انسحابات بالجملة خلال مؤتمر الجبهة ومشادات كلامية وعراك بالايدي

بعد إعلان النائب محمّد بركة عن سحب ترشحه على المقعد الأوّل، انضم إليه النائب د. عفو إغباريّة، ليليهما النائب السابق عصام مخّول، لتقتصر المنافسة على المكان الأوّل بين المحامي أيمن عودة وسامح عراقي.

عقد صباح اليوم السبت، مؤتمر الجبهة القطري، في مدينة شفاعمرو، للمشاركة في الانتخابات التمهيديّة التي ستقرر من سيكون في قائمة الجبهة التي ستخوض انتخابات الكنيست الـ20، يوم 17.03.2015.

ويشارك في المؤتمرر933 مندوبا من مجلس الجبهة القطري، الذين حضروا من كافة البلدات العربيّة، وكذلك قياديي الجبهة والحزب الشيوعي.

وبدأ التصويت قرابة الساعة الواحدة والنصف لاختيار المرشح في المكان الأوّل الذي يتنافس عليه المحامي أيمن عودة وسامح عراقي.

افتتح المؤتمر النائب محمّد بركة قائلًا: “الجبهة موحدة. نحن جميعا ملتزمون كل الالتزام بقرار الارادة الجماعيّة لمجلس الجبهة. نحن نجتمع مستذكرين العديد من رفاقنا الذين رحلوا، وقد فوجئنا امس بوفاة الرفيق الشاب زياد مناع من مجد الكروم الذي عمل من اجل الجبهة، واطلب الوقوف دقيقة حداد على روحه وعلى روح كل الرفاق الذين فقدناهم”.

وتابع قائلا: “في البداية أود أن أقول، إنّ رئيس حزب الفساد ليبرمان اختار مرة اخرى ان تكون عنوان حملته الانتخابية موجهة ضد الجماهير العربية وضد بقائها، وشعاره كان أم الفحم لفلسطين وأريئيل لإسرائيل، ونحن نقول إنّ أم الفحم ستبقى في مكانها واريئيل ستكون بيوتا للاجئين الذين طردوا من وطنهم”.

وقال محمد بركة: “لن أرد على الأقاويل التي مست بي من اساءات وتطاولات عديدة كانت شريكة فيها أوساط قريبة منّا، هذه الأوساط التي قامت باستخدام لغة خارج عن معاييرنا التقليديّة والسياسيّة. أنا أحترم النقد الواضح والعيني حول الاداء والاعداء، أمّا أن يكون النقد حول انتخابي فهو أمر غير نزيه وظالم”.

بركة: أصريت على قراري وهو إعلاني اليوم عن تسليم راية الترشح الكنيست لمرشحين آخرين

وقال بركة أمام الجمهور: “منذ البداية أعلنت أنني لم أرغب بالترشح للكنيست مجددًا، وعلى الرغم من كل الضغوطات التي تعرضت لها، لأواصل المشوار، أصريت على قراري وهو إعلاني اليوم عن تسليم راية الترشح الكنيست لمرشحين آخرين، ولكن هذا لا يعني أنّني اعتزلت السياسة، بل أنا بقاقٍ جنديًّا في الجبهة وسأواصل نضالي وفي كل ما تقوم به الجبهة من فعاليّات ونشاطات ثقافيّة وسياسيّة وبابي سيبقى مفتوحًا لكل رفاق الجبهة والجماهير العربيّة في البلاد”.

يشار الى أنّ محمّد بركة، وبعد أن طلبوا منه إعادة النظر في قرار سحب ترشحه، عاد الى منصّة الخطابات وقال: “أرجو من جميع الحضور، احترام قراري الذي لن أتنازل عنه بأيّة طريقة، ولن أعاود ترشيح نفسي لانتخابات الكنيست مجددًا وأطلب من الجميع المحافظة على الهدوء، ومواصلة المؤتمر بروح رياضيّة عالية، دون خلالفات قد تؤثر على مجريات المؤتمر”.

ومضى بركة قائلا: “توجه اليّ الكثيرون من الجبهة والاصدقاء والآلاف من ابناء وطني، الذين طلبوا مني مواصلة عملي البرلماني. لجميعهم اتقدم بالشكر على الثقة التي غمروني بها. لقد مرّت على عائلتي وابناء بيتي أيّام صعبة في ظل التطاول الظالم وهذه مناسبة لاعتذر لعائلتي على ما واجهته. كذلك هذه مناسبة لاعتز بابنائي على مواقفهم المشرفة وانتمائهم السياسي والوطني”.

انسحابات بالجملة

افاد مراسل موقع ” الطيبة نت” بانه عقب إعلان النائب محمّد بركة عن سحب ترشحه على المقعد الأوّل، انضم إليه النائب د. عفو إغباريّة، ليليهما النائب السابق عصام مخّول، لتقتصر المنافسة على المكان الأوّل بين المحامي أيمن عودة وسامح عراقي.

واضاف مراسلنا أنّه وما أن أعلن بركة عن استقالته حتّى وقعت مشادات كلاميّة وعراك بالأيدي وشتائم بين جمع من الحضور. وبعدها أعلن النائب د. عفو إغباريّة عن استقالته في خطوة مفاجئة، لينضم إليه عصام مخّول بسحب ترشيحه.

مصدر رفيع في مؤتمر الجبهة: “الانسحابات الجماعية ليست صدفة”

وهاجمت شخصية جبهاوية رفيعة المستوى، انسحاب النائب بركة والنائب اغبارية وعصام مخول من المنافسة على المقعد الاول وقالت: “إنّ هذه الانسحابات ليست صدفة وانما تصب في مصلحة سامح عراقي، خاصة وأنّ انسحاب النائب اغبارية من أم الفحم الذي كان يعتبر ممثلًا عن منطقة المثلث ووادي عارة، الى جانب دعم عصام مخول الصريح للمرشح سامح عراقي، غير أنّ الجبهة باتت بلا ممثل من تلك المنطقة، وسعيًا لتحقيق التوازن بين المناطق في الحسابات الجغرافية فإن الإحتمالات هي لصالح سامح عراقي على حساب ايمن عودة”.

واضافت:”الانسحابات فقط ضييقت الخناق على المحامي أيمن عودة، وهو الأحق لإنتخابه لهذا المنصب”.

وأكّدت مصادر سياسيّة مطلعة  في حزب الجبهة، في وقت سابق قبل سحب اغباريّة ترشيحه أنّ “عضو الكنيست الدكتور عفو اغبارية لن يتنافس على مقاعد أخرى في حال عدم فوزه في المنافسة على المقعد الأوّل”.

وفي حديث مع الدكتور عفو اغبارية قال: “بالفعل اذا لم يحالفني الحظ بالظفر بالمقعد الأوّل فلن ارشح نفسي للمنافسة على مقاعد أخرى، وبهذا أكون قد أنهيت عملي كعضو كنيست، آملا النجاح والتوفيق لكل من يفوز في القائمة”.

جرايسي: لسنا طرفًا في الخلاف على القائمة المشتركة
ثمّ تحدث المهندس رامز جرايسي، رئيس لجنة المفاوضات قائلًا: “نعمل على المحافظة من أجل تشكيل قائمة ولن نسمح بنشوء أيّة واقعيّة تضعنا نحن في قفص المتهمين في حال لم تصل المفاوضات الى النتيجة المرجوة، مع أنّ هنالك اشكاليّة نأمل حلها خلال يومين ونحن لسنا طرفًا فيها، اذ وبعد الاتفاق على المفاتيح نشأت خلافات معيّنة التي يجب تسويتها بين الحركة الاسلاميّة والعربيّة للتغيير، وأيّة مقولة من طرفنا قد تؤثر سلبًا على عملية المفاوضات”.

وأضاف جرايسي: “بدأنا المفاوضات ورأينا أنّ خيار القائمة المشتركة هو الأفضل، وهذا لا يغلق الطريق أمام خيارات أخرى. كل الاستطلاعات تعطي الجبهة موقعًا متقدما من 4 الى 5 مقاعد، ولا نريد خوض الانتخابات لوحدنا”.

انتخابات سريّة
ويشار الى أنّ المنافسة في صفوف الجبهة ستكون شديدة، وهنالك مصارد كبيرة اكدت لمراسلنا،”أنّ الخلاف كان فيما اذا سيكون التصويت بشكل علني أو سري، حيث أنّ هنالك من طالب بأن تكون مفتوحة امام الجميع تمامًا كما حدث في الانتخابات التمهيديّة الأخيرة، بينما الطرف الثاني طالب بإجراء انتخابات سريّة حتى ينتخب كل عضو المرشح الذي يراه مناسبًا، وبهذه الطريقة يتم تجنب الاحراج”.

جدير بالذكر أنّ المقعد الاول سيتنافس عليه كل من: المحامي ايمن عودة، وسامح عراقي. علمًا أنّ النائب  محمد بركة سحب ترشيحه وكذلك النائب د.عفو اغبارية وعصام مخول.

أمّا على المقعد الثاني فيتنافس عضو الكنيست د. دوف حنين، نبيلة اسبنيولي، عايدة توما، فدرو كولدفارب وشادي سويري.

ويحق لمن لم يحالفه الحظ من المرشحين على المقعدين الأوّل والثاني تقديم ترشيحه مرّة أخرى للظفر بالمقعد الثالث أو الرابع.

ومن بين الاسماء التي طرحت للترشح على المقعدين الثالث والرابع: عبد الله ابو معروف، محمد صالح بكري، يوسف تيسير جبارين، رفيق جبارين، علي هيبي، زياد محاميد، سلام توفيق عياش، امجد شبيطة وياعيلا رعنان، واسماء أخرى.

عودة: بركة إختار أن يسلم رايته لجيل الشباب

هذا، وفي حديث لمراسلنا مع المحامي أيمن عودة، المرشح في المقعد الأوّل عن الجبهة، قال: “محمد بركة إختار أن يسلم رايته لجيل الشباب وهذا فخر للجبهة، حيث أنّ الجبهة بإنتمائها التاريخي الكبير وبرفاقها الممتدين في كل مكان، وبهذا العمق تستطيع أن تجري تغييرات كبيرة، وما نشهده اليوم هو مفخرة للجبهة”.

وأضاف عودة، قائلا: “محمد بركة سوف يبقى قائدًا كبيرًا في الجبهة، وكذلك الأمر بالنسبة الى حنا سويد ودوف حنين، ونحن نتعلم منهم ونتعلم من قيادتهم التاريخية”.