أخبار الطيبةالأخبار العاجلة

جابر: إذا بقي التعامل مع ملف العنف بشكل سطحي سنظل نحصي قتلانا!

الأمن والآمان من أعظم النعم التي تفضل الله سبحانه وتعالى بها على بني الإنسان، لا شك أنه باختلال الأمن تختل جميع الموازين، فلا مال يستفاد منه، ولا صحة، ولا استقرار ولا تطور ، ولا حياة ترجى بدون الأمن، ولا شك أن من أهم ظواهر فقدان الأمن: انتشار الجريمة، وزيادة معدلاتها، ويأتي على رأس هذه الجرائم بالطبع جرائم القتل وإزهاق الأنفس بغير حق، التي تنذر بخطر شديد يتمثل في فقدان هذه النعمة العظيمة، فمع كل حجريمة كهذه ترتفع الأصوات، وتتعالى الصيحات كردود فعل وقتية، ثم لا تلبث الأمور أن تهدأ، وبمرور الوقت نفاجأ بجريمة أخرى أبشع من سابقتها، فنعود من جديد نتباكى على دماء أبنائنا المسفوكة بغير حق، وهكذا ندور في حلقة مفرغة دون حلول جذرية شاملة لهذه القضية الخطيرة.

حوار مونتاج: نسرين الرملاوي

في هذا السياق، أجرت مراسلة موقع “الطيبة نت” نسرين رملاوي، حوار خاص مع مدير مركز “أمان” للمجتمع الآمن، المحامي رضا جابر.

صرح مدير مركز “أمان” للمجتمع الآمن، المحامي رضا جابر، من مدينة الطيبة، بأن التعامل على أرض الواقع مع ملف العنف والجريمة، بصور سطحية وإنفرادية، وجزئية، وليس بعمق وبصورة جدية، مشيرأ إلى أن مواصلة التعامل بهذه الطريقة، سيزيد من العنف، وسنبقى نحصي عدد ضحايانا، كذلك، أوضح جابر،  بأن العجز بحل موضوع العنف، يزعزع ثقة المواطن بالقيادات الإجتماعية والمدينة والسياسية، والجهات المسؤولة، بالكثير من القضايا الاخرى، وليس بما يتعلق بموضوع العنف فحسب.

نبحث بمسبباتها وحلها

وأكد بأن ظاهرة العنف اليوم ، هي إمتحان لمجتمعنا، بأنه قادر على حل مشاكله ومواجهتها، وإن مشكلة العنف هي ظاهرة ولها أسباب عميقة، فنحن نتحدث عن الظاهرة، ونحن نتعامل مع الظاهرة، لكن لا نحاول ولا بشكل من الاشكال ان نبحث بمسبباتها وحلها بصورة جدية.

دافع واضح لتغيير الواقع

وحول دور المجتمع في مكافحة العنف، قال جابر، بأن على الفرد يجب أن يبدأ بنفسه، من بيته، أطفاله،  ومن الحي الذي يسكن، أن يضع يده بيد جاره، يجب أن ننظم أحياءنا ومجتمعنا، في جميع المناحي،  فقد أصبح مجتمعنا مجتمعا فرديا، بل بصورة كبيرة أنانيا، وهذا يعود بمردود الشكوك التي تدخلها العناصر العنيفة. إن البيئة تبدأ من الفرد، وكل يجب فرد أن يبدأ بنشاط في بيته في حيه، وأن يشارك ويخرج للضغط على الجهات المسؤولة، وإسماع صوته، والمشاركة في الفعاليات الإحتجاجية، من أجل ايجاد لحل مجدي لظواهر العنف الاخذة بالتصاعد، وأن يكون له دافع واضح لتغيير الواقع.

التباعد وضعف الإنتماء

وذكر جابر بأن التباعد وضعف الإنتماء، بين الفرد ومجتمعه، أدى إلى تفاقم السلبيات ولا تعالج وتنفجر أمامنا، وهنا نحن نتحدث عن عمليه تراكمية على مدار عشرات السنين.

أين دور النخب والمثقفين!

وواصل حديثه، يجب أن نقف كمجتمع  أمان، النخب المثقفة في مجتمعنا، لم تأخذ دورها بصورة جدية في بناء مجتمعها، بل بالعكس، أصبح المثقف في الداخل الفلسطيني، يستفيد من بعض السلبيات في المجتمع، مثلا البنية الحمائلية في المجتمع والتي تسبب التفكك في بنية الهوية،  لم نستطع أن نبني هوية جماعية محلية، تتغلب على الهوية الفئوية،  وتبني الأنتماء إلى البلد وفكرة البلد، وليس إلى فكرة العائلة ومصلحة العائلة، والمصلحة الفردية، وإنما المصلحة العامة.

بقي هذا التفكك الإجتماعي

وأوضح بأن المثقفين لم يأخذوا دورهم في هذا المضمار، كذلك الأحزاب السياسية لم تكون بالقوة والجاهزية والعفل الحقيقي لأن تذهب بمجتمعها بهذا المسار، لذا بقي هذا التفكك الإجتماعي، تستفيد منه بعض النخب في المجتمع.

على المثقف أن يأخذ دوره

وقال جابر في المجمعات الآخرى، إذا كانت نسبة 20 بالمئة من النخب المثقفة، هي التي بنت مجتمعها، وهي التي تحمل على كتفها 80 % من مجتمعها، ولكن الذي يحدث الآن في مجتمعنا ههو العكس،  80 % وهم عامة المجتمع يحملون، والـ 20 % من المثقفين، بدلا من أن المثقف يحمي ويقدم مجتمعه، المثقف يستغل المجتمع وليس الكل، لكن الكثير منهم منخرط في البنى المجتمعية غير الصحيحة، لذا على المثقف أن يأخذ دوره، بحمل هموم مجتمعه.

للنطلق نحو بناء مجتمع أكثر توافقي يحكمه المجتمع ككل

وخلص جابر بأن على المثقف، ان يكون في الصف الأول، والتشابك مع مجتمعه للدفاع عن مجتمعه، على سبيل المثالشبكات التواصل يجب ان تستغل لتعيد الروابط الإجتتماعية، عملية يمكن ان تبني مجتمعنا، الثورات العربية بدأت من المثقفين، هنالك إمكانية بأن نستخدم الأدوات الحديثة، التي بين يدينا، وأن تكون محفزا، للنطلق نحو بناء مجتمع أكثر توافقي يحكمه المجتمع ككل، يجب أن يكون على كاهل المثقف، لينطلق بمجتمعه من التفكير العصبي الى بناء مجتمع يحكه المبدأ وخير المجتمع ككل  وليس إلى إستغلال هذا الامر لمصلحة المثقف بصورة فردية.

أوضح جابر، بموضوع العنف المثقفون حيدوا أنفسهم، ليس كلهم، كنت حاضرا في مؤتمر الطاقت البشرية وهي أنطلاقة جيدة إذا تم الاستمرار بها بصورة جيدة، هذه المبادرات يجب أن ترص الصفوف لدى المثقفين وإعادتهم إلى مجتمعم، لذلك  يحب ان يكون المثقفون حاضرون في المعركة أمام هذا الغول “العنف”.

وثل جابر :”قضيتنا هي قضية بقاء وتماسك مجتمع، مشكلتنا السياسية في هذه البلاد هي تحدي وجودي، وموضوع العنف يضعف ويقلل من أمكانيات التماسك.

وختم بالقول:” نحن كمجتمع ماذا نعمل علينا أن نعمل عندما يكون إطلاق نار في الأعراس،  كيف يمكن لان يكون لهذا الزخم الإجتماعي، كيف يمكن تسخيره لعمل جدي، لملاحظة هذه الظاهرة، لا يكفي من ناحية التربية والتعليم  بأن نقول للطالب بأن يتعامل بأخلاق ، إذا لم نحاول ان نخلق البيئة التربوية وتكون التنشئة صحيحة يجب ان يتم التعامل معها بعمقها.

منذ بداية العام 2017 حتى اليوم 56 جريمة قت

ومن الجدير ذكره بأن عدد ضحايا جرائم القتل، في البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، بلغ منذ بداية العام 2017، حتى اليوم 56 جريمة قتل، حيث تبين أن الجرائم الجنائية تزايدت في البلاد، ومعدلات العنف والسلوك العدواني تضاعفت، منها إطلاق نار، وطعن وشجارات وإحراق مركبات، وأطلاق الرصاص على منازل ومركبات، منها ما خلف قتلى ومنها ما ابقى جرحى.

المحامي رضا جابر
المحامي رضا جابر

تعليق واحد

  1. يقولون ما حك جلدك مثل ظفرك
    ونحن ظفرنا مخلوع كيف بدنا نحك جلدنا بنستنى حدا يشفق علينا ومش لاقيين
    حسبنا الله ونعم الوكيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *