كلمة حرة

والصلح خير،بقلم: الشيخ رأفت عويضة

لقد أثلج صدري وصدور الناس في الطيبة وفي كل المجتمع العربي ذلك الصلح المبارك الذي وقع بواسطة أهل الإصلاح بين عائلتي عبد القادر(أخرس)وحريري والذي مضى عليه أكثر من عقد من الزمان وأهدرت فيه الكثير من الأرواح الغالية والأموال الطائلة.

tnIMG-20150410-WA0025

وتذكرت عندها اطلعت على ميثاق الصلح وبنوده،قول الله تعالى:”والصلح خير”، فالصلح لا يات الا بالخير مادام قائما على أسسه الشرعية الصحيحة، فهو خير على أي وجه كان؛ بسبب آثاره الإيجابية، وهو خير على الأطراف المعنية، وإن بدا لبعضهم أنه غير هذا؛ بسبب شرط أو إجحاف. لذلك اطمأن المتصالحين من العائلتين بانهم سيجنون ثمار هذا الصلح خيرا وبركة عليهم وعلى ذويهم بل على بلدهم ومجتمعهم،بل انني لواثق انهم قد ذاقوا ثمار هذا الصلح خلال الهدنة الطويلة التي كانت بينهم حتى توجت بتوقيع ميثاق الصلح،لذلك ادعوهم كي يتمسكوا بهذا الصلح وكي يعضوا علية بالنواجز ،وان لا يسمحوا لكائن من كان ان يعكر صفوه وصفائه مستفيدين من تجارب الماضي.

 ادعوهم ليكونوا بهذا الموقف الكريم مثالا يحتذى لكل مجتمعنا العربي، حتى يعود لهذا المجتمع المأزوم الغارق بالعنف أمنه وأمانه المفقودين ليتحقق فينا قول الله تعالى:”إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون”.وعلينا كمجتمع ان نكون عونا للعائلتين على إنفاذ بنود الصلح وعلى الاندماج مجددا في المجتمع كعناصر نافعة ودافعة لنهضة مجتمعنا واستقراره.

 وبعد ان أبارك للعائلتين المتخاصمتين صلحهما ووفاقهما، لا يفوتني ان اشكر القائمين على إتمام الصلح وضمانه فلهم مني كل التحية والتقدير وجزاؤهم عند ربهم جزاء موفورا،كما واغتنم الفرصة لأدعو مجتمعنا العربي عائلات وأفرادا التخلي عن الشحناء والبغضاء وان يطهروا قلوبهم بالتفاهم والتسامح والتصالح لنحقق معا الأمن والسلم المجتمعي المنشود،ولنجمع قوتنا في مواجهة ومعالجة كل التحديات المصيرية التي تهدد حاضرنا ومستقبلنا .ولنجعل من قول الله تعالى:”والصلح خير” خارطة طريق جامعة في مواجهة كل المشاكل والصعوبات التي تعترض طريقنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *