5أخبار ثقافية

يوم الاسير الفلسطيني 17.04

يصادف اليوم “يوم الأسير الفلسطيني”، الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1974م، فحدد السابع عشر من ابريل-نيسان من كل عام ليكون يومًا وطنيًّا للوفاء للأسرى وتضحياتهم، يومًا لتوحيد الجهود لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، يومًا لتكريمهم وللوقوف بجانبهم وبجانب ذويهم، يومًا للوفاء لشهدائهم، وتقديرًا لمكانتهم لدى شعبهم؛ فالأسرى ضحوا بزهرات شبابهم من أجل فلسطين.

111016013909wtmu

ومع حلول يوم الأسير الفلسطيني نذكر بأن حالات الأسر التي مرت على الشعب الفلسطيني منذ عام 1967م بلغت ما يزيد على (850) الف حالة، وطالت شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني كافة، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال، والنساء، إضافة إلى نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، والمرضى، والصحفيين، والأكاديميين، وكبار السن، والمعاقين.

ولا تزال سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعتقل (6500) أسير فلسطيني، من بينهم:
• 24 أسيرة.
• 230 طفلًا لا يتجاوزون من العمر 18 عامًا.
• 13 نائبًا من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني.
• 1200 أسير منهم مرضى يعانون من أمراض مختلفة، وعدد منهم يعاني من أمراض خطيرة كالسرطان والفشل الكلوي والإعاقات.

• 480 أسيرًا صدر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد مرة واحدة أو مرات عديدة .
• 30 أسيرًا معتقلين منذ ما قبل عام 1994م، أحدثهم أسرًا أمضى 20 عامًا في السجون.
• 65 أسيرًا من الذين حرروا في صفقة وفاء الأحرار أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.
ويعد الأسير “كريم يونس” من أراضي الـ(48) عميد الأسرى الفلسطينيين وأقدمهم، فهو معتقل منذ 33 عامًا.

ويتجرع الأسرى أشكال التنكيل والتعذيب والتضييق داخل السجون، من أبرزها:

1- حرمانهم من الزيارة بشكل جماعي أو فردي، وأحيانًا يصل المنع إلى سنوات.
2- تطبيق سياسة الإهمال الطبي، وعدم تقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى، الأمر الذى يؤدي إلى تراجع أوضاعهم الصحية، ودخولهم في مرحلة خطيرة، وقد أدى إلى استشهاد (53) أسيرًا، كان آخرهم الأسير “رائد الجعبري”، وأدى أيضًا إلى وفاة العشرات من المحررين الذين اصيبوا بالأمراض الخطيرة داخل السجون، واستهدوا بعد إطلاق سراحهم بأيام أو أسابيع، وكان آخرهم الشهيد “جعفر إبراهيم عوض” (22 عامًا) من الخليل.

3- استمرار عمليات الاقتحام للغرف والأقسام، والاعتداء عليهم بالضرب والشتم والتفتيش العاري، وأحيانا برش الغاز الخانق والسام عليهم.
4- يعاني الأسرى من سياسة العزل الانفرادي في زنازين ضيقة تفتقر إلى كل مقومات الحياة الإنسانية، وقد يمكث الأسير وحده سنوات أو شهورًا طويلة في تلك الزنازين.

5- يعاني الأسرى من انعدام وسائل التدفئة في السجون، وقلة الملابس والأغطية الشتوية.
6- يعاني الأسرى بعد الاعتقال من استخدام وسائل التعذيب المحرمة دوليًّا بحقهم، وفي ذلك استخدام التعذيب بالكهرباء.
7- يعاني الأسرى من التنقلات الكثيرة بين السجون؛ بهدف حرمانهم الاستقرار، والتضييق عليهم، وأيضًا يعانون من التنقلات عبر سيارة (البوسطة) الحديدة التي يسميها الأسرى “الزنزانة المتحركة”.

وفي هذه الظروف القاسية والصعبة لم يستسلم الاسرى لسياسات الاحتلال، بل قاوموا ودافعوا عن أنفسهم، وخاضوا العشرات من المواجهات والإضرابات عن الطعام من أجل تحصيل حقوقهم، واستطاعوا بفضل إرادتهم وأمعائهم الخاوية إجبار الاحتلال في الكثير من المرات على توفير العديد من المستلزمات الحياتية الأساسية التي نصت عليها القوانين والمواثيق الإنسانية كافة.

وقد ارتقى خلال تلك المعارك في الاحتلال خلف القضبان العديد من الشهداء، بعضهم قضى بإطلاق النار عليه مباشرة، كما حدث مع الشهيد محمد الأشقر من طولكم في سجن النقب، ومنهم من قضى نتيجة الإضراب كالأسير عبد القادر أبو الفحم.

وقد ارتقى في سجون الاحتلال (206) من الشهداء؛ نتيجة التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال، أو الإهمال الطبي المتعمد للمرضى، الذين يقبع بعضهم في مستشفى الرملة منذ سنوات، ولم يطرأ أي تحسن على وضعه الصحي، إذ لا يقدم لهم سوى المسكنات فقط.

حاول الاحتلال استهداف الأسرى نفسيًّا وجسديًّا، إلا أن همم الأسرى توازي الجبال الرواسي، إذ استغلوا سنوات اعتقالهم في التعلم والحصول على المعارف، وحصل المئات منهم على الثانوية العامة و(البكالوريوس) داخل السجون، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فحصل بعضهم على شهادات (الماجستير) و(الدكتوراة) خلف القضبان، وأبدع الأسرى في طرق التواصل مع العالم الخارجي بتهريب أجهزة الاتصال بطريقة سرية وإخفائها عن أعين السجان.

لكل ذلك إن قضية الأسرى كانت _وستبقى_ قضية مركزية لشعبهم، ومن الواجب الوطني والشرعي والديني، والأخلاقي والإنساني نصرتهم ومساندتهم، والعمل على وقف الانتهاكات الخطيرة بحقهم، والسعي بكل الوسائل المشروعة لضمان تحقيق حريتهم وعودتهم إلى بيوتهم وعائلاتهم معززين مكرمين، كما حدث في صفقة وفاء الأحرار، وأقل القليل في هذه المناسبة أن ندعو لهم ونشارك في كل الفعاليات التي تنظم من أجلهم، ونشر ثقافة الأسر في نفوس أبنائنا، واتخاذ هؤلاء الأسرى قدوات لنا في العمل لتحرير فلسطين.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *