الأخبار العاجلةالعالم العربي

سوريا: مقتل 8 أشخاص إثر سقوط قذائف المعارضة على أحياء دمشق القديمة

في تطور هو الأول من نوعه منذ أشهر، أدى سقوط قذائف على أحياء دمشق القديمة إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أما في حلب فتزداد المخاوف من نقص الرعاية الطبية لسكان الأحياء الشرقية المحاصرين، بعد أن أدى قصف طيران النظام السوري والطيران الروسي إلى وقف العمل في أربع مشاف ميدانية وبنك للدم.

1
أدى القصف الجوي الذي نفذه الطيران السوري والروسي لأحياء حلب الشرقية إلى إيقاف أربعة مستشفيات ميدانية وبنك للدم عن العمل، مما يثير مخاوف من أزمة صحية وإنسانية في المناطق التي يعيش فيها أكثر من 200 ألف مدني تحت الحصار. من ناحية أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قذائف عدة سقطت في أحياء دمشق القديمة ما أدة لمقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من عشرين بجروح جراء سقوط قذائف على أحياء عدة في دمشق القديمة، مصدرها مقاتلو المعارضة المتحصنون في أطراف العاصمة”.

واستهدفت القذائف وفق المرصد، أحياء باب توما وباب السلامة والقيمرية، لافتا إلى أن إحدى القذائف سقطت على مطعم في الحي الأخير في وسط العاصمة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها عن مصدر في قيادة شرطة دمشق “استشهاد خمسة أشخاص وإصابة 16 آخرين جراء اعتداء إرهابي بالقذائف على حي باب توما في دمشق”.

واتهمت “إرهابيي جيش الإسلام” بإطلاق القذائف على الأحياء السكنية، في إشارة إلى أحد أبرز الفصائل المقاتلة المتحصنة في أطراف العاصمة ومناطق عدة في ريفها.

آخر مستشفى للأطفال في حلب خارج الخدمة

وفي محافظة حلب (شمال)، ذكرت منظمة الأطباء المستقلين السورية التي تدعم عددا من المشافي الميدانية على صفحتها على موقع فيسبوك الأحد “في يوم واحد، تعرضت أربعة مشاف ميدانية وبنك للدم لضربات جوية في مدينة حلب وباتت الآن خارج الخدمة”.

وأوضحت في بيان لاحق أن المشافي تقع في حي الشعار وبينها “آخر مشفى تخصصي للأطفال في حلب” وتعرض للقصف “مرتين خلال أقل من 12 ساعة”، ما تسبب بوفاة رضيع يبلغ من العمر يومين “نتيجة قطع إمدادات الأوكسيجين عنه جراء الضربة الثانية على المشفى” والتي وقعت عند الساعة الواحدة من صباح الاحد (23.00 ت غ).

ونقلت عن رئيسة قسم التمريض في المستشفى التي كانت تهتم بالرضيع “بعد الضربة الثانية اضطررنا إلى نقل الرضيع إلى ملجأ تحت الارض وتوفي إثر ذلك”. وأضافت “الوضع سيء للغاية. المشفى تضرر كثيرا وهذه ليست المرة الأولى. لقد تعبنا فعلا”.

وتسيطر الفصائل المعارضة على حي الشعار حيث تقع المشافي الأربعة وهي البيان والدقاق والحكيم والزهراء، إضافة إلى بنك الدم.

وبحسب عبد الرحمن، “لم يتضح إذا كانت الطائرات التي شنت الغارات على حي الشعار السبت سورية أم روسية”.

وأحكمت قوات النظام السوري قبل أسبوع حصارها على هذه الأحياء حيث يقطن أكثر من مئتي ألف شخص بحسب المرصد، بعد تمكنها من قطع آخر منفذ إليها.

وتتقاسم قوات النظام والفصائل المسلحة منذ صيف 2012 السيطرة على المدينة التي تشهد معارك متواصلة بين الطرفين.

المعارضة تتهم النظام بالـ”عقاب الجماعي” لسكان حلب

وأكدت “مديرية صحة محافظة حلب الحرة” التي تشرف على شؤون المستشفيات في مناطق سيطرة الفصائل في بيان خروج المشافي عن الخدمة الأحد “في ظل عدم القدرة على إخراج أي جريح أو إدخال أي دواء من وإلى المدينة المنكوبة” جراء “الحصار المفروض عليها من قبل النظام وحلفائه”.

وتضررت مستشفيات عدة خلال الأشهر الأخيرة في مدينة حلب بفعل الغارات والقصف كما قتل عدد من العاملين في القطاع الصحي في المدينة.

ولا تزال خمسة مشاف أخرى فقط قيد الخدمة في الأحياء الشرقية وفق منظمة الأطباء المستقلين التي اعتبرت أن “الحصار واستهداف المرافق الطبية يشكلان جرائم حرب” داعية إلى “الوقف الفوري للعقاب الجماعي الذي تتعرض له المدينة ومحاسبة المسؤولين عنه”.

وتجددت الغارات بعد الظهر على أحياء عدة في شرق حلب بعد هدوء نسبي صباحا، ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين على الأقل بينهم طفل، وفق المرصد.

قوات “سوريا الديمقراطية” تتوغل في منبج

وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، تستمر المعارك العنيفة الأحد بين قوات “سوريا الديموقراطية” وتنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة منبج وتحديدا في شمال غرب المدينة، حيث تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من التقدم والسيطرة على أحد الأحياء، بحسب المرصد.

وتسببت الاشتباكات بمقتل خمسة مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية و18 جهاديا، كما قتل ثمانية مدنيين بعد استهدافهم من التنظيم لدى محاولتهم الفرار من المدينة، وفق المرصد.

قافلة مساعدات إلى معضمية

من جهة أخرى، دخلت الأحد قافلة مساعدات جديدة مشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الاحمر السوري والأمم المتحدة إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك لوكالة فرانس برس أن القافلة “ضمت 24 شاحنة محملة بمواد غذائية لأربعين ألف شخص، ومستلزمات صحية أساسية للمرافق المحلية إضافة إلى مواد غير غذائية ومنتجات تغذية”.

وكانت آخر قافلة مساعدات تحمل مواد غذائية دخلت الشهر الماضي إلى المدينة، وفق كشيشيك.

وفي ظل المساعي المبذولة على أكثر من صعيد لاستئناف مفاوضات جنيف بين أطراف النزاع السوري، أعلنت سوريا الأحد أنها “مستعدة لمواصلة الحوار السوري السوري دون شروط مسبقة” وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.

ويأتي هذا الموقف بعد إعلان الموفد الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا أن آب/أغسطس هو التاريخ المستهدف “لمنح فرصة كافية لبداية ناجعة” لجولة مفاوضات جديدة.

وعقدت منذ بداية 2016 جولتا مفاوضات بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة في جنيف برعاية الأمم المتحدة، لكن لم تتمكن من تحقيق أي تقدم نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير الرئيس السوري بشار الأسد.

المصدر: فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *