هذه طيبتي

هل من الممكن ان نسميها هزيمة حزيران ؟

رفضت اختي البقاء في المغارة حيث يختبئ العشرات من العائلات ويسدون بابها بستارة من بطانية رمادية تتماثل مع لون التربة المحيطة.

مزيدا من التمويه على الطائرات الاسرائيلية التي تجوب الاجواء وقامت بقصف كنيسة المهد ودرج المنارة حيث استشهد عدد من الاشخاص وجرح اخرون.

وتناثرت الشظايا في محيط بيتنا وسقط صاروخ ولم ينفجر واستقر اسفل بيت جارتنا الارملة وأولادها السبعة. تحركت امي بنا نحو المغارة، كان الجميع يستمع لراديو صوت العرب، وصوت المذيع يهدر ويكذب من اخمص قدميه بإسقاط طائرات العدو والرجال يتحمسون للاخبار، فرضوا منعا حازما على الخروج من المغارة كي لا يتم اكتشافها من الطائرات الاسرائيلية وقصفها، وهناك زاوية في المغارة لقضاء الحاجة. رفضت اختي المراهقة هذا القانون الاخير ان تنكشف امام الرجل وهي تقضي حاجتها.

هربت الى خارج المغارة ولم يجرؤ احد على اللحاق بها ، اطلت برأسها من خلف الستارة وصرخ بها الرجال ان تدخل بسرعه، لكنها تسمرت على الباب وقالت الناس في الخارج يحملون امتعة على رؤوسهم واكتافهم ويرفعون الرايات البيضاء ويرحلون نحو الاردن وآخرون يرفعون رايات بيضاء فوق بيوتهم.

اسرع ابو حسين الى خارج الكهف، نظر الى الناس وصرخ بأعلى صوته “راحت البلاد، انهزمنا وبدأ ينتف ذقنه ويبكي” اندفع بقية الرجال الى خارج المغارة طأطأوا رؤوسهم واندفعوا خارج الكهف بعضهم حمل امتعته وسار وزوجته نحو الشرق وآخرون رفعوا الرايات البيضاء استسلاما وأما أمي فشحرت خدودها وقالت انهزم العرب في ستة ايام. كنت طفلا لا ادرك شيئا سوى الحزن والصراخ والعويل ..

الكاتب: نافذ الرفاعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *