2أخبار الطيبةكلمة حرةنفحات دينية

ايها المسلمون:توبوا واستغفروا ربكم يرسل عليكم الأمطار بغزارة !- بقلم الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

الحمد والشكر لله على نعمه وفضله وجوده، سبحانه ما أحلمه وما أكرمه على عباده ، خيره إليهم نازل وشرهم إليه صاعد.

صلاة

بعد أن أعلن ان هذه السنة ستكون جدباء قاحطة ، كثر القيل والقال عن اسباب حبس امطار السماء !. فقررت ان استهل كلامي بقصة رائعة، حيث شكا رجل إلى العالم الجليل الحسن البصري الجدوبة والقحط فقال له ‏:‏ استغفر الله ‏،‏ وشكا آخر إليه الفقر ، فقال له ‏:‏ استغفر الله ‏،‏ وقال له آخر ‏:‏ ادع الله أن يرزقني ولداً ؛ فقال له ‏:‏ استغفر الله‏ ،‏ وشكا إليه آخر جفاف بستانه فقال له ‏:‏ استغفر الله‏ ،‏ فقلنا له في ذلك ‏؟‏ فقال ‏:‏ ما قلت من عندي شيئاً ؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح :( ‏استغفروا ربكم إنه كان غفاراً ‏.‏ يرسل السماء عليكم مدراراً ‏.‏ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ‏) .

إن القحط والجفاف الذي اصاب البشرية في شتى الأزمنة والبلدان تعود أسبابه لكثرة الذنوب والمعاصي : الظلم والرشاوى ، وشرب الخمور وتدخين المخدرات، وأكل أموال الربا والزنا والخيانات الزوجية، والقتل وسفك الدماء،واللباس الكاشف لاجساد النساء، وترك الحلال واكل الحرام ،وترك الصلاة وهجر كتاب الله والعبادات … قال تعالى في سورة الروم:(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). إن منع المطر من السماء، عقاب للناس من رب السماء والأرض ، جاء عن ابن عباس : ” لا ينزل بلاء إلا بذنب ،ولم يُكشف إلا بتوبة”. بالتوبة والاستكثار من الاستغفار والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، والرجوع إلى الله بصدق وإخلاص ، يستجيب الله للدعاء ، وهي أسباب مباشرة لرفع القحط والجفاف عن البلاد والعباد .روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: أنه صعد المنبر ليستسقي، فلم يزد على الإستغفار ، وقرأ آيات الاستغفار: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} ثم قال: لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي ستنزل بها المطر. (بمجاديح: جمع مِجْدَح وهو نجم كانت العرب تزعم أنها تمطر به).وقد أراد عمر رضي الله عنه تكذيب العرب في هذا الزعم الباطل ، وبَيَّن أنه استسقى بالاستغفار لنزول المطر وليس بالنجوم .

وقال الأوزاعي- رحمه الله : ” خرج الناس يستسقون، فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اللهم إنا سمعناك تقول: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} وقد أقررنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا؟!” اللهم اغفر لنا ،وارحمنا واسقنا ! ” . ثم رفع يديه بالدعاء، ورفعوا أيديهم فسقوا بالأمطار الغزيرة. ومن سنة الله في الكون والحياة ، ما من أمة قام فيها شرع الله ،واتجهت بالعمل الصالح والاستغفار خشية الله ،وما من ناس اتقوا الله وعبدوه وأقاموا شريعته ، وحققوا العدل والأمن للناس جميعاً ، إلا فاضت فيها الخيرات ،ونزلت عليهم البركات ، ومكن الله لهم في الأرض، واستخلفهم فيها بالعمران والصلاح. لقوله تعالى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

كما وروي عن أنس أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقام الناس فصاحوا فقالوا: يا رسول الله ! قحط المطر، واحمر الشجر, وهلكت البهائم، فادع الله أن يسقينا. فقال رسول الله:” اللهم اسقنا، اللهم اسقنا “، فقال أنس: وايم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب ، فانشأت سحابة فانتشرت ثم أمطرت، ونزل رسول الله فصلى وانصرف .فلم تزل تمطر إلى الجمعة الأخرى, فلما قام نبي الرحمة يخطب .صاحوا وقالوا : يا رسول الله ! تهدمت البيوت وانقطعت السبل ،فادع الله أن يحبس الأمطار عنا. فتبسم نبي الله ،ثم قال: “اللهم حوالينا ولا علينا”. فجعلت تمطر حول المدينة ، وما تمطر بالمدينة قطرة مطر ، فنظرت إلى المدينة كأنها لفي مثل الإكليل. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا.

وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « من أكثر من الاستغفار، جعل الله له من كل هم فرجا ،ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب ». اللهم أغثنا يا مغيث، اللهم أغثنا يا مغيث، غيث الإيمان في قلوبنا وغيث الرحمة في أوطاننا.

اللهم أغثنا غيثا هنيئا مريئاً غدقا مجللا .

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *