كلمة حرة

من قتل الاستاذ؟ بقلم: ناضل حسنين

سؤال يحوم في ذهن كل منا، يتخبط بين الواقع والتوقع، سؤال نطرحه بعد كل جريمة قتل تسقط فيها الطيبة اسما وسمعة وسيرة ذاتية. لا نجهر بما في الاذهان من تكهنات ونكتفي بالتهامس بعيدا عن اذان الاخرين لئلا يصل همسنا الى القاتل فنصبح هدفا قادما له.tn10614127_1448795878734730_5809056408601188164_n
ان من قتل الأستاذ هو من صمت حين سمع ازيز الرصاص في حارته فأغلق النافذة واحتمى في غرفة داخلية من منزله. هو ذاك الذي سمع وشاهد سيارة غريبة وسائقها المتهور يؤرق الحي بحركات بهلوانية في المفرق وسط الليل، فتمتم واغلق النافذة كي لا يزعجه صوت عجلات السيارة المشاغبة.

ان من قتل الأستاذ هو من أطلق النار اثناء حمام العريس في الحي بكل عنجهية، وهو ذاك الذي ابدى اعجابه بسلاح الفتى وشجعه على التباهي به امام “الشلة”. انه ذاك الذي اشترى وباع قطع السلاح وذخائرها امام انظار الكبار ولم يجد أحدهم شجاعة في ردع هذه الوقاحة.
ان من قتل الأستاذ هو من فرح لابنه حين اشتكى منه الجيران لاعتدائه بالضرب على ابنهم، وهو ذاك الاب في الطرف الآخر الذي غضب من ضعف ابنه حين تعرض للاعتداء فنصحه بألاّ يعود في مرة قادمة مهزوما.

إن من قتل الأستاذ هو صمتنا بكثير من التآمر على ما يدور حولنا واكتفاؤنا بالرجاء ألاّ نكون هدفا لما يجري من مصائب تحت نافذتنا واكتفينا بإغلاق الأبواب والنوافذ توخيا لمأمن من شظايا جريمة تتقلب في الفرن وستجهز قريبا.

ان من قتل الأستاذ هم المثقفون الذين تركوا الشارع لقلة متهورة من أبناء الطيبة تسرح وتمرح وتضع اسم الطيبة في خانة الجريمة. قلة ممن لا هم لهم سوى التسكع ليلا وصوت الموسيقى العبرية يصدح من سيارته وكأنه بلغ قمة طموحه في الحياة.

ان من قتل الأستاذ بل وقتل كل من سقط في هذا البلد هي السلطة المتمثلة بالشرطة. هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن امننا وأماننا، التي تتقاضى راتبها من اموالنا كمواطنين، والتي تحذر في بعض الأحيان الضحية بتوخي الحذر لأنه مستهدف ولا تلقي القبض على المشتبه. كيف للشرطة ان تتظاهر بالعجز عن جمع السلاح الجنائي من الزعران في المدينة بينما تنجح بجمع السلاح الأمني حتى الرصاصة الأخيرة؟

وأخيرا، فإن من قتل الأستاذ هم نحن جميعا من حيث ندري او لا ندري، ولكن حماية الذات ليست من خلال اغلاق النوافذ والعينين والاذنين والفم، ان حماية الذات اولا وقبل كل شيء تبدأ بعدم الهروب من واقع قد يؤلمنا او التهرب من مسؤولية قد تهددنا.
اعانتك الاقدار يا بلدي !

‫9 تعليقات

  1. مقال في الصميم. اخ ناضل كان من المفروض ان تتطرق الى الاحزاب والحركات في الطيبة وهواونهن ازاء ما يجري. من الممكن انك لم تفعل ذلك لانك موقن ان هذه الاحزاب غير موجودة فعلا.

  2. حكيك صحيح ولكن لا يوجد لدي امل ان يتحسن وضعنا وخاصة بعد هذه الحادثه الاليمه المفزعه التي راح ضحيتها استاذنا ومديرنا وابونا الفاضل والمناضل من اجل اولادنا
    الذي حارب من اجل مستقبل جيل نظيف واعي بعيد عن اذى الحاقدين المخربين للاجيال اصحاب القلوب المظلمه المريضه وولللاسف الشديد كانت هذه نهاية شعلة العطاء التي خسرناها جميعا
    واخيرا لا يسعني الا ان اقول رحمة الله عليك يا استاذنا
    انت خساره فادحه للطيبه جميعها فرد فرد !!!

  3. يا ريت لو شوفنا او سمعنا كان ما عيشناش هاد اللحظه الصعبه …وكان عملنا المستحيل حتی نمنع هاد الكارثه اللي حلت ع البلد كلها….

  4. الى متى هذا الصمت الى متى حال الطيبه سيبقى على هذا الحال ..انه يزداد سوئا يوما بعد يوم ..متى سنستيقظ من هذا السبات العميق الى متى يا اهالي الطيبه …كل جريمه قتل يعرف الجاني بالجريمه والشرطه تعلم بذلك لكن دون جدول لان سياستها صهيونيه وغير معنيه بالعرب للتوضيح فقط ام قد قتل بالامس مديرا يهوديا هل سيكون الوضع على حالنا لاااااااا والف لاااااا والجواب غير ان الشرطه غير معنيه بنا بل هناك الناس لن تسمح ولن ترضى ولن تستسلم لوضع كهذا نحن من يجي ان نستيقظ من احلام اليقظه كفى كفى للاجرام كفىىىىى

  5. 100% كلام جميل يلخص حالة مجتمعنا وبالأخص الطيره والطيبه
    يا ريت كل اب وام يعرف يكون عندهم وعي لأبنائهم جيل المراهقه اهم جيل واذا ما انتبهنا عليهم ضاعوا ….وهاي نتيجة الا مبالاه والضياع
    للأسف

  6. يا ريت الكل يقرأ هالمقال وخاصة من يتاجر بالسلاح ويلعب بارواح البشر ط

  7. بوركت وصدقت يا اخ ناضل
    هي الحقيقه التي لا ينكرها احد
    بداخلنا صرخات يخرسها الخوف
    فتمزقنا شظايا وتقتلنا ببطء وهل نتعلم دريا
    لا مصرون على الاستمرار
    فآلى متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *