الأخبار العاجلةكلمة حرة

بهاء دخل جينيس حيًّا ودخل التاريخ شهيدًا، أما نحن فأين!!، بقلم حافظ ابو صبرا

لا تزال الصدمة تتملكني منذ الأمس، منذ شاهدت المقطع المصور، الذي يصدر للعالم حجم طغيان هذا الاحتلال المتجذر في كل شيء عدا المواطن الفلسطيني وأرضه، طفلٌ فلسطيني، ممدد على الأرض، دُهِسَ وضُرِبَ وأطلق عليه رصاص المستوطنين الحاقدين وجنود الاحتلال، لم أقتنع ولا بجزء من واحد بالمئة أنه حاول القيام بعملية طعن.

9998634624
يبدو أنني لم أكن الوحيد، الذي تأثر بهذا المقطع لدرجة القهر، فبهاء عليان، شاب مقدسيٌ حالم، دومًا ما كان يصبو لرسم البسمة في زوايا المدينة المحتلة المختلفة، بهاء تحرك وأنا بقيت صامت عاجز أمام ضعفي وجبروت الإحتلال وهو الأصغر مني سنًّا الأضخم والأكبر فعلًا ودلالة.

الشهيد بهاء عليان، هو شابّ مثقف، قارئ، وناشط اجتماعي، في بداية العشرينات من العمر، كان يفكّر كثيراً في كل حرف يكتبه أو فعل يفعله.

بهاء عليان ابن بلدة جبل المكبر دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بتنفيذه لأطول سلسلة قراءة في العالم قام بها حول سور القدس.

بهاء كان ضمن فرقه ترفيهية تعمل لإسعاد الأطفال وإدارة الأحداث التفاعلية للأطفال مع المهرجين والممثلين والموسيقى التعليمية.

بهاء عليان أستشهد .. نعم أستشهد المثقف. أستشهد من أحاط أسوار القدس وشوارعها بآلاف القُراء في آذار 2014، كتب بهاء في 16 آذار 2015: “في مثل هذا اليوم تعرفت على 10 آلاف فلسطيني مثقف”.

هذا الذي جمع عشرة آلاف من القرآء حول القدس، ها هو يجمع كل فلسطين وكل الاحرار حول حلمه بالحرية، ينضج أكثر ويرتقي إلى السماء لربما سيجمع الليلة سلسلة من الملائكة تحيط به راثية له في دنيا الفناء مرحبة بهِ في هيام الخلد والبقاء.

أن يضطر شاب كهذا للتخلي عن كل أحلامه، وعن أصدقائه، ويرتحل إلى عالم آخر، بعد تنفيذ عملية استشهادية؛ فهذا دليلٌ على أن حجم طغيان الاحتلال لم يعُد يُحتمل أبداً، وأن الفلسطيني لا يخاف ولا يهاب حالات الإعدام المؤملة، بقدر ما يفكّر في طريقة الانتقام لأخوته الصغار وعلى رأسهم حسن وأحمد مناصرة.

المصدر: موقع رؤيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *