أخبار الطيبةالأخبار العاجلةتقارير

العنف في مجتمعنا الى متى!… ستة جرائم قتل وعشرات حوادث اطلاق نار.. فيلو: قريبا سنفك رموز بعض الملفات الصعبة!

العنف، ارض خصبة ترويها جميع أفات الفقر والبطالة والجهل، بات في تزايد حاد في النسب وتصاعد خطورة الحوادث، ستة ضحايا في شهرين، اربعة منهم في مدينة الطيرة فقط، وعشرات الحوادث من اطلاق نار على بيوت وسيارت ومحلات تجارية في الشهر الاخير. لائحة اتهام واحدة قدمت في اخر شهرين رغم كثافة حوادث العنف، والشرطة تتوعد بتقديم لوائح اتهام في الفترة القريبة في ملفات جنائية صعبة.

Untitled-1

تشهد منطقة المثلث حالة من التوتر في أعقاب انتشار العنف واطلاق، النار المتصاعد في الفترة الاخيرة، حيث ازدادت بوتيرة كبيرة جرائم إطلاق النار وحرق المنازل وإلقاء القنابل، وسجل في الشهرين الاخرين، في المنطقة ستة حوادث قتل، اربعة منهن في مدينة الطيرة، ونحو 15 اصابة في حوادث اطلاق نار وطعن وعشرات الحوادث من اطلاق نار على منازل وسيارات واماكن تجارية التي تسببت بأضرار في الممتلكات.

انتشار العنف بأشكاله المختلفة

وتجتاح المنطقة حالة تذمر شديدة بين صفوف المواطنين جراء انتشار العنف بأشكاله المختلفة، ولم تتمكن الشرطة ولا المسؤولون لغاية هذه اللحظة معرفة أسباب العنف أو حتى تحليل جرائم القتل التي حصلت في العقد الأخير وفك رموزها.

وعلى الرغم من عشرات الجرائم التي شهدتها المنطقة، إلا أن جريمة قتل المربية سهى منصور، دبت الرعب في نفوس المواطنين من حيث المشهد الأليم الذي حل على عائلة المرحومة “سهى” كونها مربية مدرسة وام لأربعة اولاد.

لم يترك مكانا ولا شريحة الا ومس بها

ومن الجدير ذكره ان هذا يدل على ان العنف في الوسط العربي لم يترك مكانا ولا شريحة الا ومس بها، فاصبح القاتل لا يفرق بين امرأة ورجل شاب وشابة ولا معلم ومعلمة ولا رجل دين ولا أي انسان بريء، وكأن القتل صار اسهل من نقاش يدور بين اثنين.

وبحسب احصائيات اسبقة، في السابق كانت غالبية جرائم القتل تقع بين المنظمات الاجرامية التي تعد نفسها في مكانة “الاجرام المنظم” اما لصراع ما او للانتقام.

ولا تكمن المشكلة فقط في جرائم القتل، فالعنف ينتج عنه الكثير من الأمور السلبية التي من شأنها ان تؤثر على نمط حياتنا الطبيعي. والكثير من الجمعيات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي حاولت مكافحة العنف بشتى الطرق وعملت على الحد منه وقد كرست الكثير من الوقت والكثير من الميزانيات لها، لكن يبدو ان القضية معقدة اكبر من ذلك، فرغم كل المحاولات تودع بلدات المثلث في كل سنة ضحايا قتل.

ارض خصبة تنمى عليها

قضية العنف هي قضية معقدة جدا يجب تشخيصها قبل معالجتها، ويجب على المسؤولين والشرطة الوقوف وقفة رجولية مسؤولة من اجل الحد منها، والا استمرت وتفشت وازدادت وتصاعدت على ما هي عليه الان، فان لها ارض خصبة تنمى عليها لطالما الفقر المادي والبطالة والفقر الثقافي الاجتماعي يسيطر علينا، في ظل التهميش والتمييز السلطوي من قبل جميع مؤسسات الحكومة. نعم هنالك اراء مختلفة بالنسبة لأسبابها ومن المسؤول عنها وعن تفشيها، البعض قد يحمل المسؤولية الشرطة او الحكومة او حتى المجتمع والصمت السائد على مثل هذه الجرائم.

1979277-18
العقيد فيلو:” سيتم في الآونة القريبة حل رموز للكثير من الملفات الجنائية منها حوادث قتل

سيتم يقريبا حل رموز للكثير من الملفات الجنائية منها حوادث قتل

العقيد دافيد فيلو قال في رده على توجه “الطيبة نت” :” انه في السنيتين الاخيرتين فكت شرطة الطيبة “كدما” رموز عشرة ملفات قتل وتم تقديم لوائح اتهام وادانة للمجرمين، بينما في العقود السابقة لم يتم فك رموز ملفات قتل في هذه الكمية. ونسبة حوادث اطلاق النار هبطت الى 20% في المنطقة ونسبة العنف ايضا هبطت بشكل عام. الكثير من المنظمات الاجرامية المعروفة في المنطقة دخلت الى السجون عقب حملات مكثفة من قبل الشرطة، لا شك ان هناك الكثير ما نحتاج ان نعمل عليه من اجل هذه القضية. واقول واكرر ان كل هذا النجاح هو بفضل السكان الواعين اكثر من السابق وايضا بفضل العمل الشاق التي تبذله الشرطة. الطريق طويلة جدا لكني واثق انه في الفترة القريبة سيتم حل رموز للكثير من الملفات الاجرامية المفتوحة لدى الشرطة. عدى عن ذلك ضبطت الشرطة في حملات لها لمكافحة الاجرام نحو 100 قطعة سلاح وقد تم تقديم لوائح اتهام في نفس السياق”.

المحامي رضا جابر:"
المحامي رضا جابر:” الفقر بكل تشعباته هو اساس العنف

الفقر بكل تشعباته هو اساس العنف

المحامي رضا جابر مدير مركز امان، المركز العربي لمجتمع امن:” اسباب العنف لها جذور عميقة منها يتعلق في مبنى وظروف مجتمعنا، وعلى رأسها الفقر بكل تشعباته، الفقر المادي والظروف الاقتصادية وتدني مستوى المعيشة لدى شرائح واسعة، وأيضا الفقر الاجتماعي بمعنى انعدام الحاضنة الاجتماعية الحقيقية لمجتمعنا ثقافيا وتربويا وأخلاقيا، وبالتالي يؤدي ذلك الى تفكك دائم لقوى وثوابت كانت تشكل رادعا وداعما لثبات المجتمع أمام الازمات والهزات والحوادث العنيفة. ولم ينجح مجتمعنا في ايجاد بدائل لها مثل سلطة الاب والعائلة والقيم الاخلاقية والتي بصورة دائمة كانت تحت تأثير سلبي وتحت تهديد دائم. والامر الآخر هو ظروفنا الاستثنائية في دولة لا ترى فينا مواطنين عاديين ولهذا تأثير بموضوع فرض القانون والاستثمار المطلوب بمعالجة اسباب العنف والتربة التي تغذيه، من تربية وتعليم، الفقر، التعليم اللامنهجي وأطر للشباب وتجفيف مستنقعات الجنوح ومناهضة قوى الجريمة”.

قرار جماعي نحن نفتقده

وتابع:” لذلك لكي نضع حدا لهذه الظاهرة يجب وضع خطة في اتجاه مسؤولية المجتمع وهذا مسؤولية القيادات السياسية القطرية والمحلية والمهنيين من مسؤولين في كل شرائح المجتمع في الجالس المحلية، جهاز التربية والتعليم ، الباحثين الاجتماعيين، الاقتصاديين والمجتمع المدني بشكل عام، وهذا يحتاج قرار جماعي نحن نفتقده حتى هذه اللحظة. وأيضا بالاتجاه الآخر هو وضع الدولة وبكل مؤسساتها امام استحقاقاتها برصد الميزانيات المطلوبة وهي هائلة وأيضا فرض القانون الحقيقي وليس الشكلي في بلداتنا وهذه اشكالية يجب حلها بقرار سياسي على مستوى الدولة”.

عمل عميق وطويل الامد

واختتم قائلا:” نحن امام عمل عميق وطويل الامد ولن يكون سهلا لأننا نتحدث عن تغيير جوهري في مجتمعنا وبعلاقتنا مع الدولة وعلاقتها معنا، وهذا التغيير صعب وهو بحاجة الى جهد ضخم. الامر الاخر هو تظافر الجهود ورص المجهود لكل المؤسسات ان كانت للمجتمع العربي ام للدولة تحت مظلة عمل موحد وباتجاه واحد لكي يكون للفعل تأثير ونتيجة. وهذا بالضبط ما يحاول مركز أمان عمله، وضع الموضوع بالاطار المطلوب، تغيير السياسات بهذا الصدد وتكاتف الجهود”.

الشخ جواد مصاروة:" فمن قتل مسلماً متعمداً قَتْلَه، فإنه ينتظره من الوعيد ما ذكره الرب عز وجل
الشخ جواد مصاروة:” فمن قتل مسلماً متعمداً قَتْلَه، فإنه ينتظره من الوعيد ما ذكره الرب عز وجل

فمن قتل مسلماً متعمداً قَتْلَه، فإنه ينتظره من الوعيد ما ذكره الرب عز وجل

الشيخ جواد مصاروة امام مسجد “خالد بن الوليد”، قال:” فإن قتل النفس بغير وجه حق، من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه فقال:وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ “، وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات…- وعدَّ منها-… قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. فمن قتل مسلماً متعمداً قَتْلَه، فإنه ينتظره من الوعيد ما ذكره الرب عز وجل في قوله:وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً”

وتابع:”يُعتبر الإسلامُ نقيضَ العنف والقمع لأنه دين التسامح والرحمة والعفو، وهو الدين الذي ينبذ كافّة أشكال العنف والإكراه والقسوة في كافّة مجالات الحياة، وعلى ذلك سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام ومن قبلهم كافّة الأنبياء والرسل الذين دعوا الناس الى الله”.

فما هو العنف وما موقف الاسلام منه؟

واستطرد قائلا:” العنف في الاصطلاح هو استخدام القوّة والشدّة والقسوة استخداماً غير مشروعٍ، ومن آثاره إلحاق الأذى بالآخرين جسديّاً أو نفسيّاً، بينما الإسلام أصله من السلام أي الصفاء من كلّ الأمراض الظاهرية والباطنية، ولذلك سُمِّيت الجنة دار السلام، قال تعالى: ﴿لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ﴾2، وقال تعالى: ﴿وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دار السلام)، فالإسلام نبذ العنف والإكراه في دعوة الآخرين واعتمد أسلوب مخاطبة العقول بالحجج والبراهين ومخاطبة القلوب بالآيات والمواعظ، قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾5.

وفي الحديث النبوي: “إنّ الله رفيق يحبُّ الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف…” ويرسم الإسلام للنبيّ آلية استقطاب الناس وجذبهم واستيعابهم القائمة على مبدأ الرحمة بهم والعفو عنهم والدعاء والإستغفار لمذنبيهم، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾

ثم إنّ الدعوة إلى الله لا بدّ أن تتلقّى ردود فعل من الناس سواء صدرت منهم عن علم أو عن جهل، فأمّا ما صدر عن علم فمآله إلى الحوار، قال تعالى: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، وأمّا ما صدر عن جهل فقد اكتفى الإسلام بالردّ الجميل عليهم، قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ.

الشيخ عبد الحكيم:"
الشيخ عبد الحكيم:” كم من حالات القتل ال1068 تم الكشف عنها ومعاقبة مرتكبيها

كم من حالات القتل ال1068 تم الكشف عنها ومعاقبة مرتكبيها

واصدر النائب عبد الحكيم حاج يحيى بيانا قال فيه :” تقدم النائب حاج يحيى باقتراح حجب الثقة عن الحكومة بقضية العنف في الوسط العربي وقال ان 50% من القتلى بجرائم العنف في البلاد هم من العرب، والشرطة تقف عاجزه امام موجة العنف. الخطورة الكبرى هي امتهان حمل السلاح اتخاذه مهنه لكسب العيش .

واضاف:” ان فوضى السلاح وسهولة تداوله من اهم الاسباب لتفشي القتل في المجتمع العربي وفي خطابه باسم القائمة المشتركة  لنزع الثقة عن الحكومة امام الهيئة العامة للكنيست بتاريخ 6/7/2015، اشار النائب حاج يحيى الى تقاعس الحكومة والشرطة بالقيام بدورها في محاربة الجريمة في الوسط العربي خاصة”.

واكمل قائلا:”  بان سهولة الحصول على قطع السلاح هي من اهم الاسباب لانتشار الجريمة في الوسط العربي . واشار النائب حاج يحيى ان هذا السلاح المنتشر في السوق السوداء هو نفسه السلاح الذي يقتل فيه الابرياء، ويطلق منه النار على البيوت، يطلق منه النار في الاعراس  ويهدد فيه امن المواطنين.  وحذر النائب حاج يحيى من مغبة الانتشار السريع للسلاح بين الاجيال الشابة والاطفال ومن اتخاذ السلاح مهنه واداه للمعيشة .وان عصابات الاجرام تجند ضعاف النفوس  وتستغل حاجاتهم المادية او ادمانهم على المخدرات او الثأر للإيقاع بهم في وحل الجريمة الذي لا مخرج منه”.

ومضى يقول:” هل حقا لا تستطيع السلطة والشرطة واجهزتها محاربة الجريمة ام انها لا تريد ؟، قال النائب حج يحيى القتل تحت ذريعة شرف العائلة هو قتل ككل قتل ومناف للشرع الاسلامي . في قوله تعالى: ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما” وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)”.

واختتم حديثه :”كم من حالات القتل ال1068 تم الكشف عنها ومعاقبة مرتكبيها ؟، واوضح  النائب حاج يحيى ان مثل هذه الحكومة التي تمارس التمييز بحق المواطنين العرب الذين يشكلون 20% من مواطنيها ولا توفر لهم الامن والامان يجب اسقاطها،وقد طالب النائب حاج يحيى بنقل التحقيق في جرائم القتل لجسم خارج الشرطة”.

تعليق واحد

  1. كل الاحترام لموقع الطيبه نت يجب محاربة العنف في جميع المجلات تقرير وافي وكافي استمروا هدا عملكم جزء من النضال وجزء مهم جدا لمحاربة الجريمة على كل اشكالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *