الأخبار العاجلةكلمة حرة

فكر قبل ان تقرر، بقلم: ياسر خالد

قبل عدة قرون، كان هناك شيخ يعيش وزوجته العجوز فى كوخ صغير على أطراف بحيرة كبيرة.كان الرجل يسترزق من صيد السمك من النهر .وكان فى أحيان كثيرة يعجز عن توفير مايكفى من السمك لبيعه وتوفير متطلبات زوجته اللحوح.

11150558_1591852924426193_7548852161486871146_n

كانت المرأة تشتكى من قلة المال ومن صغر الكوخ ومن الفقر الذى لاينتهى.وفشلت كل محاولات زوجها فى تغيير طباعها تلك.ذات يوم,جلس الرجل يصطاد السمك لكنه فشل فى الإمساك بشىء يعود به إلى بيته وزوجه.وهم ان يغادر فإذا بسنارته تهتز.ترك الرجل ماكان يحمله وأخرج السنارة من البحيرة ليجد سمكة كبيرة وجميلة تحاول الفكاك من حتفها.بعد عدة ثوان وجد الرجل السمكة تخاطبه قائلة” أيها الرجل الصالح..دعنى أذهب فى حال سبيلى وأعطيك كل ماتريد وأحقق لك ماتشتهى”قال لها الرجل بسرعه” أريد قصرا كبيرا لزوجتى حتى ترضى وتكف عن التذمر”قالت السمكة” لك ماتمنيت. إذهب إلى بيتك وستجد مايسر”.أسرع الرجل إلى كوخه فوجد مكانه قصرا عاليا وفخما. ووجد زوجته ترقص فرحا فى حديقة القصر.

بعد أسبوع واحد عادت المرأة إلى الشكوى والتذمر من عدم إعجابها بأثاث القصر وصارت تطلب من زوجها الذهاب للسمكة وإقناعها بتغييره(الأثاث وليس الزوج).سمعت السمكة من الرجل شكوى زوجته وعدته أن يتحقق له ماطلب.فرحت المرأة بالأثاث الجديد والفخم لمدة أسبوع ثم عادت تشتكى من أن القصر أصغر من أن يليق بالأثاث الجميل والمزخرف, وطالبت الزوج بتعديل الوضع عن طريق السمكة.وللمرة الثالثة تلبى السمكة طلب الرجل وتحقق لزوجته رغبتها.وللمرة الألف تعود المرأة إلى الشكوى والتذمر من أن الأثاث الجميل والقصر الكبير يحتاج لخدم يرعونه ويقومون على خدمته.ويعود الرجل إلى السمكة بالمطالب ليجدها على كامل الإستعداد لتلبية كل رغباته.لكن الزوجة الغير قانعة بكل ماعندها راحت تدفع زوجها دفعا إلى الذهاب إلى السمكة لمطالبتها بتغيير آخر وضرورى…ذهب الرجل إلى السمكة وبلغها بأن زوجته العجوز ترى بأن قصرا فخما يقوم على خدمته كل اولئك الخدم لابد له من سيدة شابة وجميلة تنعم به.تبسمت السمكة ووعدت الرجل خيرا.

عاد الصياد إلى قصره ليجد زوجته تنتحب عند باب القصر.وبعد برهة إكتشف ان شابة أية فى الجمال والشباب تستقبله بكامل زينتها وتعلن له أنها زوجته وسيدة القصر.أدرك الرجل ان السمكة أساءت فهم طلبه فعاد إليها وشرح لها كيف ان مافعلته قد أساء لزوجته وأتعسها وأنه يريد منها تعديل الوضع فى الحال حيث انه لن يجد راحته فى وضع كذاك.تأسفت السمكة للرجل وطلبت منه العودة للتنعم بما يسره فى قصره.عاد الرجل فوجد الفتاة الجميلة تبكى بجانب جثة زوجته العجوز…الكثير منا سيقول ما هي الحكمة او الرسالة من وراء هذه القصة..هل هو قدرة السمكة بتحقيق الاحلام. .ام ضعف الرجل ام طمع الانثى..؟! وكل منا يشتق مغزى ومعنى…لكن لو رجعنا ليداية القصة لفهمنا الحكمة الحقيقة ..الا وهي..ان السمكة لو كان بيدها تحقيق كل تلك الاحلام والامنيات..فكيف ذلك وهي توسلت للصياد ان يخلصها من سنارته !!! لا تصدقوا كل ما تسمعوه ولا تثقوا بكل الوعود..ففاقد الشيء لا يعطيه..ولو استطاع الكهنة والعرافين تحقيق الامنيات لملكوا القصور والبلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *