3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

الرسالة الأولى- ايها المسؤول ، إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا !

 المربي والمأذون الشرعي والداعية ابو عكرمة الطيباوي يعد الرسالة الأولى والموجهة لكل مسؤول في قلبه التقوى والخوف من الله تعالى. اعداد المربي الشيخ أبو عكرمة الطيباوي. اخترت أن أستهل رسالتي بقوله تعالى :( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ). في الاية الشريفة يأمرنا الله تعالى جميعا بأداء الحقوق والأمانات لأهلها.

الامانة

في عصرنا الحديث نشاهد ان معظم الناس يتهافتون ويتخاصمون ويتقاتلون للسيطرة على المناصب الرفيعة : ( هذا عينيه على رئاسة البلدية ، وذاك يصبو لنائب الرئيس، وثالث مدير مؤسسة، والرابع وزير ، والخامس سبقهم جميعا يطمح ويطمع في رئاسة الدولة ). عجبا كأن المنصب غنيمة ثمينة ،او فريسة سهلة المنال، ونسوا أن هذه المسؤولية والأمانة سيسألون عنها يوم القيامة والحساب ، وربما تكون عليهم غزي وندامة إلاّ مَنْ أَدى حَقّهَا، عن أبي ذرٍ رضي الله عنه، قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَال َ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَىَ مَنْكِبِي. ثُمّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرَ إنّكَ ضَعِيفٌ وَإنّهَا أَمَانَةٌ، وَإنّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلاّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقّهَا وَأَدّى الّذِي عَلَيْهِ فِيهَا).

قد يسألني سائل: يا شيخنا بين لنا ما هي الأمانة؟ . الأمانة هي كل حق لزم أداؤه وحفظه ، وهي خلق جليل من أخلاق وأسس الإسلام ، وخصلة عظيمة من خصال الخير ، وعلامة الإيمان، والسبيل إلى الفلاح . وقد اتصف بها الرسل والأنبياء .

لذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه ، فقال رسولنا في الحديث الذي رواه أحمد : (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) .

كما وعظَّم الله تعالى شأن الأمَانَة، التي ائتمن عليها المكلَّفين، حيث تتناول الامتثال لجميع أمور الشرع ،واجتناب نواهيه ومحارمه، في حال السِّرِّ والخفية ، كحال العلانية، وكل ما افترض الله تعالى على عباده فهو أمانة كالصلاة والزكاة والصيام وأداء الدين ، وحفظ الجوارح ، وأُوكدها الودائع وحفظ الأسرار .

لذلك الكثير الكثير من الناس لا يستطيع حمل الأمانة وخاصة الضعيف الهزيل منهم، يقول الله تعالى في سورة الأحزاب : ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً ). الله تعالى عرض للتخيير حمل الأمانة على المخلوقات القوية الراسخة العظيمة ، السَّماوات والأرض والجبال، فَأَبَيْن َورفضن أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا لعظمها وثقلها،خوفًا أن لا يقمن بما حُمِّلْنَ، لا عصيانًا لربِّهن، ولا زهدًا في ثوابه. بينما قَبِل حملها الإنسان الضعيف المسكين ظالما وجاهلا بها ، لانه لم يعرف عواقب اضاعتها .ولكن اذا أدى وحفظ الانسان تلك الأمانة فثوابه رضا الله ودخول الجنة ، وان اضاعها فعليه غضب الله ودخول النار .

لهذا رأيت أن اختتم رسالتي بقول رسولنا الحبيب :” إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال رسول الله : إذا وسد “أسند ” الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *