أخبار الطيبةكلمة حرة

غواتيمالا وهوس نقل السفارة الى القدس- بقلم: ناضل حسنين

غواتيمالا سبق ان خرجت عن الاجماع الدولي وقررت في بداية التسعينيات نقل سفارتها الى القدس فصفقت لها اسرائيل، ولكن العرب اوقفوها بقرار لم يكلفهم سوى قليلا من “الحردنة” فتراجعت.

ناضل حسنين

قد تكون غواتيمالا التي عدد سكانها ضعف عدد سكان اسرائيل، اول دولة في العالم تجرؤ على نقل سفارتها الى القدس حتى قبل ان تقوم بذلك الولايات المتحدة الامريكية. فمن اجل نقل السفارة الامريكية يجب انشاء واعداد مقر ضخم خاص يستوفي شروطا لا عد ولا حصر لها علاوة على توطين نحو ألف موظف في القدس يعملون حاليا في السفارة الأمريكية في تل ابيب، في الوقت الذي لا يحتاج نقل سفارة كسفارة غواتيمالا الى جهد كهذا. فعدد موظفيها قليل جدا لأن نشاطها متواضع جدا في إسرائيل وقد يكفيها مقر يحتوي عدة مكاتب لا تتعدى مساحتها الاجمالية 150 مترا مربعا.

ولهذا فإن غواتيمالا ومساحتها خمسة اضعاف مساحة اسرائيل، على وشك نقل سفارتها حتى تعتز بأنها اول من اصطفت الى جوار الولايات المتحدة في قراراها بل ونفذته قبل واشنطن، وعليه فهي تستأهل المعونات الاقتصادية الامريكية الموعدة لقاء هذه الخطوة.

ولكن إذا عدنا الى الوراء في تاريخ غواتيمالا وسياستها في المنطقة فإننا سنلاحظ أنها سحبت سفارتها من القدس بعد قانون “توحيد القدس عاصمة ابدية لإسرائيل” في مطلع الثمانينات أسوة ببقية الدول التي كان لها سفارات في المدينة كتعبير عن رفض العالم لهذا القانون الذي يفرض السيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية المحتلة. ومنذ ذلك الحين تحولت القدس الى “العاصمة” الوحيدة في العالم التي ليس فيها أي سفارة أجنبية.

كما علينا ان نتذكر بأن هذه ليس المرة الاولى التي يتخذ فيها رئيس غواتيمالا قرارا بنقل سفارة بلاده من هرتسليا إلى القدس. فقد سبق ان قرر راميرو دي ليون كاربيو، الذي رئيسا لغواتيمالا بين عامي 1993-1996 نقل سفارة بلاده الى القدس. وكانت البلاد آنذاك تنفض غبار الحرب الاهلية التي دمرتها بالكامل وكانت تسعى الى نيل رضا واشنطن لتعيد اعمار نفسها بأموال مستثمرين يهود قبل غيرهم. غير ان رئيس البلاد ما لبث ان تراجع عن قراره بعد أن أعلن عدد من الدول العربية إغلاق اسواقها امام البضائع القادمة من غواتيمالا ردا على قرار نقل السفارة.

هنا تجدر الاشارة الى ان غواتيمالا تعتبر المنتج والمصدر الأول عالميا للهال (الهيل) الذي يستخدم مع القهوة العربية. وتعتبر الدول العربية الأسواق الأساسية لهذه السلعة، ومجرد اغلاق الاسواق العربية بدا اقتصاد غواتيمالا وكأنه يتعرض للتهديد، ولهذا تراجع رئيس الدولة آنذاك راميرو دي ليون كاربيو عن قراره…

فهل تلجأ الدول العربية الى مثل هذا التحرك او التلويح بأن العرب اصبحوا يميلون الى شرب الكابوتشينو الايطالي ولا يريدون الهال…كرمال عيون القدس!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *