا، رغم ذلك الا اننا كنا فرحين بهذا العمل، الذي شكل وحدة ولحمة بين أبناء البلدة دون خوف منهم ولا وجل”.

وأكمل،  بعد المعتقل تم اقتيادنا السجن، في بردس حنا، حيث أكملت القوات الضرب بنا، أدخلني الضابط بعد ان تلقيت ضربا مبرحا وكنت على وشك الاغماء، الى غرفته للتحقيق كان حاقدا علي، ووجهي يغط بالدماء بسبب الضرب، ضربني على صدري بقطعة حديدة كانت بيده، أغمي علي، حتى ارجعوني الى المعتقل مرة أخرى.

وأضاف ، في هذه الاثناء اعتقدت اني اتلفظ انفاسي الأخيرة وعلى وشك الموت، كتبت وصيتي واوصلتها الى صديقي عبد القادر ظاهر، وكتبت بالوصية ان تكون جنازتي مظاهرة، لكن في اليوم التالي استعدت قواي شيئا فشيئا.

وعن إصرار الشباب في تلك الفترة قال :”رغم الضرب الذي تلقيناه والتعذيب والتهديد والوعيد، حيث، الا اننا لم نيأس للحظة، وكنا مصرين على ان نستمر في النضال حتى ينتهي الاحتلال من مصادرة الأرض، وهذا ما حصل”

وعن دور النساء قال، “النساء هن النضال والمرأة الفلسطينية لها دور أساسي في النضال، لولا زوجتي التي ساندتني في تلك الأيام لما استطعت الاستمرار في النضال، كانت هي الأخرى تربت على حب الوطن، والنضال من اجل حرية شعبنا الفلسطيني، النساء هن الحياة ولا يوجد نضال ينجح دون ان تكون النساء في المقدمة جنبا الى الرجل”.

ووجه رسالة  إلى شباب شعبنا ان يكفوا على المهاترات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا يخون هذا وهذا يشتم هذا، يكفينا ان نكبر الهوة بيننا، ونزيد بالفجوة الموجودة، مخجل أحيانا ما نراه من مناكفات تخدم السلطة فقط.

وواصل:” يجب علينا نحن السياسيون والقياديون وأبناء الشعب الواحد، ان نكون يدا واحدة مهما اختلفنا في الآراء، وان لا نتفرق وان نضع نصب اعيننا الهدف الاسمى وهو تحرير شعبنا من الاحتلال، وما يمارس علينا من قمع هو بسبب عدم وحدتنا، لذلك أيضا فان السلاح والجريمة ينتشران، من اجل الاقتتال، والاستمرار في مصادرة الأرض”.

وختم بالقول انه، ” في هذه الأيام يجب علينا ان نذوت بداخل أبنائنا روح الانتماء والوطنية، وتربيتهم على حب الوطن، وتعليمهم القيم الوطنية من الصغر، ان تقاك الندوات والمهرجانات الوطنية، لنحرر شعبنا من الاحتلال الذي هو فيه، وان يأخذ الشباب دوره في هذه المهمة”.

تعليق واحد

  1. كان يا ما كان , كان حزب شيوعي وطني ثائر مناضل تحرري , واليوم تمأسس واصبح نشاطه يقتصر على مظاهرة رفع شعارات وافرغ يوم الارض من مضمونه لتصبح ذكراه مهرجانات واحتفالات مع ان الارض ما زالت تنتهك وتصادر وتغتصب .
    واسفاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *