2هذه طيبتي

طفل جديد يتبخر داخل سيارة مقفلة (أبو شهاب)

كيف تنسون أطفالكم داخل جحيم سيارة مقفلة بإحكام ، واقفة في مكان عام في جهنم حرارة الجو اللاهب في بئر السبع أو الناصرة أو تل أبيب أو أي مكان آخر .أيها الأب ! كيف تقدر على ترك أطفالك يتعذبون عطشا وجوعا وشيًّا حتى الموت ؟ أيتها الأم ! كيف تقدرين على ترك أطفالك يحترقون رويدا رويدا حتى الموت ؟

في كل مرة أسمع خبر نسيان طفل حتى لو لم يمت يهتز كياني كله وينتفض الألم في أعماقي ثورة ضد الآباء والأمهات الذين صاروا آباء بالصدفة البيولوجية فقط من غير دمج مشاعرهم وأحاسيسهم وعقلهم الواعي وغير الواعي في أهم مشروع في حياة كل إنسان سوي ، ألا وهو مشروع الأبوة والأمومة .. مشروع تكوين أسرة بمسؤولية تامة مبنية على أسس ومفاهيم وقناعات بناءة مفيدة له وللمجتمع ، لينسوا أبناءهم ببساطة غريبة في جحيم مستعر ، ليموتوا مرات عديدة قبل أن يموتوا الميتة النهائية..

أنا لا أفهم كيف ولم يحدث أمر كهذا ؟ هل هو الاستهتار بمشاعر الأطفال ، والتعامل معهم وكأنهم ليسوا بشرا عاديين أم لأنكم تعرفون أنهم لن يتكلموا إذا تألموا ، فتتركونهم لوقت قصير حسب تقديركم ، طووويل ومؤلم ألما لا يوصف في واقع الطفل المسكين ، تنسونهم لساعات ولساعات فيموت الأطفال الأبرياء أصحاب الجسد  الغض الرقيق موتا بطيئا بشعا ، بينما أنتم لاهين عنهم ، غارقين في أنانيتكم “وأعمالكم الهامة” ..

هنا لا بد من صرخة مدوية علكم تستفيقون:

هل هناك أهم من حياة طفل ؟

هل هناك أهم من حياة إنسان ؟

حتى متى ستستمر هذه الظاهرة المؤلمة..؟

ما هو العقاب الذي يستحقه أي إنسان ينسى طفلا في سيارة ؟!

إنه يستحق أشد عقاب بجدارة ..

إنه يستحق السجن في سيارة مقفلة بإحكام تحت لظى الشمس الحارقة في يوم تموزي خانق ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *