أخبار الطيبةالأخبار العاجلةمنبر المتصفح

العنصرية- امال عازم من الطيبة تتعرض لحوادث عنصرية متتالية

وباء العنصرية يُهاجم مرة تلو الاخرى العرب في الداخل الفلسطيني، بعد انطلاق هبة الاقصى الاخيرة والاحداث والتطورات التي جرت في الساحة السياسية، وخاصة بعد التحريض الواضح من قبل الحكومة والوزراء على السكان العرب. وفي الآونة الاخيرة الحوادث اخذة في الازدياد في اعدادها وفي حدتها، اذ اصبح المواطن العربي، اما مُهددا او متهما، فقط لكونه عربي، الامر الذي يجعل حياة البعض الى جحيم، خاصة لمن اعتاد العمل منذ سنين في اوساط المواطنين اليهود، والذي بات يُعاني بشكل شبه يومي، من الحوادث العنصرية، التي وصلت الى حد العنف الجسدي بعد العنف الكلامي الذي يواجهونه.

 tnIMG-20160414-WA0055

امال عازم من مدينة الطيبة، ام لطفلةـ تبلغ من العمر 45 عاماً، متزوجة من السيد عماد عازم من الطيبة، تعمل في مجال العناية في مدينة “رمات شارون” منذ اكثر من عشرين عاماً. وهي تعمل بإخلاص تام لعملها ولإصحاب العمل، اذ انها منذ كل هذه الفترة الطويلة، لم تواجه اي معضلة مع اصحاب العمل، والعاملين من الوسط اليهودي، وجميع الموظفين وكل من يعرفها يكُن لها احتراما، لوفائها في عملها واخلاقها العالية.

في الفترة الاخيرة، حدث مع “امال”، في فترة اشهر معدودة، عدة حوادث عنصرية تعرضت لها خلال عملها، والتي لم تحصل معها في العشرين سنة الاخيرة، وتروي “امال”، انها تعرضت لحوادث عنصرية، خلفت فيها جرحاً قاسياً لإهانتها امام العاملين اليهود فقط لأنها عربية مُحجبة، على حد تعبيرها.

تحدثت “امال” لموقع “الطيبة نت”، ثلاثة حوادث عنصرية حصلت معها في فترة قصيرة. الاولى كانت عندما ارادت التنقل من مكان الى مكان عملها في شارع وسط المدينة “رمات هشارون”، وكان هنالك شخص ما، يراقبها ويطاردها في الشوارع بسرية وكانه ينوي فعل ما، وعند وصولها الى مكان العمل في الساحة، وقف امامها على دراجته النارية لابسا خوذته الحاجبة لهويته، ونظر لها بنظرات استغراب. “امال” خافت جداً من هذا الرجل واستغربت لماذا ينظر اليها، وتذكرت انه كان يطاردها، وسحبت نفسها وصعدت الى مكان العمل، وبعد مرور عشرين دقيقة، طرق باب العمل شرطي، اذ به يسأل عن مشتبهة في البناية، العاملة الاخرى من الوسط اليهودي، قالت له لا يوجد لنا اي مشتبهة هنا، واذا “امال” تتوجه الى الشرطي، ليسألها اسئلة غريبة، وكأنها كانت تنوي عملية ارهابية، وقال لها انه كان يبحث على مشتبهة مُحجبة، امال لم تقف ساكت حيال هذه التهم، فأجابت بهدوء، انها تأتي الى هنا منذ عشرين سنة ولم تقترف اي مخالفة في حق اي انسان ولا في حق القانون.

“اتحاسبني لأنني مُتحجبة، وهل كل متحجبة اصبحت مشتبهة” قالت. ثم سكت الشرطي، وتأسف على فعلته وقال انه فقط يملي الاوامر المطلوبة منه ثم أدبر، بعد ان احرجت “امال” وسط العاملين من اليهود وشعرت بتوبيخ لم تشعره مدى حياتها.

وفي حادثة اخرى، ذكرت “عازم” بينما كانت تلقت انفاسها في احدى المقاهي المجاورة من مكان العمل، تقدم اليها بعض شباب المتطرفون، وبدأوا بنعتها بكلمات عنصرية “عربية مقززة” “مخربة” “الموت للعرب”، رواد المقهى اليهود، لم يتفوهوا بكلمة واحدة، واكتفوا بنظرات استغراب  حيال هذا العمل الترهيبي، “امال” لم تسكت على حقها، وبدأت بشجب اقواله امام الصامتين منهم. ولم تكتف امال في هذا الحدث، الذي سبب لها حرجاً كبيراً امام العامة، وخاصة انها من رواد هذا المقهى منذ سنين ولم يُسمع لها اي تُرهات مع اي مواطن كان، واتصل وزجها على اصحاب المقهى، واعترض واستنكر الحدث الذي حصل، وخاصة انه لم يتم اي اعتراض من قبل اصحاب المقهى على هذا الحدث المُحرج العنصري، وكأنه أمر طبيعي، او انه غير مُنافي للإنسانية، لكن اصحاب المقهى حفاظا على ماء وجههم بعد ان هددهم في نشر الحدث للصحافة مع اسم المحل، اعتذروا له، وأتوا بالشباب المُعتديين كي يتأسفوا للضحية بعد ان تم احراجها امام العشرات من الناس.

 زوج السيدة عماد عازم، رجل مُلتزم في دينه ووطنيته وقضيته، لكنه غير ملتزماً في تَبرير الاعمال العنصرية على جميع الاصعدة، اذ يذكر الزوج لموقع “الطيبة نت”، انه انسان مُحافظ على روح التعايش بين جميع الشعوب، ويؤمن ان الانسان اذا اعطى احتراماً تلقى احتراماً بغض النظر عن جنسيته وافكاره ولونه ودينه.

ويضيف انه في مدينة الطيبة كان يسعى دائماً الى مساعدة المواطنين اليهود في البلدة اذا احتاجوا مُساعدة. لكن ما حصل مع زوجته، اثار لديه الغضب الشديد، وكاد ان يؤدي الى فقدان اعصابه بعد ان قال ان اذا ما استمر هذا الوضع، فسوف نرى اعتداءات في الطرف الاخر، وهذا ما لا نريده.

وفي نبرة متوترة، استاء من عمل المسؤولين، الذين لم يقفوا في وجه العنصرية بشكل جدي على حد قوله، وان هذا الوضع لا بُد ان ينتهي، ولا يمكن العيش في ظل هذه الاعتداءات اليومية على النساء والبنات فقط لأنهن عربيات وخاصة المحجبات منهن، يجب على كل انسان عربي في هذه الدولة، ان يقف من اجل هذه ايقاف هذه الظاهرة التي تتفشى يوما بعد الاخر، وقبل ان يفوت الاوان، وحينها لا يمكننا الا ان نقف مكتوفي الايدي.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *