3أخبار الطيبةكلمة حرة

صام صام وأفطر على بصلة…بقلم: ناضل حسنين

جاء البيان الختامي لاجتماع المجلس المركزي الفلسطيني هزيلا جدا تماما كما هو هزيل عباس والزعنون وقريع وبقية الشلة التي تآكلت منذ سنين…

ناضل حسنين

أبرز ما يحتويه البيان الختامي في حال احتوى على ما يمكن اعتباره شيئا هاما، هو تكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتعليق الاعتراف بدولة إسرائيل إلى حين اعتراف اسرائيل بدولة فلسطين في حدود عام 1967- لا أفهم ما معنى هذا…هل سيوقف الفلسطينيون التعامل بالشيكل الإسرائيلي ام سيرفضون تلقي التيار الكهربائي من إسرائيل او البضائع الاسرائيلية ام سيتجنبون التعامل مع الجندي الإسرائيلي عند الحواجز العسكرية وسيفضلون التعامل مع الجندي السعودي مثلا؟ من باب المقاطعة وعدم الاعتراف! أم ان السلطة الفلسطينية لن تصوت الى جانب إسرائيل في المحافل الدولية من الآن وصاعدا؟ أم هل ستمنع المعونات الاقتصادية التي تقدمها رام الله الى تل ابيب أم ماذا؟ ماذا يعني تعليق الاعتراف الذي لا يرقى الى سحب الاعتراف حتى؟ كيف سيزعج إسرائيل هذا الاجراء وما معناه على ارض الواقع…؟

والبند الآخر الذي جاء في مطلع البيان الختامي هو “إلغاء قرار ضم القدس الشرقية ووقف الاستيطان”- لا ادري كيف ستلغي منظمة التحرير الفلسطينية قرارا لم تتخذه بل اتخذه ترامب؟ ولا أدري كيف ستوقف الاستيطان وكأن الاستيطان كان لغاية اليوم يتم بقرار من منظمة التحرير الفلسطينية! هذا من نوع القرارات الشعبوية الفارغة من أي مضمون!

ومن ثم نطالع ان القرار التالي الذي يقول ان المجلس المركزي يجدد قراره بوقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله مع إسرائيل – أولا المجلس المركزي لم يتخذ قرارا كهذا من قبل حتى يجدده…ما لدينا هو ادعاء عباس بوقف التنسيق الأمني…فكيف نوقف الموقوف أصلا لو صدقنا ادعاء عباس إبان أزمة البوابات الالكترونية! ولكن هذه حيلة لا تنطلي على أحد لأن التنسيق الأمني حي يتنفس وقلبه نابض يوميا ولم يتوقف للحظة، وبناء عليه يخرج العمال الفلسطينيون كل صباح للعمل في إسرائيل، والدنيا آخر حلاوة…

أما القرار الثالث الملفت للنظر فهو التمني وليس القرار المدروس القائم على نقاش وإجراءات عينية وهو: “الانفكاك من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرسها اتفاق باريس الاقتصادي، وذلك لتحقيق استقلال الاقتصاد الوطني” – كيف يتحقق هذا الحلم بينما لا تستطيع أي دولة عربية ان ترسل الى الضفة الغربية حتى علبة شوكولاتة او قارورة ماء معدنية؟ كيف يتحقق الاستقلال الاقتصادي قبل ان يتحقق الاستقلال السياسي في الوقت الذي تنتظر السلطة الفلسطينية المساعدات الأمريكية وعائدات الضرائب الفلسطينية من إسرائيل، فتنهب ما تشاء وتبقي الفتات للمساكين من بعدها؟ كيف؟ ام هي شعارات للاستهلاك العام ولإسكات الشارع الفلسطيني بأن “المجلس الفلسطيني أدى ما عليه من مهام وطنية فلا تطيعوا حماس أيها الفلسطينيون”؟

لقد كنت ولا أزال ممن لا يعولون على أي قرارات لأي مؤسسة فلسطينية بأن تحدث التغيير، وذلك ليس لأن الفلسطيني يفتقر لإرادة اتخاذ القرار، لا …بل لأنه غير قادر على تحقيق أي من القرارات التي قد يتخذها، فتبقى في خانة التمنيات وتثقل من الشعور بالعجز وقلة الحيلة والكآبة لدى الشارع الفلسطيني بدلا من تنمية الشعور بالظلم ومحاولة التغلب عليه.

من المعروف ان القوة تكمن عادة تكمن في البدائل المتوفرة، ولكن الفلسطينيون حاليا لا يملكون أي بدائل بعيدا عن الدول العربية. وما يسمى بالامتداد الاستراتيجي في هذه الحالة يعني تسخير القدرات العربية خدمة للقضية الفلسطينية ومحاولة لإنقاذ ما تبقى من عروبة القدس، غير ان الدول العربية مجتمعة، أضعف من ان تقارع “تغريدة” للرئيس ترامب، فأزال بها موضوع القدس عن طاولة المفاوضات الى غير رجعة.

يمكننا ان نواصل مسرحية الضحك على الذات وضخ التخيلات الزائفة الى عقول الناس وإطلاق الشعارات الرنانة الخاوية التي لا تحدث أي صدى حتى لدى الفلسطيني نفسه… يمكننا التباكي عشرات السنين القادمة على حالنا البائس والقاء اللائمة على الشعوب العربية وعلى الحكومات العربية وعلى الرأي العام العالمي الذي “يتعاطف مع إسرائيل ويتناسى المظلومين الفلسطينيين”، نعم يمكننا فعل ذلك كل مساء ثم نستدير الى الجانب الآخر ونواصل الشخير…معتقدين اننا تجنبنا ادانة التاريخ لنا…!

نحن ندرك تماما ومنذ سنين طويلة انه حين تُخير أي دولة عربية بين الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية او كسب رضا البيت الأبيض، فإنها بلا تردد ستفضل كسب رضا البيت الأبيض دائما…فعلام نحاول خداع أنفسنا والى متى سنبقى عالقين بخيوط الأوهام…

ما من حل بديل لدي…ولكني أرى ضرورة قلب الطاولة بكل ما عليها لتعود زمام الأمور الى الشارع الفلسطيني…الى الفوضى الشعبية علها تخلق لنا واقعا جديدا يقود الى الحل!

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *