كلمة حرة

في مدينتي العزيزة – شعر: عبد السلام حاج يحيى

كنت اتصفح موقع فيسبوك فعثرت على قصيدة اسم كاتبها هو عبد السلام حاج يحيى وهي قصيدة عن بلدي فجذبتني وقرأتها ورأيت انها تمثلني وتمثل اهل البلد والكلمات التي تتضمنها تسكن قلب كل واحد في هذا البلد وتمثل وضع البلد فأحببت ان اعرضها على موقعكم لتنشروها فمن المهم ان يقرأها الجميع. (سوسو عازم)

فِي مدينتِي العزيزة

(1)

فِي مدينتِي العزيزةِ ..
كُلّ بضعةِ أعوامٍ ..
يأتيكَ شخصٌ ويخطُبُ :
جِئتُكُم بديانةٍ جديدةٍ ..
فعليكم .. أن تتبعونِي
وحملتُ لَكُمْ سياسةً جديدةً
فمِن الواجِبِ أن تنتخبونِي
معِي الأموالُ .. وبحوزتِي السلطة
سأغيِّرُ مِن المدينةِ كثيرًا ..
وسأبنِي المساجِدَ والمدارِس
سأُقيمَ دولةً فِي المدينةِ ..
فمن حَقِّي وحقِّكُم .. أن تنتخبونِي
فِي مدينتِي .. لا يُفكّرونَ أبدًا
بل يُصدقّونَ أحشاءَ الكذبِ
ويؤمنونَ بدياناتِ الكلامِ ..
ويركضونَ معهُ خلفَ الجنونِ

(2)

فِي مدينتِي لِصٌّ بارِعٌ ..
يُكَنِّسُ شوارِعَها بكثرةِ الأموالِ ..
يُدنِّسُ عقولَ أهلِها بالأقوالِ ..
ويَعِدُ بيوتَها .. برسمِ الأعمالِ ..
فِي مدينتِي لِصٌّ بارِعٌ ..
يتنقَّلُ مِن بيتٍ إلى بيتٍ ..
يسرِقُ مِن غُرِفِهِ اللا شيء ..
لا يَسِرقُ اللصُ فِي مدينتي ..
بل يُبقِي مبالِغًا مِن المالِ
فالإنتخاباتُ على الأبوابِ ..
والآنَ .. يا سادتِي
أصبحنا ضمنَ الأحبابِ ..
وما عادَ هُناكَ مكانٌ بيننا..
للنقدِ والعتابِ
فلنرسم مدينتنا بريشةِ الجمالِ
الآنَ .. يا سادتِي
أصبَحتْ الشكوى مسموعة ..
وآراؤنا.. يا للعجبِ
صارتْ أيضًا .. مسموعة ..
أما الأخطاءُ فعندَ لِصِّنا ممنوعة ..
فبالأخطاءِ يَصيرُ فضيحةً مِن الرمالِ
وبعدَ أنَ نُقَدّسَ لِصَّنا البارِعَ ..
ننتظِرُهُ أمامَ بابِ المجلسِ
لإتمامِ .. ما كُتِبَ فِي الإتفاقيّةِ
لكنَّ لِصَّنا البارِعَ الناجِحَ المُنتخبَ ..
فِي الداخِلِ .. يَعُدُّ ويجمَعُ كُلَّ الأموالِ
إنَّ لِصَّنا البارِعَ لَن يَخرُجَ يا سادة
اعتزلَ اللصوصيّةَ .. والنصبَ
وسيبدأ نِظامًا جديدًا ..
سيبدأ نظامَ الصمتِ
أو دعوني أسميه نظام التمثالِ

(3)

تَعيشُ مدينتِي الغالية ..
ظاهرةَ الأحزابِ .. والجمعيّاتِ
ففِي ذكرى يومِ الأرضِ ..
يخرجونَ مُنتشرينَ .. مُفَرَّقينَ
مجموعاتٍ .. مجموعاتِ
وفِي الأعيادِ ..
يَخرجُ حُزبٌ مِن الحِيِّ الشرقِيِّ
ليجمَعَ المشاركة هُناكَ ..
بينما الحزب الآخر ..
يَخرُجُ مِن الجهةِ الأخرى
وهناكَ أيضًا حِزبٌ ثالثٌ
وحزبٌ رابعٌ وخامسٌ وعاشرٌ
فِي مدينتِي العزيزةِ الغالية ..
يعشقونَ نظامَ الجِهاتِ
وفي قضايا القتلِ والسرقةِ
والنصبِ والقضايا الوطنيَّةِ
لِكُلِّ حِزبٍ .. آراؤهُ ..
ولِكُلِّ حِزبٍ .. أقوالُهُ ..
لكنَّهم أذكياء جِدًّا ..
يحتشدونَ سواسيةً أحبابًا
فِي المسيرةِ وفي المظاهراتِ
يا لمدينتِي العزيزةِ ..
كَمْ تَكرهُ الوحدةَ ..
وكَم تَعشَقُ الأحزابَ ..
والمظاهراتِ والمجموعاتِ ..

(4)

فِي مدينتِي العزيزة ..
سيرفضونَ قصيدتِي العاريةَ
لأنّها لا تَلبُسُ أزياءً عصريّة
ولا تلبُسُ أقنعةً أو ماكياجًا
ولأنني لستُ شاعرًا مشهورا
فِي مدينتِي العزيزة ..
سيرفضون قصيدتِي العاريةَ
لأنّها لا تهوى التمييزَ والتفريقَ
ولا تعترِفُ بالعصبيّةِ القبليّةِ
ولأنّها ترفُضُ الزيفَ .. والزورا
فقد اعتادوا على نَهجِ التقاليدِ ..
فِي أقوالِهِم .. في أعمالِهِم ..
في اختياراتِهم .. في مواقِفِهم
وحتّى عندما.. يَزورونَ القبورا
فِي مدينتِي العزيزةِ الغاليةِ
إذا تحدَّثتُ لُغةَ الحقِّ سأُنحَرُ
وإذا قُلتُ كلمةَ الحقِّ سأُقتَلُ
فكيفَ إذن سيبنونَ لقصيدتِي
فِي مدينتِي القصورا ؟
كيفَ سيستقبلونَ فِي مدينتِي
ما تقصُدُهُ قصيدتِي العارية ..
وكيفَ ستكونُ لَهُم سورا ؟
كيفَ سيُشرِّحونَ قصيدتِي
لِيدركوا .. ما تحتويها ؟
والطِبُّ صارَ فِي مدينتِي
أن نتَّبِعَ السنينَ والعصورا ؟
كيفَ سيعترفونَ بقصيدتِي
أو كيفَ سيحترمونَ قراءتها ؟
والقراءَةُ أصبَحتْ فِي مدينتِي
عذابًا .. وهلاكًا .. وثبورا ؟
فِي مدينتِي العزيزةِ ..
اخترعوا قانونًا جديدًا يحثُّ
على حرقِ مَن يكتبُ حرفًا
وضربِ مَن يرسُمُ شِعرًا
وعلى نحرِ مَن يُنظِّمُ الشطورا

‫3 تعليقات

  1. i3ne sho bdna nkol akthar mn enk kodwe lkol albld wenk mostkblha ya 3bd welle katbo fe3ln jwat kol wa7ad belbld abd3t mtl ma abd3t bksedt e7mad 6ebe wksedt flsten kabelha ^_^ allah y5lek lhalbld wtdallak rafe3 rasna fook

  2. Soso 3aziiiim ya 7ube enty :** daiman bde eyake heek shadde 7alek w 3bd haj yehia ana kteeer mabsota mn klematak whee kteer klimat mobde3a :DDDD !
    SOSO bmoot fekee ana :** wala b3sha2ek :** Mn yoshtek :P

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *