3أخبار الطيبةالأخبار العاجلةكلمة حرة

“المعارضة البناءة ” بقلم: د، حسام عازم

تعتبر التعدادية السياسية ،احد أعمدة النظام الديمقراطي الحديث ،حيث بجانب الأكثرية الحاكمة يتوجب وجود معارضة تطرح بديل للمواطن .

5
تُعد المعارضة السياسية أحد الأركان المهمة لتطور المجتمعات ومقياساً للتقدم والحضارة فيها، ويفترض بهذه المعارضة السياسية أن تحافظ على أصالة المجتمع وثقافته وأخلاقياته.

والمعارضة كمفهوم سياسي وفي إطار التعددية تعني طرح برامج سياسية اجتماعية ثقافية للمجتمع لتكون بديل لبرامج الأكثرية الحاكمة .مما يولد الصراعات السياسية بين الجهتين ، الصراع ليس بين الأشخاص وإنما بين الأفكار، والحلول الممكنة التي تقدم من اجل ترسيخ المواقف الوطنية ولصنع التنمية الاقتصادية والثقافية والفكرية.

من هذا المنطلق فإن المعارضة تقوم بالنقد من أجل تفعيل الإمكانيات لتحقيق التطوير والتطور، وليس بقصد التجريح والمس بكرامات هذا أو ذاك. وهكذا، فإن العمل السياسي في صيغة المعارضة لا يعني إلا المنافسة الشريفة من أجل الرفع من شأن الوطن والمواطنين ؛ ففي ظل المنافسة الجادة فإن الغلبة تكون للفكرة المفيدة، وللمشروع العملي.

واضح أن للمعارضة دور هام في الرقابة على أداء السلطة، فالأخيرة ليست معصومة، وما دام الخطأ وارداً فإن تدقيق الأداء لتمييز الخطأ من الصواب يعد أمراً في غاية الأهمية. فالمعارضة المبصرة تسهم في الانضباط السلوكي للسلطة ومن لم ينضبط يتم تنبيهه ليصلح الخطأ، فإن أصر فلا بد الضغط علية جماهرياً وسياسياً ومن ثم السعي لتغييره. وإن المجتمعات الديمقراطية المعاصرة مدركة تمام الإدراك لدور المعارضة حيث تسهم المعارضة في تنفيس الاحتقانات ، ومساعدة السلطة في خدمة المواطن .

المعارضة امر شرعي للغاية ، وعليها تقع مسؤولية كبرى لتكون العين الساهرة على مصالح الناس .

معارضة بناءة هدفها المصلحة العامة ولا تنجر للصراعات الجانبية ولا تعارض فقط من اجل المعارضة .

على الأكثرية الحاكمة الأخذ بالاعتبار مواقف المعارضة وعدم تهميشها بل التعامل معها من اجل المصلحة العامة .

ادارة سليمة لا يمكنها تجاهل الاخر ، والمعارضة السليمة لا يمكنها مهاجمة الادارة بدون أسباب مقنعة .

اللعبة الديمقراطية تحتم في محطات معينة الصدام السياسي بين الحكم والمعارضة على مواقف وخطوات تقوم فيها السلطة والتي لا تتناسب مع مواقف المعارضة وفي محطات اخرى العمل المشترك فيما بينهما .

الظروف الخاصة للأقلية القومية الفلسطنية في اسرائيل في ظل سياسة التميز العنصري ، جمعت كل الاحزاب السياسية الوطنية بالعمل معاً ضد العدو الأساسي لها الا وهو السلطة .

ومع ذلك على هذا الأحزاب العمل أيضاً في المجال البلدي حيث العدو هناك ليس فقط سياسة حكومة اسرائيل وإنما أيضاً الفساد الاداري للإدارة المحلية .

ادارات انتخبت في معظم القرى والمدن على أساس صراعات عائلية او طائفية وأنتجت الكثير من الادارات غير المهنية وفي بعض الأحيان أيضاً غير الوطنية .

وهنا دور الأحزاب لان تكون صَمام الأمان امام الفساد وان تكون معارضة شجاعة ومسؤولة من اجل الحفاظ على مصالح الناس .

د. حسام عازم
( سكرتير جبهة الطيبة وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *