أخبار الطيبة

كانت ابتدائية ثم ثانوية فأخرجوها الى التقاعد بالجرافات

بناية المدرسة الابتدائية “د” العريقة تحولت الى حطام وآثار لا يمكننا التعرف على ملامحها بعدما اعتدنا على وجودها كجزء من المشهد العام للطيبة، دخلت الجرافات وحولت المكان الى دمار شامل قبل انطلاق السنة الدراسية بايام قليلة.

هكذا يتصرفون مع من يحال الى التقاعد، فجأة لم تعد هذه البناية العريقة صالحة للاستخدام، ولكي يكون الجرح اعمق والالم اشد، انتظروا لحظة تستعد بقية المدارس لتستقبل زوراها بأحلى حلة لديها وبألوان زاهية، ثم جاءوا بجرافاتهم تنهشها وهي التي انجبت آلاف الابناء بقيت وحيدة تواجه مصيرها تستغيث وما من مغيث.

منذ مطلع الستينات عرفت بالمدرسة الابتدائية “د” وكان اول مدرائها المربي الراحل عبد اللطيف حبيب، ثم تعاقبت الاجيال والادارات، الى ان قرر احدهم انه لا حاجة بمدرسة ابتدائية في هذه البناية ولتنضم الى الثانوية التي كانت على امتار منها الى الغرب، دمجت المدرستان لتصبح ثانوية الطيبة ثم تحولت الى ثانوية “عتيد” الطيبة، ولم يطل الوقت طويلا فجاءت اعدادية “المجد” تزاحم على المكان المحصور، لنتابع في السنوات القادمة من سيزول ومن سيبقى.

اذا كان لا بد من التقاعد والموت في نفس اليوم، فعزاؤنا الوحيد ان في المكان ستشرئب بناية عصرية جميلة تليق بمكانة الطالب الطيباوي، ولنترك جانبا ذكرياتنا الشخصية مع هذه البناية التي بدأت تختفي عن اعيننا وستبقى في الذاكرة ما حيينا.

اما الطلاب غدا فسيتم توزيعهم على عدة غرف مثل القاعة الرياضية التي ستستوعب بعضا منهم وكذلك المختبرات وغرف الحواسيب وكل ما يمكن تحويله الى غرفة تدريس لن يهمل اطلاقا، الى حين الانتهاء من البناء.

وسواء استفسرنا لماذا الآن بالذات ام لم نستفسر فقد وقعت الواقعة ولا رجعة فيها، مع انه كان من الممكن استغلال العطلة الصيفية بكاملها للعمل بدل الغبار والجرافات واعمال الهدم والضجيج اثناء الدوام المدرسي لما في ذلك من مخاطر وتشويش.

هذه المجموعة من الصور التقطتها عدسة “الطيبة نت” ونضيف اليها صورا أخرى استعنا بها من صفحة “الطيبة بين الماضي والحاضر” على موقع الفيسبوك لتتذكروا مكانة هذه المدرسة في الماضي، ولعلكم تتعرفون على بعض الشخصيات التي تظهر في الصور القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *