3كلمة حرة

الترشيح العائلي هو استعلاء عائلي، بقلم: توفيق طيبي

الترشيح العائلي هو استعلاء عائلي وتعميق للانقسام وتحكيم للمحسوبية والفساد واستهتار بالشباب.

عندما يرشح شخص نفسه باسم عائلة او ائتلاف عائلات/حمائل معينة في موضوع يتعلق بقيادة بلد بأكمله وادارة شؤون عامة للبلد وأهله, معنى ذلك أنه يرى البلدية جزءا من عائلته وقبيلته ليس لسبب الا لكون عائلته هي الأكبر عددا . الترشيح العائلي ينظر الى البلدية كأنها عزبة أو مزرعة خاصة للمرشح العائلي وزمرة المنتفعين التي من حوله .

لقد جربت الطيبة ذلك وعانت الويلات من ذلك فلا يعقل أن تعود الطيبة الى نفس المستنقع الذي دمر البلد ودمر نسيجه الاجتماعي . الترشيح العائلي يدخل في طياته الاستعلاء العائلي وهو يفكك العائلات بدلا من الحفاظ على صلة الرحم . الترشيح العائلي محكوم بالمحسوبيات لاناس منتفعين على حساب المهمشين من شباب ونساء .

الترشيح العائلي فيه اهانة كبيرة لافراد العائلة لأنه يعتبرهم كالقطيع الذي يجب أن يصوت له بشكل أعمى . هل كنا سنقبل أن نختار المعلمين لطلابنا ومدراء المدارس بناء على ذلك ؟ مثلما أن الأمر مرفوض في المدرسة كم بالحري أن يكون مرفوضا لادارة بلد وقيادة شؤونه المعقدة في بلد تعداد سكانه يزيد عن اربعين ألف نسمة معظمهم من الشباب ذكورا واناثا !

الطيبة اليوم ليست القرية الصغيرة التي كانت قبل عقود والقضايا وشؤون الحياة والتحديات اليوم زادت تعقيدا بأضعاف مضاعفة. الترشيح العائلي شبيه بالانظمة الملكية والدكتاتورية في العالم العربي . هل هذا ما ينقذ الطيبة ؟ وهل ابتكار تسميات جديدة مثل ” تكوينات عائلية ” سيغير من الجوهر ؟! اذا عادت الطيبة الى الترشيح/الاستعلاء العائلي لا قدر الله سيأتي خطر اللجنة المعينة من جديد لأن ما بني على باطل فهو باطل.

حان الأوان أن نصارح أنفسنا ونصحح المسيرة وان لا نستخف بشبابنا وأن نعطيهم دورا بارزا في قيادة مسيرة المستقبل بشكل عادل يرى مصلحة الطيبة العامة فوق الجميع وفوق المحسوبيات العائلية وفوق زمرة المنتفعين وفوق الانتماءات العائلية او الحزبية . المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وعندما يكون الكل سواء يتعزز الانتماء الطيباوي لبلده ولقضاياه الحارقة وتسود أجواء الأخاء والمحبة بين الناس ويكون البلد موحدا أمام التحديات الجسيمة التي تتربص له ولأبنائه ولأراضيه.

بقلم المحامي توفيق الطيبي – المتحدث الرسمي باسم حركة بلدي

‫4 تعليقات

  1. الى ديكسامول
    صوت الشباب المهمش بسبب التعصب العائلي هو صوت الاغلبيه المهمشه على مر العقود وحركة بلدي تخاطب المستضعفين والمهمشين فكيف تسمي ضحايا التعصب والاستعلاء بالمستعلين ؟ قليلا من المنطق لا يضر

  2. المشكلة في تجمعات الفيس بوك انو عندها شعور بالتعالي أكثر من غيرها

  3. صادق 100% بس سألت نفسك هل يوجد بديل ؟ حسب رأيي برضو عشان نبدا تغيير لازم يبقى بديل بالانتخابات وتبقى قائمة مش عائلية
    حسب رايي اذا كانت قائمة مش عائلية صوت الشباب المثقف راح يروح لالها , ومن انتخابات لانتخابات تبدا تختفي العائلية بس للاسف وقت الانتخابات كل القوائم مبنيات على اساس عائلي وفش عنا امكانية ثانية غير التصويت العائلي

    1. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . وكما تكونوا يولى عليكم . الشباب رجالا ونساء هم أغلبية الطيبة . التغيير يبدأ منك ومنه ومني ومنها ومنا جميعا ولكن علينا ان لا ننتظر . علينا ان نبادر . كل يبدأ بزرع الفكرة مع معارفه وأصدقائه ويمكن عمل مجموعة فيسبوكية ثم تكوين الاطار البديل . ما ينقصنا هو الارادة والمبادرة والشجاعة والتضحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *