الأخبار العاجلةالعالم العربي

مخطوطات عربية قديمة وكتب إسلامية نادرة في معرض الشارقة للكتاب

حضرت نحو عشر دور نشر وشركات طباعة عربية وغربية مختصة في الكتب النادرة والمخطوطات القديمة في معرض الشارقة للكتاب، وهي مسلحة بـ “كنوز” معرفية وتاريخية يعود أقدمها للقرن الرابع عشر. وإن قدمت بعضها صورة مغايرة عن العرب والمسلمين اليوم، تعرضت أخرى إلى قصص وكتابات تحفظ في الذاكرة العربية، مثل قصص ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة.

1
كتب ومخطوطات قديمة محفوظة في خزائن زجاجية مغلقة، مضاءة بأنوار خافتة، على عكس باقي الكتب المعروضة في معرض الشارقة الدولي للكتاب. الفضول عليها كبير، على عكس الأجنحة الأخرى التي تشترى فيها الكتب بالكميات لا بالعدد، قليلون فقط من يخرجوا أوراقا نقدية كثيرة ويتعاطون مع المسؤولين على هذه الأجنحة لشرائها… إنها الكتب النادرة والمخطوطات القديمة التي تعرضها نحو عشر دور نشر وشركات طباعة -غالبيتها غربية- للزوار وللشيوخ والمسؤولين الحكوميين الذين يزورون المعرض.

“الخليجيون بدأوا يهتمون بسوق الكتب النادرة في السنوات الأخيرة”

 دار “اقتناء” السعودية واحدة من هذه الشركات التي قدمت نحو 150 كتابا نادرا لزوار المعرض. صاحب هذه الدار هو محمد آصف، باكستاني سعودي يملك أكثر من 1500 كتاب قديم، ودخل سوق تجارة الكتب والمخطوطات النادرة صدفة، بدأ بجمعها كهواية ومن ثم تحولت لتجارة يصل سعر تعاملاته فيها أحيانا إلى أكثر من 300 ألف دولار للكتاب الواحد.

وهو يتحدث عن مجموعته الخاصة التي قضى نحو عشرين عاما وهو يجمع فيها عبر رحلات كثيرة قادته إلى أوروبا وشرق آسيا، يقدم شروحات عن كل كتاب ومؤلفه، أو الشخصية التي تناولته، متمسك في كل مرة بالمجد الذي عرفه العرب والمسلمين في قرون مضت، وكيف حاول الغرب الاستفادة من حضارتهم من خلال طباعتها وتوثيقها عبر مخطوطات حتى لا تضيع. ويقول: “كل الكتب النادرة المعروضة هنا هي ملكيتي الخاصة، بدأت بجمعها كهواية في سنوات السبعينات والثمانينات ولكن عندما رأيت الإقبال المتزايد عليها في السوق وارتفاع أسعارها في السنوات الأخيرة أردت أن أبيع جزء منها” ويضيف: “حصلت على أغلبها من مزادات في أوروبا، ومن بعض المكتبات الأوروبية، وقليل من الدول المغاربية التي عرضتها للبيع بسبب الأزمة التي عرفتها في السنوات الأخيرة”.

وإن فضل محمد آصف عدم الحديث عن عدد الكتب والمخطوطات النادرة التي باعها خلال المعرض وقيمتها المالية، إلا أن الإقبال الكبير على جناحه – من المسؤولين على الدوائر الحكومية إلى مدراء المكتبات التابعة للوزارات – يوحي بأن  المبيعات كانت كثيرة. ويقول آصف: “سوق الإمارات من الأسواق المميزة في سوق الكتب النادرة والمخطوطات القديمة في منطقة الخليج والشرق الأوسط لذلك كثير من دور النشر والجمعيات الغربية المختصة تحرص على الحضور هنا”.

ويؤكد أن “الاهتمام بالكتب النادرة والمخطوطات القديمة في السابق كان حكرا على بعض الهواة والأثرياء ومجمعي المخطوطات القادمة من الغربيين وخاصة الأوروبيين، لكن الاهتمام صار اليوم خليجيا كذلك لقيمته المعنوية خاصة بكل ما يتعلق بالجزيرة العربية وبالإسلام”.

أقدم كتابين تعرضهما دار “اقتناء” هما كتاب “كليلة ودمنة” طبع عام 1489 باللغة اللاتينية، وكتاب آخر للعالم أبو معشر البلخي (كان من أشهر علماء الفلك المسلمين) عنوانه “المدخل الكبير” وطبع في ألمانيا عام 1489 باللغة اللاتينية كذلك.

رسالة حول أول رحلة في بلاد العرب المجهولة

الشركة البريطانية “فوليوز المحدودة” من جهتها تقدم في معرض الشارقة عشرات الكتب والمخطوطات والرسوم بالخط العربي، حضرت حسب مديرها ومؤسسها بدر الحاج لإيمانها بالدور الكبير الذي تلعبه إمارة الشارقة في صون التراث العربي والإسلامي. ويقول الحاج: “الخليجيون بدأوا يهتمون أكثر فأكثر بالكتب القديمة خاصة تلك التي تتحدث عن منطقتهم وما قدمه العرب من علوم وحضارة ورقي، بالإضافة إلى نسخ القرآن الكريم القديمة التي تبقى مقصدهم الأول”.

ويضيف: “أكثر الكتب المعروضة هنا مصدرها أوروبا رغم أنها تتحدث عن الحضارة الإسلامية وتاريخ العرب وخرائط ترسم البلاد العربية في القرون الماضية، حصلنا عليها من مكتبات أوروبية خاصة، ومن أساتذة وباحثين كانوا يحتفظون بها في خزائنهم”.

ويعتبر الحاج أن “ليس كل شخص يمكنه الدخول والاختصاص في سوق الكتب النادرة والمخطوطات القديمة، فعلى الفرد أن يعشق الكنوز التي لا تقدر قيمتها بالمال، فغالبيتها تدخل ضمن الحضارة الإنسانية والذاكرة الجماعية التي تشترك فيها شعوبا كثيرة”.

وأبرز كتاب تعرضه “فوليوز المحدودة” نسخة من القرآن بالعربية واللاتينية من أربعة مجلدات صدرت في روما في العام 1691 وترجم معانيها لودفيكو ماراتشي. ونسخة من مخطوط كتاب “الجامع الصغير” لجلال الدين السيوطي إضافة إلى رسالة أصلية تعود للعام 1920 لهاري فيلبي حول أول رحلة في بلاد العرب المجهولة وكذلك ديوان عمر بن الفارض (بيروت، 1866)، ومجلدان بعنوان “الفن الإسلامي في الشرق” يصل وزنهما إلى 30 كيلوغراما تقريبا، وتم نشرهما في براغ في الفترة بين 1923 و1924 وهما لألكسندر ريموند.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *