أخبار رياضية

ما سبب علو كعب الالمان على الاسبان مؤخراً ؟‎

في آخر 13 سنة شاهدنا نهائيا اسبانيا خالصا ونهائيا ايطاليا خالصا كما شاهدنا نهائيا انجليزيا كهذا، إلا اننا لم نكن على موعد مع نهائي الماني. هل هذا الموعد سيكون في “ويمبلي” هذا الموسم ؟ على الاغلب نعم.

1

بعد مونديال 2002 ووصول “ناسيونال مانشافت” الى النهائي وخسارته امام البرازيل، الصحافة الالمانية قطعت المدرب رودي فولر ولاعبيه ارباً، 4 سنوات بعد ذلك،خسر الالمان في المونديال البيتي في نصف النهائي امام ايطاليا، إلا ان الصحافة والجماهير وقفت وراء منتخب “السهم الاشقر” يورجن كلينسمان، وقفوا ورائهم لدرجة الجنون حين استقبلهم المشجعين نهار الخسارة بمئات الالاف في العاصمة برلين.

 طبعا ستسالون ماذا تغير؟ لو لاحظنا فقط منتخب المانيا منذ ذلك المونديال مرورواً بيورو 2008 (بداية حقبة اسبانيا) ومن ثم نعرج على مونديال 2010 (المانيا حطمت الكل إلا اسبانيا) وصولا الى يورو 2012، نرى ان المنتخب الالماني قدم كرة قدم هجومية غاية في الجمال إلا ان النتائج كانت مفقودة، نفس الامر ينطبق على بايرن ميونيخ الذي وصل مرتين الى نهائي الابطال في آخر ثلاث سنوات (خسر مع انتر وتشيلسي)، إلا ان هذا الكلام تغير وسطوة الاسبان الذين كانوا بمثابة عقدة تحولت الى قوة المانية فتاكة، فمن شاهد بايرن يدمر برشلونة برباعية نظيفة ودورتموند يفجر رباعية في مرمى الريال، يسأل ماذا تغير ؟ اين كان الالمان طوال هذا الوقت ؟

كنت قد كتبت امس عن اسباب خسارة برشلونة امام بايرن هنا إلا انني وبعد مشاهدتي لمباراة امس ايقنت تماما بلا أي شكوك ان الألمان على ما يبدو رجعوا لصفتهم المعروفة التي فقدوها في السنوات القليلة الماضية وهي التعلم من الاخطاء. يوب هينكيس ويورجن كلوب مدربا بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند على التوالي فعلوا ما لا يفعله مدرب المنتخب يوجي لوف (متى سيقال ؟) ودرسوا خصومهم جيدا ً فمن شاهد مباراة بايرن ميونخ وبرشلونة رأى بوضوح ان بايرن استخدمت نقطة قوة برشلونة لمصلحتها وهي ضغط المنافس في منطقته وإرهاقه. من جهة اخرى، من ضمن ثلاث مباريات هذا الموسم بين ريال مدريد ودورتموند حقق كلوبو كما يلقب انتصارين وتعادل مرة واحدة مع مورينيو في البرنابيو من هدف لاوزيل في الدقيقة 89 انذاك، رغم ان مورينيو معروف انه يدرس خصومه ويستوعب الدروس، ماذا نفهم من هذا؟ ان المدربين ضربا البرسا والريال في اقوى نقاطهما.

عدا عن هذا، فأن استخلاص العبر واضح لدى الفريقين، بايرن وصل لنهائي 2010 اما الانتر ومن ثم كرر ذلك الانجاز عندما لاقى تشيلسي الموسم الماضي في نفس الدور، إلا انه خسر مرتين، ماذا فعل المسؤولين في الفريق؟ تخلصوا من كل اللاعبين؟ لا بتاتاً، روبن وريبري ومولر وجوميز ولام اعمدة الفريق متواجدين للان، الا انهم قاموا بتحسين نقاط الضعف ودرسوا نجاح فرق (اوربيا برشلونة والاتليتي) ومنتخب اسبانيا، فأحضروا دانتي من جلادباخ ومانزوكيتش من فولسبورغ رفقة شردان شاكيري الشاب من بازل، وهذا الموسم يقدم الفريق موسم خيالي محليا ً وقارياً.

دورتموند ايضاً بطل المانيا اخر موسمين، خرج من الابطال في اخر مشاركتين له من دور المجموعات (!) حتى انه كان في التصنيف الرابع هذا الموسم في القرعة الاولى، إلا انه انتفض هذا الموسم ولم يخسر للان ولا مباراة وسحق فرق كمانشستر سيتي وشاختار وريال مدريد، رغم خروج كاجاوا وقبله شاهين ولوكاس باريوس، عدا عن هذا فقد واجه الفريق ريال مدريد ثلاث مرات هذا الموسم وكل مرة تغير تكتيك كلوب ليفاجئ مورينيو، وفي كل مرة يتفوق الالماني على البرتغال وهذا ليس بالأمر البسيط .

على ما يبدو ان الصبر والبناء الجيد والتعلم من الاخطاء هو الحل الوحيد ، كما ان لوجود الجمهور كمالك لنسبة 51% من الفريق حسب القانون امر جيد، عدا عن الاهتمام بالصغار، للمقارنة فقط، كاجاوا وليفاندوفسكي وجتزة ورويس معاً اشتراهم دورتموند بمبلغ 22 مليون بينما كارول وداونينج لوحدهم كلفوا ليفربول 65 مليون استرليني، اين ليفربول واين دورتموند ؟

ومقابل دراسة الالمان لخصومهم بقي الاسبان خصوصاً برشلونة وريال مدريد بنفس الفكر وبنفس اللاعبين دون تغييرات جذرية وبتفكيرهم انه لكونهما الافضل في العالم لا يمكن ان يتطوروا.

نظرة الالمان لكرة القدم يجب ان تدرس، نظرتهم لكرة القدم دائماً تكون من زوايا اخرى لا يراها غيرهم ببساطة.

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *