3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةنفحات دينية

الجزء الأول- وماذا بعد رحيل شهر الخيرات والبركات؟، اعداد الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

إن رمضان وبحق مدرسة لمحاسبة أنفسنا ووزن أعمانا بميزان شرعنا الحنيف، وجامعة لتغيير سلوكياتنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله. قال عز وجل :”… إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ…”. فمتى سنعتبر ونستفيد ونغير حياتنا ان لم نتغير في شهر رمضان ؟! .هل ربينا في رمضان أنفسنا ، وانتصرنا على شهواتنا ؟!

رمضان
أم غلبتنا عاداتنا وتقاليدنا السيئة ؟! . وهل قُبِل صيامنا وقيامنا :”رب صائم ليس له من صيامه ألا الجوع والعطش ،ورب قائم ليس له من قبامه الا السهر” ؟.

لقد كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان , ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم …ومن علامات قبول العمل أن ترى العبد في أحسن حال من حاله السابق قبل رمضان.

ولك ان تقارن بين حالك في أيام رمضان، وحالك بعد رحيل شهر الرحمات والبركات !!.لقد كنت تتقلب في أعمال البر ، وأبواب الخير ، وكنت تنتقل من طاعة الى طاعة !، وتمنيت … ياليتني اعيش عمري كأيام رمضان ! ؟

حيث ذقت في رمضان حلاوة الإيمان، وعرفت لذّه الدمعه الصادقة ومتعتها , وتلذذت بحلاوة المناجاة في الأسحار !!…كانت أيامك: صلاة كلها قرةُ عين، وصيام مذاقة حلاوة، وتلاوة للقران في شهر التقوى والرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأنفقت نفقه من لا يخشى الفقر , ووصلت أرحامك واقاربك، وأديت فيه عمرة كمن حج مع رسولك الحبيب، وشددت رحالك للمسجد الأقصى ! ،وعفوت وسامحت عمن ظلمك ،وأساء اليك .

رحل رمضان ولم يمضى على رحيله إلا أيام قليلة !. وجالت في نفسك وعقلك أسئلة كثيرة .. وخواطر عديدة ..وهي تتداعى على قلب كل مُسلم صادق … ماذا استفدت من شهر رمضان ؟! . اياك وإياك ثم إياك …ان تكون كالتي نقضت غزلها !! .فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان. حيث بعد رحيله يتفننون في اقتراف المعاصي والذنوب..!! .

ومن مظاهر نقض العهد ..ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعة … فبعد امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سُنه … نراها قد قل روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض !!. ولربما ترك الصلاة كليا، وآكل اموال الربا والسحت ، ومشاهد افلام الفحش والرذيلة، ولتدخين الدخان والارجيلي ، والعودة لسفك الدماء والقتل، والراشي للرشوة، وخلعت الفتاة جلبابها وعادت للسفور والتبرج ، ولهث الغاش والمزيف واكل اموال الحرام . …والانشغال بالأغاني والموسيقى .. واضاعة الأوقات بالذهاب إلى المقاهي والملاهي، والتنافس في الذهاب إلى المسارح ودور السينما والملاهي الليلية، والتي هي مأوى الشياطين والطريق المنحرف لكل رزيلة . وصدق رسولنا وحبيبنا في حديثه الشريف:” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”. وما هكذا نختم ونودع سيد الشهور والانوار ، وليس هكذا نشكر الله علىّ بلوغ الصيام والقيام , وما هذه علامة القبول !. بل هذا جحودا للنعمة، وعدم شكرنا لها .وهذا من علامات عدم قبول العمل، لأن الصائم .. يفرح يوم فطرة ويحمد ويشكر ربه على أتمام الصيام .. !

:” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُم ْ.. “. فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح .. فلو شكر العبدُ ربهُ حق الشكر، لرأيته يزداد في الخيرات والطاعات، ويبتعد عن الذنوب والمعاصي! .

اللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام وتلاوة القران. اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين .وتقبل الله طاعاتكم وصالح أعمالكم.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *