2الأخبار العاجلةكلمة حرة

رئيس عربي سابق موقوف في اسرائيلي! بقلم: ناضل حسنين

سيطرت البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية، فجر اليوم، على سفينة “مريان” السويدية التي تقل عشرات المتضامنين العرب والأجانب مع قطاع غزة ومن بينهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، ولم تتمكن السفينة من اختراق الحصار، واقتاد الجنود الإسرائيليون المسافرين على متن السفينة للتحقيق ومعهم رئيس سابق لدولة عربية، وهذه سابقة تاريخية مثلما كان احتلال عاصمة عربية سابقة تاريخية حين سقطت بيروت عام 1982 تحت الاحتلال الاسرائيلي.

20121122_153118

لكن من كان يعتقد ان السفينة بالفعل ستصل شواطئ غزة فهو واهم. حتى انني اشك بأن السفينة كانت تحمل على متنها أي مساعدات إنسانية كما تردد في وسائل الاعلام. ان الهدف من هذه الحملة هو تصدر العناوين وتسليط الاضواء على مأساة أهالي غزة القابعين تحت أطول حصار عرفه التاريخ القائم منذ ثماني سنوات.

الملفت للنظر ان إسرائيل استولت على السفينة بهدوء صمت عالمي وعربي وكأنه سيناريو متفق على تفاصيله بين كل الأطراف. في هذه الاثناء كان في ضيافة القاهرة دوري غولد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية في اول زيارة منذ 2011 لموظف خارجية بهذا المنصب الرفيع. وبدت كل الامور سائرة على ما يراد لها من الجميع.

حين نقول يجب رفع الحصار المفروض على قطاع غزة فعلينا ان نقول دائما الحصار الإسرائيلي – المصري. لأن الحصار من الجانب المصري اشد وطأة على أهالي غزة الذين يبقون في العراء أشهر طويلة ينتظرون ان يشفق عليهم المصريون ويفتحوا امامهم المعبر ليمروا الى الطرف الاخر، وهم في الغالب طلاب تعطلت دراستهم لطول الانتظار او مرضى ضاقت بهم المستشفيات او عزت عليهم احتياجاتها.

رد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على توجه باسل غطاس اليه بعدم التعرض للسفينة، وقال بنبرة تهكمية: “لعلكم تودون التوجه الى سوريا بدلا من التوجه نحو غزة؟”، وذلك في إشارة الى ما يتعرض له في سوريا الفلسطينيون وغيرهم من قتل وتجويع وتشريد واغتصاب ونهب وسلب وكل ما قد يتصوره العقل البشري من تعسف غير انساني هناك. إذن إسرائيل اصبحت تستمد “شرعية الحصار” مما يقترفه العرب بالفلسطينيين حيثما تدور رحى القتال في شتى انحاء العالم العربي.

كل هذا يجري تحت سمع وبصر الجميع ولا أحد قادر على تحريك ساكن، بل يحاول كل زعيم عربي السير على رؤوس أصابعه تجنبا للاحتكاك بالأحداث الدموية في سوريا وفي العراق او حتى في اليمن كي لا يفجر انتحاري نفسه غداة ذلك في أحد مساجد بلاده.

في هذه الاثناء تبني إسرائيل علاقات وطيدة مع “جبهة النصرة” استعدادا لحسن جوار في المستقبل على امل “تقسيم سوريا” وسيطرة “جبهة النصرة” على الدويلة المستقبلية التي ستقوم محاذاة الحدود مع إسرائيل. ولهذا نجد مستشفيات شمال إسرائيل تعج بجرحى “جبهة النصرة” التي هي في الواقع فرع من تنظيم “القاعدة” لا تزال تأتمر بتعليمات ايمن الظواهري ولم تتمرد حتى الآن عليه، مثلما فعلت توأمتها “داعش”.

هذا التعاون لا يحرج إسرائيل اطلاقا، وما من جهة تتحدث عن ان إسرائيل، في نهاية المطاف، تقدم المساعدات “الإنسانية” للإرهابيين من تنظيم “القاعدة” حتى وإن كان بين الجرحى مدنيون سوريون.

تصوروا لو ان دولة عربية تستقبل جرحى “جبهة النصرة” في مستشفياتها لمعالجتهم كيف ستبدو الصورة؟ عندها ستصدح الابواق العالمية بأن الدولة المذكورة راعية للإرهاب والدلائل على هذا كثيرة بالاسم والصورة ورقم البطاقة الشخصية والملف الطبي وحتى جرعات الدواء.

يتعرض المواطن الفلسطيني العربي المسكين لكل هذا بينما لا يقطع فرضا لخالقه، بل انه يكثف من عباداته في هذا الشهر الفضيل، ولكنه يغوص في المآسي الى اعماقها… يا رب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *