القاسم تُجمل دورة الكنيست المنتهية في ظل إقرار الميزانية وقوانين حادة النقاش
أجملت الإعلامية إيمان القاسم سليمان، ضمن برنامج ” كلام الساعة ” المذاع في صوت إسرائيل، دورة الكنيست المنتهية والتي تمثلت بالتصويت على قوانين شائكة تلمس جوهر الحياة الاقتصادية والسياسية للمجتمع الاسرائيلي عامة والمواطنين العرب خاصة.
واستضافت في برنامجها نخبة من الضيوف من بينهم نائب سكرتير الكنيست ناظم بدر، البروفيسور أمل جمال الباحث والمحاضر في جامعة تل أبيب، المحامي عماد دكور وجعفر فرح مدير مركز مساواة.
ومن بين ما جاء في حوارات البرنامج أنه تمحورت أمور الدورة المنتهية في الكنيست حول الضائقة الاقتصادية، والنواب الجدد الذين يشكلون نحو نصف عدد الأعضاء ارادوا إثبات وجود طريقة عمل أخرى جديدة ولكن لم يحدث ذلك وفي نهاية الأمر انتهجوا الطريقة القديمة.
بالنسبة للتمثيل العربي فكان من الصعب تحقيق انجازات كبيرة في مجال التشريع، ولكن بالنسبة لقضايا الجمهور العربي وإثارة الرأي العام فكانت منبراً هاماً عملت من خلاله الأحزاب العربية عبر اللجان البرلمانية وهيئة الكنيست، ومن أبرز الأمثلة على ذلك قانون برافر.
شملت الدورة عدة موضوعات هامة ، كميزانية الدولة والتداول بها الذي أخذ حيزاً كبيراً جداً، وموضوع المساواة في العبء وقضية تجنيد اليهود المتدينين المتزمتين والحديث عن المساواة في العبء بالنسبة للعرب ايضاً، ورغم انه تم استثناؤهم ولكن ما زالت هناك محاولة لاقتراح قانون يشملهم. اما الدور العربي عامة ، فإن قانون نظام الحكم ورفع نسبة الحسم للحد من دخول احزاب صغيرة الى الحكومة يمسّ تمثيلهم في الكنيست، في حين ايصال الصوت والادعاءات التي يطرحها النواب العرب لها دور هام ، ولكن من الصعب الوقوف عند تأثيرهم على الصعيد العملي الذي لا يستوفي توقعات المواطن العربي المتوسط الذي يريد بنية تحتية وميزانيات، وبموازاة ذلك فإن ايصال الوجدان العربي الى الحياة السياسية هو أيضاً له أهمية، ووجود الاحزاب العربية حتى ولو لم تؤثر على كل نواحي الحياة لها أهمية للتعبير عن رسائل معينة ووضع حدود للخطاب السياسي والسياسيات الحكومية.
أعضاء الكنيست العرب بقدرتهم أن يوصلوا رسائل معينة للحيز العام الاسرائيلي من خلال البرلمان ولا يمكن لأي ممارسة سياسية أخرى أن تفعل ذلك إلا ان تحدثنا عن حراك جماهيري كبير.
وفيما يتعلق بالملف السياسي العام والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، وعلى ضوء قانون الاستفتاء الشعبي، هذه الكنيست بتركيبتها الحالية لن تستطيع اتخاذ قرارات مع البقاء على التركيبة الحالية إلا اذا كان تغيير في الائتلاف الحكومي مع الأخذ بعين الاعتبار الصعوبة في حزب الليكود- بيتنا نفسه داخلياً.
كما شهدت الدورة المنتهية مواجهات بين البرلمان وبين الجهاز القضائي، وفي غياب دستور يحافظ على حقوق الاقليات فالخطر أن الأغلبية في البرلمان الحالي ستؤدي الى ديكتاتورية الاغلبية مثل رفع نسبة الحسم التي تمس بحقوق الأقليات، لذلك توجد حاجة ماسة لسنّ الدستور.
كان الموضوع المركزي ميزانية الدولة، وتم اعداد تقرير من قبل جمعية مساواة حول احتياجات المجتمع العربي من كافة الوزارات والمجالات، لمواجهة التقليصات وتأثيرها على المجتمع العربي وتمت متابعة بنود الميزانية وهي مسؤولية كبيرة. من جهة واحدة اقتُرحت قوانين تمسّ بالجمهور العربي بما فيه خطوات في الميزانية مثل تقليص مخصصات الاطفال، ولكن بالمقابل تم تخصيص ميزانيات في مجالات كالتعليم والتطوير الاقتصادي، وبالمجمل تحصيل الحقوق الكاملة ما زال يتطلب عملاً ومجهوداً كبيراً في الدورات القادمة.
