كلمة حرة

هجرة العقول… بقلم: جهاد بلعوم

نحن عباقره حين تتدحرج المسؤوليه الينا نخلق الاسباب تلو الاسباب حتى لا نضيئ شمعة بل نلعن الظلام, كلنا فاشلون ولا استثني احد .

jihad
جهاد بلعوم

كلنا يعي ظاهرة هجرة العقول ويعي ان هذه العقول والقدرات والمواهب ما كان لها ان تترك وطنها لو وجدت فيه الحضن الدافئ والمحيط الذي يقدرها ويمد لها يد العون ولا يدفعها للفشل.

قد لا نوافق هذه القدرات ونوصمها بالضعف لانها ارتأت لنفسها الهروب من المسؤوليه ولم تقف امام التيار وتدافع عن قدراتها ومواهبها ,وقد نقول ان هذه العقول ما كان لها ان تتقدم في مجالاتها وما كانت مدعاه فخر لبلدها لو ظلت تراوح مكانها وتلعن الظلام ولم تبحث عن البيئة الحاضنه التي تقدرها وتهيئ لها كل الوسائل العلميه والاجتماعيه لرفعتها.

لكن مردود ثمار هذه العقول لم يعد بغالب الاحيان بالفائده على مسقط رأسها بل على المجتمعات التي وفرت لها الدفئ والوسائل والاستثمار وسرقتها عنوة من وطنها الام .

مهما كانت نظرتنا للاسباب ودواعي هذه الهجره الا اننا قبل ان نلومها يجب ان نشير الى ضمائرنا ونلوم انفسنا ومجتمعاتنا فهذه القدرات ما كان لها ان تفكر بالهجره لو وجدت مجتمعا يعي لحظاته الفارقه ويعي سلم اولوايته , مجتمع يقدر المواهب ويرعاها ويسهر عليها كي يعود منتوج فكرها وعطاءها له ,مجتمع جل اهتماماته بشبابه وشاباته,بمستقبله ومستقبل الاجيال القادمه .

نحن لسنا مكبلون ولسنا عجزة حتى نجلس ونندب حظنا ونعلق فشلنا على شماعة الاخرين.
نحن عباقره حين تتدحرج المسؤوليه الينا نخلق الاسباب تلو الاسباب حتى لا نضيئ شمعة بل نلعن الظلام, كلنا فاشلون ولا استثني احد .

نحن نسحق ابنائنا ثم نقول لهم ليس هنالك ما يمكن فعله, هاجروا , اتركوا بلادكم حتى تبنوا مستقبلكم , اتركوا موطنكم لطيور الظلام واتركونا فنحن عاجزين عن حمايتكم .

هذا ليس فيلما وثائقيا ولا مقال بكتاب ثقافي بل هذا هو حال مجتمعنا الذي لم يع متطلبات المرحله ولم يكن له سلم اولويات فترك ابنائه يصرخون ان انقذوا ما تبقى من كرامتنا, فهل تجد هذه الصرخات صدى في نفوسنا ام سنحفر لها ولمجتمعنا حفرة عميقه رسمتها لنا سياسات عليا فغذيناها وسهرنا بكل ما اوتينا من قوة على نجاحها فافقنا ذات صباح لنجد مجتمع متقاعد يندب حظه وحظ ابناؤه .

علبنا ان نلقن الاجبال القادمة لغة الانتماء والعمل فمن ليس لديه المقدره على حب مجتمعه والعمل على نهضته برغم الظروف الصعبه ومن ليس لديه المقدرة على حمايته وبذل المستطاع ليغير مفاهيم مجتمع محبط فهو لا يستحق وطن اكبر وسيجني الفشل تلو الفشل حتى يأتي يوما يرى فيه كل ابنائه قد رفعوا ايديهم ورحلوا عنه وتركوه عاريا وخالي من المقومات لمجتمع يرى المستقبل بعيون ابنائه .

‫2 تعليقات

  1. نحن نعي هذه الظروف القسرية صديقي “طيباوي”, نعي الظروف التي تدفع هذه العقول إلى الهجرة قسرًا – منها العنصرية والتمييز في التعليم والتقدم المهني كما في إسرائيل، أو سلم الأولويات المقلوب والحكام الطغاة كما في معظم البلاد العربية.لكن بلوتنا اكبر من ذلك , نحن نغذي هذه الظروف بفشلنا وعدم احترامنا لقدراتنا وعقولنا , اصبحنا شعوبا محبِطة ومحبَطة نستسهل الاعذار لاننا لا نواجه انفسنا بوجهنا القبيح بل نلعن فقط الظروف التي جعلتنا شعوبا مستعبدة منهكة الطاقات لا تبحث عن عوامل الفشل بل تكرسها فتغوص اكثر في مستنقع السطحية والعبودية والاسنعمار للغير, فنحن شعب عاش دور الضحيه حتى صدقه واصبح ضحيه .اشكرك اخي على مرورك الكريم .

  2. من انت كي تحكم على الاخرين بالفشل …….انما هي الظروف منها السياسية ومنها الاقتصادية التي اجبرت البعض البحث عن النجاح في الطرف الاخر ولا تنسى السياسة المعلنة من قبل حكومة الاحتلال لترحيل الادمغة واحباط اصحاب القدرات وتشجيع العنف والجريمة بكل انواعها في مجتمعاتنا هي سياسة السيطرة على العقول واشغالها في المشاكل فهذا ليس فشل بل افشال لاحلامنا وطموحاتنا ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *