هذه طيبتي

العرب ومحيط من الحيتان.؟! بقلم: مرعي حيادري

على ما يبدو لأعيننا التي لم تعد تلتقط نظرها بقوته الطبيعية , حيث زاغ النظر وخفت ضوء العينين لكثرة ما استرقنا النظر في أمور حالت بيننا وبين واقعنا المر الأليم والمأساوي الذي رافقنا منذ قيام دولة إسرائيل العبرية عام 1948 إلى يومنا هذا.

فبرغم ما حاولنا ان ندقق بما يجري حولنا من تمييز صارخ في الأرض والمسكن والاستيطان الذي لا ينقطع في الأراضي العربية في الضفة والقطاع , وحتى داخل الخط الأخضر لم يتبق للعرب أكثر من 1.5 % ارض زراعية ولا يحق لمالكها ان يخطط للبناء عليها , ناهيك عن المشاق في الموافقة على استصدار رخص البناء للأزواج الشابة في عصرنا هذا والاختلاف والمقارنة صارخة ما بين القرن ال120\وال121 حيث أن الثغرات والهوة واسعة بكبر وبعد الأرض عن أسماء أو النجوم , فأضحت حياة المواطنين لا تطاق في التضييق على العيش بكرامة للعرب الفلسطينيين القاطنين في إسرائيل (الخط ألأخضر) حيث أضحى أحمرا بكل ما تعنيه الكلمة من تفسير ومعنى .. فالتمييز صارخ على كافة الصعود الحياتي والسياسي. ورغم وصول تلك المعلومات لدول أوروبا وأمريكا في المغرب والمشرق , لم تعدل ولو بعضا من تلك الاجحافات المستمرة ولا في المحاكم الدولية ولا المنظمات الحقوقية الإنسانية محليا وخارجيا .. والحيتان الكبيرة من الدول المهيمنة تزداد حبا في السيطرة والاستعمار وتخطط كيف يمكنها نزع ما يسمى بلادا عربية … وهل من يقظة يا عرب؟؟

أن ما يحدث اليوم على الساحة من تقسيم جغرافي استراتيجي ومناطقي على الكرة الأرضية هي سياسية الحيتان (الدول المسيطرة والمستعمرة) مثل القطبين الأمريكي والروسي والأوروبي بقيادة فرنسا وبريطانيا , ومن يساندهما في فرض وتنفيذ السياسات التي تخدم مصالحهما على العالم الثالث والذي ينظرون إليه بفارغ الصبر , ليجعلوه ملعبا سياسيا ملتهبا , ولزرع سياسات فرق تسد في زرع بذور الفتنة الطائفية والتي أفرزتها على ارض العراق وقسمته إلى دويلات وطوائف تحت حجج وذرائع لا أساس لها من الصحة أطلاقا , لا بل اعتداء سافرا من اجل وضع اليد على الثروات الطبيعية في العراق وغيرها من العالم , وكان نصيب الجميع مما أسلفت سابقا بحصص تختلف في الكم والنوعية.

فأن كانت الأمور تسيير وفق إستراتيجية مدروسة منذ سنوات لتلك القلاقل والاختلال في الموازين وقمع الرؤساء الذين خدموا مصالح دول الحيتان الكبرى؟؟ أذا إلى متى ستبقى هذه السياسات ومتى ستنتهي والى أين ستؤول؟؟فأن لاحظتم الانهيار السريع في ليبيا كان استعمارا توسعيا على النمط الحديث وتقاسم الحصص بالتساوي من النفط والغاز وما غيرها , وغدا لناظره قريب سترى المواطن الليبي يجوع ويهلك ثرواته بالبخس والقلة , ليدفع ثمن حمايته لأولئك الحيتان , ونفس السيناريو في تونس والمغرب العربي بأكمله وبالطبع المشرق من مصر واليمن والخليج المستعمر والمستسلم منذ الأزل.. وبالطبع على رأس هذا الاستعمار وقيادته الرئيسية السعودية وملكها وأمرائها..؟؟ وهل من عربي يقظ يصرخ لفزعة وطنية تنقذ الموقف؟؟

فبالله عليكم يا أخوان .. أذا كانت الدول العربية من مشرقها إلى مغربها مستعمرة من قبل حيتان أوروبا وأمريكا لمزيد من التشرذم والانحطاط الفكري والثقافي الفكري, والعودة بنا القهقرى .. وهذه سياستهم من منطلق ان العرب عدو لهم على الرغم من نهب ثرواتهم وعقولهم .. أذا على ماذا نبني أو نتأمل , أين القومية والوطنية من العرب الشرفاء ان تبقوا ؟؟ وأين هو دورهم .. نعم نعرفهم ونعتز بمواقفهم ونبني مستقبل أبنائنا عليهم علنا نغير ما في قلبهم أولئك الذين باعونا وباعوا ضمائرهم لأبخس الإثمان.. والله حرام يا عرب يا أخوان ويا حكام؟؟!!.

وحتى روسيا والصين , وبرغم مواقفهما المشرفة تجاه سوريا وبالطبع لبنان وإيران , لا يصوتون بالنقض الفيتو ضد أمريكا وحليفاتها من منطلق الحب الأعمى لهم , لا بل من اجل مصالح نفوذ وإستراتيجية دوليه تتصارع عليها الحيتان فيما بينهما بمبادلة أقاليم عالمية على الكرة الأرضية, وبما أنهما مستفيدتان من ثروات إيران وسوريا ولبنان استراتيجيا وسياسيا وماديا , لم ولن يكون موقفهما كما هو اليوم , لأن الخط الأحمر داهمهم , فأن سقط النظام السوري , سقطت العديد من المناطق , وأضحت السيطرة والاستعمار الغربي قريب من روسيا والصين ويهدد مصالحهما .. وعليه فلا أحد من الحيتان الكبرى إلا وله حصة الأسد , والفرق بين حوت وأخر ان الأول بأكلك ويفترسك بينما الحوت الثاني يساندك وينقذك من ورطات عسكرية وحربية وسياسية بالمقابل ؟؟!! تلك هي السياسة التي تحاك ضد عروبتنا ودولها من المحيط إلى الخليج.

ومن هنا أتوجه إلى العرب شرقا وغربا .. كفوا عن بيع شعوبكم وضمائركم وحكموها بالمقابل الفكري التعليمي لشعوبكم التي هي منبعكم ومستقبلكم, فلا تهملوها, واحفظوا ماء الوجه وحافظوا على ثرواتكم الفكرية حتى تتطورا وتتقدموا, وان تقف ضد كل من يرغب في افتراسكم من الحيتان.. اللهم أني قد بلغت , وأن كنت على خطأ فيصححوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *