2كلمة حرة

مصر ام الدنيا ألا الفلسطينيين!- بقلم ناضل حسنين

اعتادت اسرائيل وهي تعد حملتها العسكرية التالية على قطاع غزة، ان تعد في ذات الوقت الوسيط الذي سينقذها عند الضرورة او بمجرد ان شعرت بالضيق، او التململ الشعبي في الجبهة الداخلية جراء اعباء الحرب. عندها يدخل الوسيط بأوراقه المنسقة مسبقا مع الجانب الاسرائيلي ويطرح ما لديه على انه مبادرة محايدة للتهدئة.

20121122_153118
كانت هذه الوصفة تعمل بصورة جيدة في السابق لأن المقاومة الفلسطينية كانت في طور التكوين ولا تحتمل تقليم الاظافر حتى انتزاعها. وعلى الجانب الآخر، اسرائيل التي لا تحتمل حربا طويلة تستنزف صبر الجمهور الاسرائيلي المدلل، فما ان يمر اسبوع حتى تحث اسرائيل الوسيط على التحرك لتفرض الهدوء وفق ما تبغى ويعود كل شيء الى سابق حاله.

هذه المرة ليس بوسع اسرائيل ترتيب الاوراق كما يحلو لها، لأنها اخفقت في الاستطلاع الاستخباراتي ان تكشف مسبقا القدرات الحقيقية والنوايا الحقيقية للمقاومة الفلسطينية. فبالرغم من مئات الشهداء والدمار الهائل في القطاع إلا ان قدرات المقاومة الفلسطينية على الصمود لا تزال في بدايتها ولديها نفس طويل قد يمتد لأكثر من شهرين، فهل تحتمل اسرائيل هذا الوضع كل هذه المدة؟

ليس لدى حماس الكثير مما تقامر به او تخسره بصلابة مواقفها، فمحدودية اوراق التفاوض بيدها جعلها ترفض المبادرة المصرية الاسرائيلية التي قد لا تختلف جوهريا عن المبادرة القطرية التركية، ولكنها مرفوضة من قبل حماس لأنها ترى في اللحظة فرصة للتخلص من التبعية لمصر والاستعاضة عنها بدور آخر.

المذهل في الامر هو الدور المصري الجديد وموقف السلطات المصرية الحالية القائم على عنصر الانتقام من حركة حماس من خلال التعامل معها على انها خارجة عن القانون المصري وعلى انها امتداد لحركة الاخوان المسلمين في مصر، وهذا يدفع بالقيادة المصرية الى التلاقي مع اسرائيل في خندق واحد، فكلاهما يعتبر نفسه امام حركة “ارهابية” وينبغي القضاء عليها.

وإذا كان يطيب لإسرائيل مثل هذا التوجه، فمن المستهجن ان تنجر اكبر دولة عربية وراء ميول دولة بحجم محافظة مصرية، وتضرب بالعروبة والقومية عرض الحائط. كيف حدث هذا لمصر وهي تزخر بكبار الاستراتيجيين والعسكريين والسياسيين الذين يتمنى الاسرائيليون التتلمذ على ايديهم؟ كيف حصل هذا في مصر دون غيرها من الدول العربية أم اننا بصدد حكم مستبد بقفازات من حرير؟

‫3 تعليقات

  1. مشكلة الفلسطنيين هي مصر السيسي واردن عبدالله وال سعود والامارات

  2. للاسف يستشف من مقالك كرهك لكلمة “المقاومة الاسلامية” لان كنت تذكر”للمقاومة الفلسطينية” وبداخلك تعرف من يدير هذه المقاومة ومن يقاوم مع كل الاحترام لكل المقاومين

    1. المقاومة في غزة فلسطينية. لأن من يدافعون هناك عن فلسطين ليسوا فقط من المسلمين. ولعلمك هناك 18 فصيلا يقاوم ومن بينهم مسيحيون ينتمون الى الجبهة الشعبية وفتح والديمقراطية وغيرها من الفصائل ولا يمكن اختصار تسميتهم بالمقاومة الاسلامية. ثم دعك من الطائفية فلدينا نحن الفلسطينيون ما يكفينا من القضايا الاخرى التي تفرقنا.
      واعتقد ان الكاتب كان منصفا بهذه التسمية ولا ادري كيف بدا لك ذلك كأنه كراهية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *