كلمة حرة

على مذابح المقارنة ( أبو شهاب)

على مذابح المقارنة تموت نفوس كثيرة ، المقارنة إهانة مخفية وراء بسمة كأنها محبة جميلة ، يقارنون الأخ بأخيه وكأنهم يفضلون أحدهم على الآخر من غير اعتبار أن لكل واحد منهم شخصية مستقلة ، شكلا متميزا ،لونا مختلفا وصفات تعطيه ذاته التي بها يختلف عن الآخرين ،

1

والتي بها سيخوض غمار الحياة بأسلوبه الخاص وبقدراته وألمعياته ومواهبه التي وهبها الله له ، والتي يجب على المربين أهلا ومعلمين أن يتنبهوا لها وينموها بوعي تام وتفهم كامل حتى تنشأ عند الطفل الذي سيصبح رجلا شخصية ذات قيمة تحترم ذاتها ويحترمها الآخرون تاركا وراءه بصمات لا يتركها أحد سواه لأنه حقق ذاته وصار مبدعا لا ينافسه الآخرون ولا يمكن مقارنته بأحد ..

من هنا علينا الكف عن المقارنة بين الأبناء ذكورا وإناثا ، صغارا وكبارا ، بين الطلاب والطالبات مهما بلغ الفرق بالتحصيل ….!

علينا الامتناع عن المقارنة بين الطلاب على أساس الاجتهاد وتحصيل العلامات فقط ، إذ أنه من الممكن بكل تأكيد أن يكون قائد المجموعة ، صاحب الشخصية الظريفة والمحببة على المجموعة المتوسط أو حتى المتأخر تحصيليا بين الطلاب ، بينما صاحب العلامات العالية قد يكون صاحب شخصية انطوائية ثقيلة الظل أنانيا متعجرفا لا يطاق.

إذن يجب عدم المقارنة بين الطلاب وبين الأبناء ، بل إخراج الخير والتميز عند كل واحد منهم ومن ثم يصال هذا التميز إلىحد الخلق والإبداع ، إلى حيز التنفيذ وإظهار القدرات الكامنة وتطويرها من خلال بث روح الثقة ونشر أجواء المحبة والتقدير لكل فرد على حدة و تعميم هذه الروح الإيجابية الخلاقة بين الجماعة ككل ، وبهذا ننتج أفرادا مبدعين ، واثقين ، محبين لأنفسهم وللآخرين محققين لذاتهم ، مواطنين صالحين يبنون مجتمعهم من غير ضغينة أو حسد أو سلبية قاتلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *