كلمة حرة

احترم حالك!، بقلم: ياسر ناشف

 من معضلات المجتمع وتفشي الفساد فيه هي عدم وجود المناسب في المكان المناسب من اعلى المناصب الوظيفية الى ادناها في السلم.

كثيرون يتهافتون على شغل المناصب والوظائف سواء كانوا اكفاء ام لم يكونوا كذلك.

وللاسف الشديد ان بعض ممن حازوا على تلك المناصب والوظائف وهم مؤهلّين لها وقادرين على ادارتها جيدا سرعان ما يخيبوا ظن المجتمع بعد تمكنهم من الكرسي وذلك بلا مبالاتهم وعدم قيامهم بواجبهم بحق.

ناهيك عمن شغلوا تلك الكراسي بطرق ملتوية بالرشاوي او الواسطة او بطرق اخرى ونشروا الفساد في البلاد والعباد.

ان الكرسي يا سادة قبل ان تكون تشريفا هي تكليفا وهي امانة سنحاسب عليها وعلى كيفية ادائها ,فهل سألتم انفسكم ماذا صنعتم غير تعبئة حساباتكم المصرفية كل اخر شهر ومن لقب تتفاخرون به في المجتمع بشغلكم المنصبي او الوظيفي.

ان المجتمعات التي تحترم نفسها وكذلك الاشخاص عند رؤية انفسهم غير مؤهلين واكفاء سرعان ما يستقيلوا من تلك المناصب او الوظائف احتراما لانفسهم او  لعلمهم بان هناك من سيحاسبهم على تقصيرهم وفشلهم وكذلك ان هم لم يفعلوا فهناك قيادة تراقب بحق ومصداقية وتحاسب وتعاقب كل من لا يحترم او يراعي الامانة الملقاة على عاتقه.

احترم حالك بوظيفتك والكرسي الذي شغلته وأدّيه بامانة ومهنية وان لم تستطع فاعطي لمن هو احق منك بذلك وهذا شيئا غير معيب ولا عملا فاضح بل العكس بتصرفك هذا تكن انسان يستحق التقدير والاحترام.

اما من يجلس خلف الكرسي ولا يبالي او يخاف من تطبيق القانون خوفا من تعرضه للاساءة من الاخرين كانوا جماعة او عائلة او افردا فمكانه ليس على ذلك الكرسي ومن لا يستطيع اداء الامانة بحقها فليلتزم بيته او ليبحث عن مكان اخر يستطيع من خلاله الايفاء بشروط ومستحقات وظيفته ومنصبه.

هناك من يستحقون منا كل التقدير والاحترام وهم للاسف قلّة واخلصوا بعملهم قدر المستطاع ولم يكن المال هدفهم ولم يخشوا احدا عندما طبقوا القانون على المواطن الايحابي والسلبي على حد سواء بنفس المهنية والامانة.

احترم حالك واحترم وظيفتك واحترم منصبك واحترم عقول الناس وحقوقهم وراعي الامانة التي كلّفت بها كي تعيش ومجتمعك برخاء وتقدم وازدهار.

ان الامر بحاجة لاصلاح الذات وتنقيتها وصقلها لنستطيع ان ناخذ القرار الصحيحة والنهوض بمجتمع راقي وايجابي وقادر على التطور والابداع ويحمل النزاهة والشفافية معه. كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *