هذه طيبتي

تحية الى شعبنا في ذكرى النكبة – بقلم: سامح فارس

في ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني لهذا العام، كما في كل عام نجدد تأكيدنا على تمسكنا بحق العودة الى كافة البلدات والقرى الفلسطينية التي أُقتلع منها شعبنا إقتلاعاً وعومل بقسوة متناهية النظير وشرد الى أصقاع شتى.

2

فهذه النكبة هي ماثلة أمامنا في كل حين لأن تداعياتها ونتائجها نراها في كل يوم وفي كل ساعة. فها هي المخيمات الفلسطينية منتشرة هنا وهناك تدلنا على شعب نُكبَ وطُردَ من وطنه ومن أرضه ولعل المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج هي أبرز شهادة حقيقية على نكبة شعبنا وتداعياتها إضافة الى أولئك الذين هُجّروا الى بلاد الاغتراب المختلفة ولسان حال الجميع يقول متى سنعود الى أرضنا وفلسطيننا الحبيبة.

وعندما كنت خلال السنوات الماضية أزور بعض الجاليات الفلسطينية في المهجر كنت أسمع الواحد يخاطب الآخر بلغةٍ فيها عشقٍ كبيرٍ لفلسطين وحنين للعودة وتمسكٍ بالجذور. ولمستُ أيضاً بأن عام 1948 وهو عام النكبة باقٍ في ذاكرة شعبنا ولم ولن يُنسى مع تقلب الزمان ومرور الأعوام وهنالك كلامٌ كنتُ أسمعه ما زال يرنُ في أذني حيث يخاطب فلسطينيون في المهجر بعضهم بعضاً ويقولون “انشاء الله تكون من العايدين” أي العودة الى أحضان الوطن الأم فلسطين.

ولكي تبقى ذكرى النكبة خالدة وباقية، يجب أن تسعى كافة المؤسسات الوطنية والثقافية والاعلامية وغيرها لإبرازها وإظهارها والحديث عنها ليس فقط من باب التذكير لمن يجب أن يتذكر وإنما بهدف مخاطبة العالم المتحضر وخاصةً اولئك الذين رفعوا لواء الدفاع عن حقوق الانسان والمظالم عن المظلومين، ذلك لأن النكبة هي قبل كل شيء مسألة إنسانية وتعرّف الناس على هذه النكبة وما حدث فيها من جرائم وإرهاب وممارسات غير أخلاقية وغير إنسانية من شأنه إبراز هذه الحقائق وأن تُحرك الضمائر الحية، فيستفيق النائمون من كبوتهم وتتحرك الضمائر ويتقوى التعاطف مع قضية شعبنا الفلسطيني التي هي أنبل قضية إنسانية عرفها التاريخ الحديث.

واذا ما كان هنالك سعي من قبل إسرائيل ومن يقف خلفها لتصفية القضية الفلسطينية وجعلنا ننسى حق العودة، فلاسرائيل ولداعميها نقول أننا لن ننسى أبداً حقنا في العودة ونقولها بالفم الملآن بأن كل فلسطيني شُرد عام 1948 ونسله له الحق في العودة الى أرضه، وهذه ليست منة أو هدية من أحد فهذا حقٌ يجب أن يعود الى أصحابه.

إن إخوتنا في المخيمات وفي المهاجر ينتظرون بفارغ الصبر العودة، ونحن نقول لإخوتنا هؤلاء بأن وطنكم السليب ينتظركم ويتوق إليكم فأنتم أبناء هذا الشعب وأنتم أبناء فلسطين حتى وان أرادت القوى الاستعمارية الغاشمة أن تنسينا حقنا في العودة.

احتفظوا بمفاتيحكم لتعودوا الى قراكم ومدنكم ولا تخافوا ولا تيأسوا فلا بد للحق السليب أن يعود يوماً الى أصحابه عاجلاً أم آجلاً، وإن كنتم يا إخوتنا في المخيمات وخاصةً في الخارج بعيدين عن الوطن الأم بالجسد إلا أن فلسطين في داخلكم وقلوبكم تنبض محبةً وعشقاً لأرض المقدسات والرسالات.

في ذكرى النكبة نوجه ألف تحية لشعبنا الفلسطيني المناضل المقاوم، وألف تحية لأبناء النكبة الذين يتوقون الى فجر الحرية والعودة لكي يستمتعوا بهواء فلسطين وجبالها وهضابها وزيتونها وزعترها، ألف تحية لكل مناضلٍ ومجاهدٍ وعاملٍ على ابراز نكبة شعبنا التي تعتبر من أكبر الجرائم وأكثرها هَولاً في التاريخ الانساني الحديث.

نعم نعم نعم وألف نعم لحق العودة المشروع، ولا لا لا وألف لا لأي تنازلٍ أو تخاذلٍ أو تراجعٍ في هذا الحق الذي سيناله شعبنا حتماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *