الأخبار العاجلةالعالم العربي

سوريا: أول دفعة من المدنيين والمقاتلين تغادر داريا في إطار اتفاق تسوية

عملا بالاتفاق المتوصل إليه الخميس بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في داريا قرب العاصمة دمشق، بدأت الجمعة الدفعة الأولى من المدنيين والمقاتلين بالخروج من المدينة المحاصرة منذ 2012. وتتواصل المساعي الدولية لإيجاد حل للأزمة السورية حيث يلتقي الجمعة وزير الخارجية الأمريكي بنظيره الروسي في محاولة لاستئناف محادثات السلام.

12
باشرت الدفعة الأولى من المدنيين والمقاتلين بالخروج بعد ظهر الجمعة من مدينة داريا بالغوطة الغربية بريف دمشق المدمرة في إطار إتفاق تم التوصل إليه الخميس يقضي بإخلاء المدينة التي طال حصارها وحافظت على رمزية خاصة لدى المعارضة السورية.

وتوصلت الحكومة السورية والفصائل المعارضة في داريا الخميس إلى اتفاق يقضي بخروج 700 مقاتل إلى إدلب (شمال غرب والواقعة تحت سيطرة فصائل إسلامية وجهادية) و4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم بدءا من الجمعة من هذه المدينة، فضلا عن تسليم المقاتلين لسلاحهم المتوسط والثقيل.

وأفادت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية عند مدخل داريا الرئيسي شمالا عن بدء خروج حافلات المدنيين والمقاتلين عند حوالي الساعة الثالثة والربع بالتوقيت المحلي من المدينة.

وأوضحت أن غالبية ركاب الحافلة الأولى كانوا من النساء والأطفال والمسنين، فيما تضمنت الحافلات الأخرى مقاتلين يحملون سلاحهم الفردي ومعهم عائلاتهم.

وأكد مصدر عسكري سوري في المكان لوكالة الأنباء الفرنسية أن الدفعة الأولى الجمعة تتضمن “300 مقاتل مع عائلاتهم” على أن تستكمل العملية السبت.

وفور خروج حافلات المقاتلين، بدأ الجنود السوريون عند مدخل داريا بالهتاف للرئيس السوري بشار الأسدرافعين أسلحتهم في الهواء.

ولداريا رمزية خاصة لدى المعارضة السورية، فهي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في آذار/مارس 2011. وكان المتظاهرون في داريا وقتها يوزعون الورد والمياه على عناصر قوات النظام تأكيدا على سلميتهم.

غير صالحة للسكن

في إطار عملية إخلاء المدينة، أوضح مصدر عسكري نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية أن “الذي لا يريد المصالحة سيذهب باتجاه مدينة إدلب، والذي يريد البقاء (…) سيذهب إلى منطقة حرجلة” في الغوطة الغربية والواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأشار إلى أن “كل مسلح يرغب بأخذ أولاده معه باتجاه إدلب سيحصل له ذلك”.

وأكد المجلس المحلي لمدينة داريا أن “الأسر المدنية ستتوجه إلى بلدة حرجلة (…) ومن هناك يتوزعون إلى المناطق التي يرغبون بالتوجه إليها”. وقال أحد مقاتلي الفصائل المعارضة في المدينة لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف من بيروت إن داريا تعيش اليوم “أصعب اللحظات، الجميع يبكي، الطفل يودع مدرسته، والأم تودع ابنها الشهيد عند قبره”.

يجمع سكان داريا، وفق قوله، “أغراضهم المتواضعة المتبقية، لتبقى معهم ذكرى لأربع سنوات من الحصار والجوع والقصف، وتبقى ذكرى لمجتمع دولي خذلهم دون أي ذنب”.

وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد النظام، تطورت لاحقا الى نزاع متشعب الاطراف، أسفر عن مقتل اكثر من 290 الف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ويعيش نحو ثمانية آلاف شخص في داريا الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب العاصمة. وهي أيضا مجاورة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.

وكانت داريا قبل الحرب تعد حوالي 80 ألف نسمة، لكن هذا العدد انخفض 90 في المئة حيث واجه السكان طوال سنوات الحصار نقصا حادا في الموارد. ودخلت في شهر حزيران/يونيو أول قافلة مساعدات إلى داريا منذ حصارها في العام 2012.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *