أخبار عالميةالأخبار العاجلة

هل خسارة الرقة تعني نهاية تنظيم “الدولة الإسلامية”؟

مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية يعلنون سيطرتهم بشكل كامل على مدينة الرقة التي اختارها تنظيم “الدولة الإسلامية” في 2013 عاصمة له. فهل خسارة الرقة تعني نهاية التنظيم؟ وما مصير المقاتلين الذين استسلموا، بمن فيهم الجهاديون الأوروبيون؟

tnrakka_2

مصدر الصورة: AFP

أعلن مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية الثلاثاء سيطرتهم بشكل كامل على مدينة الرقة التي اختارها تنظيم “الدولة الإسلامية” في 2013 عاصمة له. فهل خسارة الرقة تعني نهاية التنظيم؟ وما مصير المقاتلين الذين استسلموا، بمن فيهم الجهاديون الأوروبيون؟
تزامن الثلاثاء الإعلان عن تحرير الرقة عاصمة المناطق التي أعلن فيها تنظيم “الدولة الإسلامية” إقامة “الخلافة”، مع الذكرى الثالثة لتأسيس التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد هذا التنظيم.

وأعلن المتحدث باسم التحالف ريان ديلون في تغريدات على موقع تويتر “طرد شركاؤنا تنظيم “الدولة الإسلامية”من 87 بالمئة من الأراضي التي سيطر عليها في العام 2014 في كل من سوريا والعراق وحرروا أكثر من 6,5 ملايين شخص”.

وأضاف ديلون أنه “في الأيام القليلة الماضية استسلم حوالي 350 مقاتلا في الرقة، بينهم عدة مقاتلين أجانب مؤكدين أنه تم احتجازهم بعد استجوابهم”.

وأوضح أنه بذلك يرتفع إلى 400 عدد الجهاديين الذين استسلموا في غضون شهر واحد لقوات سوريا الديمقراطية خلال المعركة التي خاضتها للسيطرة على المعقل السابق لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وفي بيان منفصل الثلاثاء، أعلن التحالف تدريبه نحو 120 ألف جندي في العراق وأكثر من 12 ألفا في سوريا ليتولوا محاربة التنظيم.

ويقدر التحالف أن عدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا ينشطون في البلدين يتراوح بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف مقاتل.

وقال ديلون “يخسر التنظيم على مختلف الصعد. لقد دمرنا شبكاته وقضينا على قادة من كافة المستويات”.

هل خسارة الرقة تعني نهاية التنظيم المتطرف؟

قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عبد الرحمن الحاج  أن السيناريو الأرجح الذي سيلجأ إليه تنظيم “الدولة الإسلامية” هو التحول من منطق السيطرة على الأرض لمنطق حرب الاستنزاف، مشبها الحقبة التي ستلي سقوط دولة “الخلافة” التي أعلنها التنظيم عام 2013 إلى مرحلة ما بين عام 2007 و2011.

ويضيف الحاج بأن التنظيم من المؤكد سيتكيف مع الواقع الجديد خصوصا وأن البيئة الأساسية التي تشكل فيها هي بيئة قبلية وضمن مناطق صحراوية بأغلبها ولذلك لديه القدرة على الاستمرار. ويقول الحاج أن التنظيم ما زال يضم الكثير من الرجال بصفوفه ويعرف طبيعة الأرض جيدا مما سيساعده بحرب الاستنزاف التي قد يشنها.

أما بالنسبة في حال أراد التنظيم تعزيز وجوده في بلدان أخرى لديه جيوب في داخلها، يقول الحاج أن الوجهة المتوقعة ستكون سيناء حيث للتنظيم بنية ووجود واضح هناك، ويضعه أيضا على الحدود مع إسرائيل مما قد يضيف عاملا جديدا للاستقطاب.

ويرجح الحاج أن يوسع التنظيم عملياته خارج المناطق الموجود فيها ويزيد من هجماته في عواصم ومدن أخرى خصوصا وأن داخل التنظيم الكثير من المقاتلين الأجانب قادمون من أوروبا أو أشخاص كانوا يعيشون خارج العراق وسوريا والتحقوا به عند إعلان الخلافة.

أين ذهب جهاديو التنظيم؟

يرجح محللون أن يكون قادة الصف الأول في التنظيم قد غادروا الرقة قبل دخول قوات سوريا الديمقراطية إليها. كما قتل المئات من المقاتلين خلال المعارك وجراء غارات التحالف الدولي التي لم تكل من استهداف المدينة.

وحين اقتربت المعركة من نهايتها، قاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر المحافظة الأسبوع الماضي محادثات مع المقاتلين المحليين في المدينة حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية، حيث استسلم بموجبها أكثر من مئتي مقاتل محلي مع أفراد من عائلاتهم لقوات سوريا الديمقراطية.

وشدد كل من مجلس الرقة المدني وقوات سوريا الديمقراطية على أنه لم يسمح للمقاتلين الأجانب بالخروج من المدينة.

وقبل انتهاء العمليات العسكرية في المدينة، قدر التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية عدد الجهاديين المتبقين وغالبيتهم من الأجانب بنحو 300 مقاتل.

ولم يتوفر حتى الآن أي إشارة حول مصير هؤلاء المقاتلين وما إذا كانوا قد استسلموا أو قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة من القتال.

ولكن بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن نحو 130 إلى 150 مقاتلا أجنبيا استسلموا مباشرة قبل انتهاء المعارك.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لقناة فرانس24 “لم يرهم أحد لأن أجهزة المخابرات تسلمتهم”، مضيفا “نعلم أن المقاتلين الفرنسيين والبلجيكيين تسلمتهم بالتأكيد أجهزة مخابرات بلديهما”. وتضمن هؤلاء، وفق عبد الرحمن، مقاتلين عرب فضلا عن أوروبيين وآخرين من دول وسط آسيا.

وتحدثت تقارير أخرى عن تمكن قافلة من المقاتلين الأجانب من الخروج من المدينة باتجاه مناطق سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور (شرق)، الأمر الذي نفاه مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو لوكالة الأنباء الفرنسية إن المقاتلين الذين لم يشملهم الاتفاق “إما استسلم البعض منهم وإما قتل”.

وأضاف “نجري حاليا عمليات تمشيط للقضاء على الخلايا النائمة، قد يكون هناك إرهابي مختبئ هنا أو هناك”.

هل سيلاحق الجهاديون الذين استسلموا؟ ومن سيتكلف بذلك؟

نفى المتحدث باسم التحالف ريان ديلون توقيف التحالف الدولي لأي مقاتل. وقال “لم نقم بهذا الأمر. لدينا قوات من التحالف ستحقق معهم وتحاول أن تحصل منهم على معلومات، ولكنهم في قبضة قوات سوريا الديمقراطية”.

وبموجب الاتفاق الذي قاده مجلس الرقة المدني، جرى تسجيل بيانات وبصمات المقاتلين الذين استسلموا لوجهاء العشائر الذين سيكونون “مسؤولين عنهم وكفلاءهم”.

ومن المتوقع أن تتواصل قوات سوريا الديمقراطية مع الدول التي يتحدر منها المقاتلين الأجانب لبحث سبل تسليمهم ومحاكمتهم.

وسلمت قوات سوريا الديمقراطية في أيلول/سبتمبر مقاتلا أمريكيا من التنظيم المتطرف إلى مسؤولين أمريكيين، وهو حاليا موقوف في العراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *