أخبار عالميةالأخبار العاجلة

هل ترامب على موعد مع فضيحة “وترغيت” جيدة؟

تتسع دائرة التحقيقات الجارية في قضية علاقات ترامب وطاقمه الانتخابي مع رسميا قبل وبعد وأثناء الحملة الانتخابية وذلك في ظل تواتر التقارير الصحفية التي تفضح كل يوم جانبا معينا ووثيقة محددة تشير الى نقطة جديدة في كرة الثلج الاخذة بالتدحرج ولم يعد بمقدر احد ان يحدد حجمها ومكان وطريقة توقفها فهناك من يقول بان الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب على شفير فضيحة كبرى شبيه بفضيحة “وترغيت” التي اطاحت بالرئيس الامريكي نيكسون في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وذلك مقابل من يخفف من وطأة هذه التقارير، وإنها تنتهي الى لا شيء كونها كيدية وغير حقيقية .

ترامب

ذهب بعض المحللين الى القول أن ترامب يخوض معركة حياة او موت مع مكونات الدولة العميقة في الولايات المتحدة بمختلف اذرعها الداخلية والخارجية ومجمعاتها الصناعية المدنية منها والعسكرية، مشبهين ما يجري الان بما حدث في جمهورية مصر اثناء حكم محمد مرسي وصراعه المرير مع الدولة المصرية العميقة .

في كل الاحوال ووفقا لمحللين كثر هذه التحقيقات تحتاج الى سنوات طويلة او الى ثلاث سنوات بالحد الادنى حتى تكتمل وتتضح نتائجها لهذا من الممكن ان يواصل ترامب اداء مهامه طيلة هذه الفترة، لكنه بكل تأكيد سيبقى رهين الضغوط الهائلة النابعة من حقيقة خضوعه للتحقيقات، وسينعكس ذلك سلبا على قدرته على ادارة السياسة الخارجية الامريكية كونه مهدد بسيف التشكيك الذي وصل ضمنا في بعض التلميحات حدود التخوين .

في هذا السياق وبعد لحظات من اقلاع طائرة ترامب الرئاسية في طريقها الى اوروبا والشرق الاوسط في اول جولة خارجية يقوم بها منذ انتخابه رئيسا اعلنت لجنة المخابرات التابعة للكونغرس الامريكي ان رئيس المباحث الفدرالية FBI الذي اقاله ترامب مؤخرا “جيمس كومي” قد وافق على الادلاء بشهادة علنية امام هذه اللجنة فيما يتعلق بعلاقات ترامب وأركان حملته الانتخابية بالمسؤولين الروس، وذلك في اطار التحقيقات التي تجريها اللجنة المذكورة .

ودخل الاعلام الامريكية بقوته ساحة المواجهة المستعرة فنشرت اليوم “السبت” صحيفة ” نيويورك تايمز ” تقريرا استند على وثيقة رسمية وثقت اللقاء الاخير الذي جمع وزير الخارجية الروسي “لافروف ” والسفير الروسي لدى واشنطن مع الرئيس الامريكي ترامب.

“الان الان اقلت رئيس الـ FBI انه رجل مجنون وسبب لي الجنون، لقد تعرضت لضغوط هائلة بالنسبة لروسيا لكنها الان زالت” قال ترامب للوزير الروسي وفقا للوثيقة التي سربها للصحيفة من قالت بانه مسؤول امريكي رسمي.

وأضاف ترامب في نفس الاجتماع الذي عقد يوم 10 الشهر الجاري أي يوما واحدا فقط بعد اقالة رئيس FBI مخاطبا لافروف ” انا لا اخضع الان للتحقيق ” .

وقالت “نيويورك تايمز” ان الوثيقة تثبت بان ترامب اقال رئيس FBI بسبب التحقيقات التي يجريها حول علاقة حملة ترامب الانتخابية وجهات حكمية روسية “.

وامتنع الناطق بلسان البيت الابيض “شونسبيسر” عن نفي ما جاء في التقارير الصحفية وقال في رد مكتوب ارسله لصحيفة نيويورك تايمز “صحيح ان كومي مارس ضغوط غير ضرورية على الرئيس وسبب له المضايقات وأزعجه في مجال ادارة الاتصالات مع روسيا في مواضيع مثل سوريا واوكرانيا والدولة الاسلامية “.

” فقد خلق كومي عبر تحويله التحقيقات الى سياسية ضغطا غير ضروري على الرئيس ومس بقدرتنا على ادارة اتصالات ومفاوضات مع روسيا تحت ذات الذريعة القائلة ان امننا القومي قد تضرر نتيجة تسريب محادثات خاصة وسرية جدا “.

ودافع مصدر في الادارة الامريكية رفض الكشف عن اسمه عن الرئيس ترامب وأقواله التي ادلى بها خلال الاجتماع مع وزير الخارجية الروسي قائلا ” انه يستخدم تكتيكا تفاوضيا يهدف من وراه خلق اجواء ايجابية وسط القادة الروس ومن ثم محاولة الحصول منهم على تنازلات فقد حاول ان يفهمهم ان محاولات روسيا التدخل في الانتخابات سببت له مشكلة سياسية كبيرة لذلك عليهم اظهار بعض المرونة والليونة “.

بدورها قالت شبكة ” CNN” ان محامي البيت الابيض شرعوا بدراسة الاجراءات القانونية المطلوبة لإقالة الرئيس حتى يكونوا جاهزين لوقت الحقيقة .

ونقلت الشبكة عن جهات رسمية في الادارة الامريكية الحالية قولها ان المحامين اجروا مشاورات مع خبراء في قضية الاقالة رغم ان اقالة ترامب تبدو الان احتمالا بعيدا .

ورفض البيت الابيض التعليق رسميا على ما جاء في تقرير الـ CNN معربين عن ثقتهم بدعم نواب الحزب الجمهوري للرئيس فيما يعمل اعضاء الحزب الديمقراطي على تهدئة النقاش الدائر حول امكانية اقالة الرئيس ترامب خشية ان تفسر الامور وتظهر على انها تهور وتسرع زائد .

اخيرا قالت صحيفة “واشنطن بوست ” ان شخصا يشغل الان منصبا رسميا في البيت الابيض يعتبر جزءا اساسيا من التحقيقات الخاصة بالعلاقات بين رجال ترامب وروسيا وان هذا الشخص الذي يخضع للتحقيق هو احد اهم مستشاري الرئيس ترامب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *