علوم وتكنولوجيا

لقد شغلت السماء شعوب العالم منذ الأزل. بقلم: د.عبد الله خطبا

نقاط مضيئه كثيره, ما هي؟ مصابيح! الهه! عيون, سؤال حير الانسان منذ سكن الكهوف وحتى يومنا هذا.

د. عبد الله خطبا
د. عبد الله خطبا

لقد بدأ الانسان منذ فجر الحضارات برصد ومحاولة فهم وتفسير السماء وما تراه عينه ولا يستوعبه دماغه.

ذهبت بعض الحضارات مثل اليونانيه الى تفسير هذه النقاط المضيئة على انها آلهه واتخذتها مصدرا للالهام ولشرعية الحكم والسلطه.

وعند الحديث عن علم الفلك لا بد ان نذكر اول شعب بدأ بما يعتبر بداية الرصد العلمي لعلم الفلك ألا وهم شعوب المايا.

لقد سكنت حضارة المايا في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليا بغواتيمالا، هندوراس السلفادور وفي نطاق خمس ولايات جنوبية في المكسيك مثل : تأسست في البداية خلال فترة ما قبل الكلاسيكية (حوالي 2000 ق.م إلى 250 م)، وصل عديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خلال الفترة الكلاسيكية (تقريبا من 250 م حتي 900 م)، واستمرت خلال ما بعد الكلاسيكية حتى وصول الإسبان. وكان لديهم تاريخ يقدر بحوالي 3000 سنة، خلال هذا الوقت الطويل كانوا يتحدثون في تلك الأراضي مئات اللهجات التي تولد منها هذا اليوم حوالي 44 لغات ماياوية مختلفة. وقد عرفت بالحضارة الوحيدة في تطور اللغة الكتابية في الأمريكتين زمن ما قبل كولومبوس، (اي قبل اكتشاف كولومبس لأمريكا) فضلا عن ألفن الهندسة ألمعمارية وأنظمة الرياضيات وعلم الفلك.

يشير الحديث عن “المايا ألقديمة إلى تاريخ أحد أهم ثقافات أمريكا الوسطى والعالم زمن ما قبل كولومبوس، لأن لها إرث علمي وفلكي على مستوى العالم. فقد أسهمت حضارتهم بالكثير من الميزات للحضارات الأخرى في وسط أمريكا بسبب التفاعل الكبير ونشر الثقافة التي اتسمت بها المنطقة. لم ينشأ التقدم كالكتابة ، النقش، والتقويم مع المايا فحسب بل تطور بالكامل. ويمكن كشف تأثير تلك الحضارة في هندوراس وبليز ، غواتيمالا، والسلفادور الغربية ممتدة إلى مناطق بعيدة مثل وسط المكسيك أي أكثر من 1,000 كم (620 ميل) من منطقة المايا. وتم العثور آثار عمرانية وفنية للمايا خارج المنطقة، ويعتقد أنها بسبب التبادل التجاري والثقافي.

 علم الفلك

تميز شعب المايا بالأرصاد الفلكية الدقيقة جدا؛ واستخدمت مخططات حركات القمر والكواكب للتنبؤ بالكسوف والأحداث السماوية الأخرى مثل الوقت بين الاقترانات لكوكب الزهره وكان دقة علمهم في الفلك وللتقويم المستمدة منه متفوقة على أي شعوب أخرى معروفة من 1700 سنة مضت.

توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أن المايا هم أول من اكتشف سديم الجبار (أوريون) قبل التلسكوب، وما يدعم هذه الدلائل هي الحكاية الشعبية التي تدور رحاها حول منطقة كوكبة الجبار في السماء. ترى مداخنهم التقليدية في وسط لطخة من نارهم المتوهجة التي تتوافق مع سديم الجبار. هذا هو دليل قوي يدعم فكرة أن المايا اكتشفت منطقة منتشرة في السماء وليس بمنطقة محددة للنجوم قبل اختراع التلسكوب.إهتم شعب المايا بأوقات تعامد الشمس فوق الرأس، أغلب مدنهم تقع تحت مدار السرطان وتحدث هذه الضاهرة مرتين في السنة بفترة متساوية من الانقلاب الشمسي.

تحتوي مخطوطات درسدن بيانات مكثفة عن الظواهر الفلكية والحسابات أكثر من أي مخطوطات ناجية أخرى (يبدو أن البيانات في هذه المخطوطة هي في المقام الأول أو حصرا ذات طابع فلكي). كشفت التحاليل والفحص لهذه المخطوطة أن كوكب الزهرة أهم جرم سماوي للمايا، حتى أكثر أهمية من الشمس.

التقويم

taqyem

تقويم حديث للمايا

كما هو شائع مع حضارات أمريكا الوسطى الأخرى، فقد قاس شعب المايا طول السنه الشمسية بدرجة عالية من الدقة، حتي انه أكثر دقة من المستخدمة في أوروبا كأساس الميلادي للتقويم. لكنهم لم يستخدموا هذا القياس لطول السنة في تقويماتهم، حيث أن التقويمات التي استخدموها تعد بدائية، كونها على أساس سنة مدتها 365 يوما بالضبط.

ويعتبر هرم المعبد المعروف باسم كوكولكان من أشهر الآثار التي خلفها شعب المايا، ويوجد على كل جانب من جوانب الهرم 91 درجة تقود الزائر إلى أعلى وصولا إلى قمة الهرم. ومن الألغاز العجيبة بهذا الهرم أن مجموع عدد الدرجات على جوانبه الأربعة بالإضافة إلى قاعدة الهرم يبلغ 365، وهو عددٌ يتطابق مع عدد أيام السنة.

وعند تساوي الليل بالنهار، وهي الظاهرة المعروفة باسم الاعتدال الربيعي والخريفي، تحدث بعض الظواهر الخاصة. فمثلاً عند غروب الشمس يتحرك ظل منصات الهرم مثل الثعبان أسفل الدرجات ويلتقي مع رؤوس الثعابين الحجرية عند قاعدة الهرم. ويدل هذا الهرم على قمة الإعجاز المعماري وروعة الإبداع الرياضي التي وصل إليها شعب المايا.

وتعتبر مدينة تشيتشن إيتزا المكسيكية أشهر موقع للتعرف على حضارة المايا وأكثر المقاصد التي تشهد إقبالاً من السياح الراغبين في الإطلاع على أسرار هذا الشعب.

Untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *