كلمة حرة

همسة عتاب: المدرسة الثانوية بلا “عتيد”

اصيب بالصدمة صبيحة الاثنين كل من وصل مدرسة “عتيد” الثانوية، في اليوم الاول من السنة الدراسية الجديدة، حين شاهد مبنى المدرسة وكأنه تعرض لقصف جوي قبل دقائق، لأن الغبار يتصاعد منه وقضبان الحديد البارزة من الردم، أشكالها مرعبة تتوعد عين كل من يدنو منها.

وتنتشر في كل مكان كثبان مواد البناء التي خلفتها الجرافة اثناء محاولة اعداد المكان وتنظيفه ليبدو بصورة لائقة قدر الامكان، فنجدها اخلت الاوساخ من مكان وكدستها في مكان آخر، فلا المادة تفنى بانتقالها من مكان الى آخر ولا الإهمال يمكن اخفاؤه حتى قبل بدء الدراسة.

اما من بالغ عاقل رصين وسط كل هؤلاء المسئولين ينظر الى ساعته ليكتشف ان الوقت غير مناسب لعمليات هدم كهذه قبل بدء العام الدراسي بيومين، ام ان الجميع ظن ان الهدم والبناء سيتم بمساعدة فانوس علاء الدين بين ليلة وضحاها!

المسئولية في قسطها الاكبر تقع على عاتق البلدية، وثم على ادارة شبكة “عتيد”، ولكن من المؤكد ان كل جانب تسلح بالمبررات “الضرورية” التي دفعته الى التنكر لكل ما هو منطقي.

من الواضح ان فكرة استبدال المبنى لم تأت بمبادرة من البلدية، لأنها ليست الجهة التي ستمول إقامة المبنى الجديد. ولكن ليت التوقيت الخاطئ يكون بثقل هذا الكم من الردم على ضمائر اصحاب القرار الذين غاصوا كعادتهم في سبات الكسل الصيفي، ثم استفاقوا مذعورين على رنين اول جرس من السنة الدراسية الجديدة، وكان اول ما فعلوه الانقضاض العشوائي كعادتهم على مبنى صاغر استجار بهم سنوات طويلة ليرمموه فتغافلوا عنه.

 الآن ساحة المدرسة اشبه بساحة معركة، عمليات هدم وغبار وضجيج جرافة تعبئ الردم على شاحنة وفوضى تتناثر في الفكر والمكان ومخاطر في كل جانب وعلى مسافة امتار من غرف التدريس حيث يحاول الطلاب جاهدين التركيز بما يقوله الاستاذ. وحين قدمت الصحافية الميكرفون للمدير ليطلق صرخة مدوية اكتفى بالقول: “لا تعليق”.

مع تحيات اختكم ام سامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *