كلمة حرة

الرقي (الاتكيت) ، بقلم: ياسر خالد

نعم نحن بحاجة الى محاضرات وورشات تثقيف وعمل لتنمية قدراتنا وزيادة الوعي واثراء الثقافة بداخلنا..فكثير منا بات مجرد اسم بلا قيمة..إمعة وتافهه وسخيف..وكثير منا بات مستهتر وكأن حياته مدارها لقمة العيش وكيفية الحصول عليها حتى لو بطرق غير مشروعة…وكثير منا رهن حياته للشر والاساءة لنفسه ولغيره…

SAM_31181

ومنا الكثير ممن فهموا الحياة او جزء او اجزاء منها..ومنهم من تعامل بالفهم الذي استقر بداخله ومنهم من اركس نفسه بقوقعة المنزل لم يحاول ان يفيد غيره .. ما اريد الاشارة اليه بعد ما قدمت..هو التربية الثقافية للمجتمع؟ وهذا ما نفتقده في عاصرنا..في غالب الاحيان وعند الاحتكاك بمعظم الشرائح في المجتمع من اعلى الهرم لاسفله..ترى غرابة شديدة بينهم في الثقافة والتعامل والحديث مع انهم يعيشون في نفس البلد والوطن وقد يكونوا من نفس الحي وتعلموا بنفس المدرسة !!! ترى ما هي الاسباب التي جعلتنا كذلك!!! البعض يعزو الامر للوضع الاقتصادي لكل بيت والاخر للسلم التعليمي والاكاديمي وكل له راي وسبب وقد يكون على صواب او قد نقول انها مسببات..لكن في حالات كثيرة نرى اناس اغنياء ولكنهم دون مستوى البشر واخرين فقراء نراهم في القمة وترى عائلات الاهل فيها لم ينهوا تعليم ابتدائي وابنائهم حصلوا على اعلى الدرجات الاكاديمية والشهادات العلمية…فمع اهمية المال والعلم في حياتنا ومع ضرورتهن الا ان انهن لا يصنعن الثقافة والادب ..اننا ندعي الحب ولكننا نعيشه قليلا فصدورنا باتت ضيقة ولا تتسع الا للهم والغم..فقدنا كثيرا من معاني الانسانية وبتنا بحاجة لان نربي انفسنا قبل اولادنا..نعم فالواقع الذي سيطر وخيم علينا افقدنا الكثير من معاني الرقي في التعامل ..وهو ما يعرف غربيا (بالاتيكيت) ..فظن البعض بانه بافخر ماركات الملابس والمركبات والاثاث وشكل المنزل الداخلي والخارجي وبوظيفة هنا وبمنصب هناك..وبالتقرب من اشخاص والاستعلاء على اخرين..وبالسفر وبتجميع اصدقاء من غير قوميته والحديث بلغتهم.. نعم للاسف افتقدنا للرقي (الاتيكيت) الداخلي لانفسنا وبداخل منازلنا وتربيتنا وابنائنا على ذلك وركزنا اهتماماتنا على اثبات ذلك زورا وبهتانا للمحيط القريب والبعيد..وكانت النتيجة مجتمع يحمل مع ايجابيته الكثير من السلبيات.. انه لمن المحزن والمؤلم ان ينسى كل فرد في المجتمع دوره في التربية والتوعية والقيادة والريادة..كثير منا تخلى واستبدل دوره بدور الاخر …لنرتقي بداخلنا ولندرك معنى الرقي جيدا..وان نمارسه بداخلنا وداخل جدران منازلنا قبل ان نظهره للاخرين بصورة باهتة ومزيفة..كل شخص فينا يمكنه ان يكون راق بحياته ان حاول تطبيع نفسه اولا ومن ثم عن من يعول ومسؤول..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *