أخبار ثقافيةمن ذاكرة النكبة

قرية الدامون من القرى الفلسطينية المهجرة

الدامون هي قرية فلسطينية مهجّرة تقع على مسافة 11 كم جنوب شرق مدينة عكا فوق أرض سهلية على الطرف الشرقي من سهل عكا. تاريخ الاحتلال الصهيوني 15 تموز، 1948 ،(بالقرب من قرية كابول) والدامون تحريف لكلمة كنعانية بمعنى العجيب ، وكانت طرق فرعية تربطها بالطريقين العامـّين عكا – صفد وعكا – حيفا. وقد ذكرها ناصر خسرو في رحلته من عام 1047م. عرفها الصليبيون باسم “دَمَر Damar “. وتحدث عنها أبو الفداء (القرن الرابع عشر) في كتابه “تقويم البلدان” قائلاً : ” ومن البروة بلغت دامون فزرت المشهد المعروف ب ذي الكفل”. ( كان أهل الدامون يسمون هذا المكان مزار عبد المغيث).

1

اعتمدت القرية في شربها وزراعتهأعلى مياه الينابيع الغزيرة ومياه نهر النعامين المجاور لأراضيها. بلغت مساحة أراضيها 20,246 دونماً. زرع أهل القرية معظم أراضيهم بالحبوب على أنواعه، ولكن الدامون اشتهرت بجودة بطيخها وشمـّامها. كما تكثر فيها أشجار التين والزيتون والصبار وكروم العنب. تربة الدامون طينية سمراء وحمراء على جانب كبير من الخصوبة. كان العرب يملكون 19,073 دونماً من مجموع مساحة أراضي القرية، أما ما ملكه اليهود والصهاينة فلم يزد على 687 دونماً. وكان ما مساحته 597 دونماً ملكاً مشاعاً بين سكان القرية الذين كان كلهم من العرب.
كانت غالبية مساكن الدامون مبنية على طرفي طريق واحدة. بلغت مساحة مسطح القرية المبني 111 دونماً. وقد بدأ عمرانها يتطور منذ 1935 حيث بدأ السكان يبنون البيوت الحديثة الاسمنتية. كان عدد المنازل سنة 1931 حوالي 183 منزلاً. ووصل عدد منازل القرية عام 1948 إلى 303 منزلاً.

بلغ عدد سكان الدامون عام 1887 قرابة 725 نسمة ووصل عددهم عام 1945 إلى 1310 أشخاص (1240 مسلما و 70 مسيحياً)، وفي عام 1948 أكثر من 1500 نسمة.

يرجع أهل الدامون في أصولهم إلى قبيلة الزيدانية التي نزحت من الحجاز، ومنهم ظاهر العمر الزيداني والي عكا (توفي عام 1775م). وكان جامع الدامون معروفاً كأحد معالم الزيدانية وكان سكان القرية يرون شبهاً معمارياً بين جامعهم و جامع الجزار في عكا.

عمل معظم سكان الدامون بالزراعة واشتغل بعضهم في صناعة الحُصر والقفف (السلال) من نبات الخوص والحلفاء والأسل الذي ينبت على ضفاف نهر النعامين.

أسست في القرية مدرسة ابتدائية عام 1886 في العهد العثماني وبنيت مدرسة ابتدائية إضافية في زمن الاحتلال البريطاني، ولم يزد التعليم عن الصف الرابع الابتدائي.

شارك أهل الدامون في ثورات فلسطين المتعاقبة على الاحتلال البريطاني وكذلك ضد الصهيونية عام 1948، ولكن القرية سقطت في منتصف تموز من عام 1948 في المرحلة الثانية مما يسميه الإسرائيليون بعملية “ديكل”. ويرى بعض المؤرخين أن سقوط القرية كان في أواخر حزيران ( الموسوعة الفلسطينية)، وقال بعضهم (بيني موريس) أن سقوطها كان أواخر أيار بعد أن احتلت القوات الإسرائيلية مدينتي عكا والناصرة والقرى المحيطة. فنزح بعض سكان القرية حينئذ، وفر بعضهم بعد ذلك إثر قصف القرية، وتم طرد من تبقـّى فيها عند الهجوم على القرية. وقام المحتل بتدمير القرية تدميراً كاملاً. وقد تشرد أهلها في أقطاب الأرض ونزح حوالي نصفهم إلى لبنان حيث يسكنون هناك حتى اليوم في منطقة صور ومخيمي نهر البارد والبداوي، ويسكن النصف الآخر المتبقي في فلسطين في مناطق مختلفة من الجليل مثل كابول وطمرة وعبلين وشفاعمرو ومجد الكروم وشعب وغيرها. ويمنعون من العودة إلى أرضهم أو استخدامها لأي غرض كان.

لم تـُقم مستوطنات جديدة على أرض القرية، إلا أن المستعمرات المحيطة بأراضي القرية، لا سيما مستوطنتي يسعور – التي أقيمت عام 1949 على أراضي البروة – وفرود، تستعمل أراضي الدامون للزراعة.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا (إقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي) : بعد الانتصارات الإسرائيلية في الجليل الأوسط خلال المرحلة الأولى من عملية ديكل( انظر عمقا, قضاء عكا), تحركت وحدات من اللواء شيفع ( السابع) عربا للسيطرة على عدد من قرى الجليل الغربي. وكانت الدامون بينها وسقطت في المرحلة الثانية من عملية ديكل في 15-16 تموز يوليو1948, وذلك استنادا الى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس. غير أن المؤرخ الفلسطيني عارف العارف يرجع تاريخ سقوطها الى ما قبل ذلك كثيرا أي الى أواخر أيار مايو 1948 اثر سقوط عكا والناصرة, وان بعضهم فر خلال القصف الذي سبق الهجوم على القرية. أما بقيتهم فقد طردت ودمرت القرية تدميرا كليا, بحسب ما ذكر العارف و موريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *