هذه طيبتي

مفاجآت القمة العربية في الدوحة

جرت العادة ان ينتظر المرء البيان الختامي للقمم العربية لكي يتعرف على قراراتها، لكن قمة الدوحة العربية جاءت استثناء، حيث انتهت رسميا وعمليا بعد جلسة الافتتاح الاولى العلنية اما الباقي فاصبح تفاصيل.

1

نشرح اكثر ونقول ان تسليم مقعد سورية للائتلاف الوطني السوري المعارض، وجلوس السيد معاذ الخطيب على هذا المقعد والوفد المرافق له هو الانجاز الابرز الذي حققته هذه القمة من وجهة نظر رئيسها والدول الداعمة لقرار سحب الشرعية العربية من النظام السوري.

القمة عقدت، وفي الدوحة على وجه التحديد، وفي مثل هذا التوقيت لتكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي على النظام السوري، واعطاء منبر اعلامي وسياسي مهم للشيخ الخطيب لكي يخاطب الرأي العام العربي وليس الزعماء العرب المشاركين فيها، وهذا الهدف تحقق، واستطاع الشيخ الخطيب ان يلتقط هذه اللحظة التاريخية، ويلقي خطابا مؤثرا وقويا اتسم بنبرة عاطفية، واحتوى على رسائل عديدة بعضها الى الولايات المتحدة التي طالبها بتوفير مظلة صواريخ باتريوت لحماية الشمال الغربي السوري، وبعضها الآخر الى الزعماء العرب عندما طالبهم بالإفراج عن المعتقلين في سجونهم، واكد لهم ان السوريين هم الذين سيقررون من يحكمهم رافضا الوصاية، والبعض الثالث الى النظام السوري محذرا من المزيد من سفك الدماء.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عما سيحدث بعد انقشاع غبار هذه القمة، والكلمات التي صدرت من على منبرها، فهل سيتم التجاوب مع نداءات الشيخ الخطيب بالمزيد من السلاح للجيش الحر، ومطالب امير قطر لمجلس الامن الدولي بالاعتراف بالمعارضة السورية ومنحها مقعد سورية في المنظمة الدولية؟ ثم ما هو موقف الدول التي تقف في الخندق الآخر والداعمة للنظام السوري مثل روسيا وايران على وجه الخصوص؟

القضية الفلسطينية احتلت المرتبة الثانية على جدول اعمال القمة، وقد بذل امير قطر رئيس القمة جهودا لتسليط الاضواء عليها في كلمته الافتتاحية مثل تخصيص صندوق بمليار دولار لدعم القدس المحتلة، واستعداده لدفع ربع هذا المبلغ، ومطالبته بعقد قمة مصغرة من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية بين قطبي المعادلة السياسية الفلسطينية اي حركتي فتح وحماس.

لا شك ان انشاء هذا الصندوق خطوة مهمة في ظل عمليات التهويد المستمرة التي تتعرض لها المدينة المقدسة من قبل حكومة الاحتلال الاسرائيلي، لكن المشكلة ان معظم الوعود العربية تتبخر ويتم تناسيها بعد ايام او اسابيع من اطلاقها، والمأمول ان يتجاوب الزعماء العرب مع هذه الدعوة من خلال خطوات عملية جادة.

قمة الدوحة العربية هذه تعتبر واحدة من اهم واخطر القمم العربية، وترتقي الى مستوى القمة التي اسست منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، والقمة العربية السابقة التي عقدت في الرباط واعترفت بها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني عام 1974 وقمة القاهرة آب (اغسطس) عام 1990 التي شرعت الاستعانة بالقوات الامريكية لاخراج القوات العراقية من الكويت.

هذه القمة سجلت سابقة في العمل العربي المشترك عندما سحبت الشرعية من نظام لتمنحها وكرسيها لمعارضيه، وقد تتكرر هذه السابقة في قمم عربية مقبلة اذا استمرت الجامعة كممثلة ومظلة للعمل العربي المشترك.

قمة الرباط اعترفت بالمنظمة وتمثيلها ولكن الاراضي الفلسطينية ما زالت محتلة، فهل يكون قرار قمة الدوحة باعطاء مقعد سورية للائتلاف الوطني السوري اكثر حظا؟

قرار الاعتراف بالمنظمة رفضته امريكا بينما قرار قمة الدوحة تدعمه ولهذا ربما تكون فرصه في النجاح افضل نظريا على الاقل، ولكن كل الاحتمالات واردة، فالشرق الاوسط هو المنطقة الوحيدة في العالم التي لا يمكن التنبؤ بدقة بتطوراتها.

بعد انقشاع غبار القمة وعودة الامور الى طبيعتها سيكتشف الشيخ معاذ الخطيب ان طموحاته في ابعاد الوصاية عن ائتلافه ستكون صعبة التحقيق. وان طلبه بالحماية العسكرية الامريكية قد يكون باهظ الثمن، فأمريكا تريد القضاء على الجماعات الجهادية حماية لاسرائيل.

/عن صحيفة القدس العربي/

تعليق واحد

  1. قمه عربيه تافهه لا معنى لها ولا فائده من ورائها سوا أنها تعد وليمة غداء لهؤلاء المجتمعون والتفاخر بالقاعات المزينه ثم أنني استعجب من هؤلاء الذين يسعون إلى خراب بلد عربي آخر وبدل أن يحلوا المشكله يزيدوها تعقيدا ويدعمون المدعون “بالثوار” لتدمير سوريا !!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *