3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

الجزء الثاني- انهيت شهر رمضان بالتميز بالأخلاق النبيلة ! ، اعداد الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

التاجر الماهر الذي ينهي عامه وموسمه التجاري بالارباح الكثيرة ، والمزارع الحكيم الذي يستطيع اختيار زراعة الخضروات والفواكه التي لها طلب بالاسواق !. وهكذا حال المسلم وهو يودع رمضان ، يسأل السؤال الرئيسي والمهم الذي يفرض نفسه علينا ، ماذا استفدنا من مدرسة الصيام ؟، وما هي الاخلاق الفاضلة التي ذوتت بداخلنا بعد رحيل رمضان ؟ ، وما هي الدروس والعبر التي غرست فينا من صيام تلك الأيام الفضيلة، والتي قضيناها في العبادات والطاعات.

الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

ان مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصالحين ، بها تُنال الدرجات ، وتُرفع المقامات ، وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمدًا صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال: ” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” سورة القلم: 4. أن من أجل واروع حكم الصيام ، غرس القيم والفضائل والخلق الحسن في نفوس الصائمين ، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً واضحاً لحسن الأخلاق في شهر رمضان . قال – صلى الله عليه وسلم -: «فإذا كان يومُ صوم أحدِكم فلا يرفث ولا يصخَب، فإن شاتَمَه أحدٌ أو قاتلَه فليقُل: إني صائمٌ»؛ متفق عليه .

أن الأخلاق القويمة التي يدعو لها الإسلام تكفل للمتصف بها أعلى المنازل في الجنة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال : ” التقوى وحسن الخلق …” صحيح. ان هذهِ الأعمال والأخلاق النبيلة تكون بالقلب والعقل والجوارح واللسان : فنصدق اذا تكلمنا ، ونهجر الكذب ، ونؤدي الأمانة، ونترك الخيانة، ونبر والدينا، ونتوب الى الله من عقوقهما ، ونصل أرحامنا واقاربنا، ولا نقاطعهما أبدا ، ونفي بالعهود والمواثيق،ولا نغدر بتاتا، ونأمر بالمعروف ، وننهي عن المنكر ، ونعدل في حكمنا، ولا نبغي ولا نظلم، ونحسن إلى جيراننا والأيتام والمساكين وابن السبيل ، ونتحلى بالرفق والرأفة، ونحرص على تعويد النفس كتم الغضب، ويهنأ أصدقاؤنا ومعارفنا، بطيب معاشرتنا ، وحلو حديثنا ، وبشاشة وجوهنا،وتبسمنا !. وإذا بحثتَ عن التقي وجدتَه رجلًا يُصدِّق قولَهُ بفعالِ.

ان الإيمان القوى يلد الخلق القويم حتما ? وأن انهيار الأخلاق مرده إلى ضعف وفقدان الايمان ?، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :” لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه “

وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم بوصية عظيمة فقال:( يا أبا هريرة ، عليك بحسن الخلق). قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال : ” تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك” رواه البيهقي.

امراة من أهل النار … ثبتِ عن أبي هريرة : قيل: يا رسول الله ! إن فُلانة تُصلِّي الليل، وتصومُ النهار، وفي لسانِها شرٌّ تُؤذِي جِيرانَها، سليطةٌ. قال رسولنا الكريم : «لا خيرَ فيها، هي في النار». الحديث صحَّحه الحاكم . امراة من أهل الجنة …قيل يا رسول الله : إن فُلانة تُصلِّي المكتوبة، وتصوم رمضان، وتتصدَّق، وليس لها شيءٌ غيره، ولا تُؤذِي جِيرانَها، قال صلى الله عليه وسلم: “هي في الجنة” أخرجه أحمد ، وصحَّحه الحاكم.

وختامه مسك بنطبيق وصيةَ النبي صلى الله عليه وسلم : ” اتقِ الله حيثُما كنتَ، وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسن ٍ”.رواه الترمذي ،حديث صحيح .

اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة، اللهم حسِّن أخلاقنا وجَمِّل أفعالنا، اللهم كما حسَّنت خلقنا فحسن بمنِّك أخلاقنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *