هذه طيبتي

أيها الثائر سامر، عذرا لك يا أسطورة الصمود والتحدي

الأسير سامر العيساوي، اسم يعني كرامة الوطن وصمود المقاومة، أكثر من نصف عام مضرب عن الطعام يصارع الموت لأجل الحياة، يرفض الذل والإهانة، لم ينل منه سجان ولم تكسر عزيمته الزنازين.

1

الأسير سامر أسطورة الكرامة الوطنية والصمود، من بين القضبان صنع للوطن مجدا وعزا وانتماء وصدق ووفاء.

عذرا لك سامر فنحن لسنا بمستواك، نحن لا نملك إلا دموعا وبعض الكلمات، وقليلا من الدعاء. نحن عاجزون أمام هذا الصمود والوفاء.

قادتنا بلا إحساس ولا شعور ولا وطنية، جميعهم صامت بلا حراك، ينتظرون موتك كي يرثوك بخطبة ويتغنون بدمائك علهم ينالوا بعض التصفيق. فهم ينتظرون الإعلان عن موتك ليجدوا ما يتظاهرون به بالوطنية ويلقون الكلمات والخطب وينصرفون عائدين إلى رفاهيتهم وموازناتهم، فأنت وإخوانك مجرد رقم في حساباتهم البنكية.

عذرا لك يا سامر، فأنت حر ونحن المعتقلون، معتقلون في خوفنا من قطع الراتب، في خوفنا من أن نبصق دم معاناتك وآلامك في وجه حاكم ظالم، نحن محاربون بوطنيتنا يا سيدي يا وجعنا يا وجع الوطن، يا سيد الصمود سامر، لا تقبل اعتذار منا لا تقبل اعتذار من احد، فخائن من يعتذر عن دمه لأجل الوطن، فدمنا ليس اغلى من دمك، وحياتنا ليست اغلى من حياتك، فصمودك وعنادك للوطن حياة.

لا تصدق كلماتنا ولا تصدق تلك الدموع في عيوننا، فالوطن لا يحتاج إلى دموعنا، بل يحتاج أن نكون مثلك أحرارا وثوارا فسامحنا يا سامر ولا تسامح هؤلاء القادة القابعين في قصورهم أمام شاشات التلفاز ينتظرون خبر موتك.

أكثر من نصف عام ومعركة الأمعاء الخاوية مستمرة، فنحن نموت جوعا وقهرا على الوطن، وهم يموتون من التخمة. جوعك يا سيدي ثورة وكرامة. جوعك ليس كافرا بل قمة الإيمان وصدق الانتماء. يا سامر يا من غيرت مفاهيمنا أن الجوع كافر، وجعلت من الجوع إيمانا وعقيدة لأنه سلاح لأجل الحرية، لك منا سلام يا سيدي الثائر.

أيها الثائر سامر، عذرا لك يا أسطورة الصمود والتحدي، فنحن لا نملك إلا أن نقف بخجل، تبجيلا وفخرا وامتنانا لك، ننحني لك اعتزازا لأننا ننحني للمجد والشرف وعشق الانتماء للوطن.

أيها الأسير الباسل الذي جعل من قيده ثورة، ومن جوعه رمزا للانتماء للوطن وإيمانا بالانتصار. أيها السامر الأسطورة، لك منا كل التقدير والوفاء، ولزعامات وقيادات هذا الزمن الصامتين على وجعك ووجع الوطن، كل العار.

لك المجد يا سيد المجد، حماك الله، فالوطن بك ينتصر أيها الأسطورة المقدام، والله الموفق والمستعان.

الكاتب: حازم عبد الله سلامة – [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *