كلمة حرة

عالماشي: “طيبة المواهب” – حامض على حلو

اسدل الستار على مسابقة “طيبة المواهب” المستلهمة من مسابقة مشابهة تابعناها واستمتعنا بها على قناة ام بي سي، فحملت مسابقة الطيبة تسمية انجليزية مشابهة Taybe`s Got Talent وحملت ذات الرموز والألوان لتوحي للجميع بأنها جاءت امتدادا لتلك المسابقة الشهيرة…

انها اول مسابقة من هذا القبيل وبهذا الحجم وهذه المشاركة وهذا الاهتمام الواسع تجرى في الطيبة. يشكر عليها اعضاء مجلس الطلاب الثانويين البلدي قبل أي طرف آخر لأنهم اصحاب الفكرة والمبادرة والجهد الجهيد والتضحية لإنجاح هذه الفعالية. حتى ان بعضا من هؤلاء الشباب المتحمسين أرجأوا مواعيد امتحاناتهم للبجروت الى مواعيد الاعادة ليتفرغوا لإنجاح هذه الفعالية، افلا يستحقون منا انحناءة طفيفة.

طوبى لهؤلاء الصغار الذي لقنوا الكبار درسا في الحماسة والحرص والتنظيم والاصرار، طوبى لهم لأنهم غامروا بكل شيء وتخطوا كل المطبات التي كان ينصبها لهم الكبار بقصد وعن غير قصد.

تعبوا وتوتروا، يئسوا وأحبطوا، تفاءلوا فنهضوا وكانت البداية بعمامة الرهبة، سرعان ما خطفتها دوامة وتقاذفتها زوابع ولاطمتها عواصف الى ان دخلت فوهة اعصار فأطلقها كالصاروخ الى الاعلى لتلامس النجاح وتزرع للطيبة بعض النجوم تنير ظلمة ليلها الثقافي الحالك.

تحمسوا وصرخوا وصفقوا وحملوا اللافتات ونادوا بأسماء وشجعوا اسماء، أعين ادمعت واخرى لمعت، تدافع الناس عند الابواب وتزاحم آخرون على المقاعد. جلس الضيوف في واجهة المشهد كعادتهم طمعا بشيء من كعكة المجد. صدحت الانغام وتعالت صيحات الاعجاب، وهيج الكاميرات لا ينقطع والحر يقتل الاناقة بسيل من العرق.

حماسة وقلق، تعثر وخيبة حتى جاءت النتائج. جاءت ككل النتائج ترضي القليل وتغضب الكثير. اول نتيجة كانت ذبول نظرات وانتصاب قامات، هنا خيبة امل تجاور بمقعدها اعتزازا وفرحا.

سكت كل شيء، تلاشى الضجيج في المدى حتى هدأ، غادر الجميع وبقي هؤلاء الطلاب في القاعة فاستكان النجاح بينهم كعضو جديد للمجموعة. هذا هو الحلو في هذه التجربة.

ما بقي لنا نحن الطيباويون هو فاتحة تقليد او كسر طوق او اعتلاء قمة، المهم اننا خرجنا عن الروتين، وعدنا الى مفردات منسية في معجمنا، كفعالية ثقافية او امسية فنية او حفل موسيقي. هي تعابير لا يهنأ بها سوى من تخلص من شوائب الجريمة وشوائب الضغينة وشوائب الحقد والكراهية.

رغم ما في هذه المبادرة من نقاء، حاول البعض التعامل مع الحدث بعين التاجر ووسائله، وحاول آخر ركوب الموجة في اللحظة الاخيرة سعيا لتصدر المشهد، وسعى آخر الى تكديس النقاط على حساب جهد الآخرين فوزع الابتسامات يمينا ويسارا وكأنه نجم الحفل الاول.

إذا كان هذا حرصا ورعاية للثقافة فها هي الساحة وها هو الميدان في انتظار من كانوا يتدافعون بالأمس لسرقة قطعة من هذا النجاح. الآن هل من متحمس بماله لتنظيم ولو حلقة للدراويش؟ او حتى امسية للزغاريد قليلة التكلفة؟ أم ان الجميع يتزاحم حين تشعل الاضواء ليتوسط الصورة ؟

مع تحيات اخوكم ابو الزوز

‫3 تعليقات

  1. مع احترامي للجميع، هذا كله تقليد أعمى. ماذا سيفيدنا ان تقدمت الطيبة في مجال الغناء والرقص؟ أهذا ما ينقصنا؟ لننظر حولنا جيدا، الراقصات والمغنين تجدهم في كل زاوية وهم للأسف اصبحوا قدوة لأولادنا وشبابنا الذين في مثل هذا البرنامج اذا نظرنا الى “مواهبهم” التي عرضت نرى انه لم يأتي احدهم بجديد، جميعهم دون استثناء قدم موهبة التي هي ليست موهبة اذا اردنا ان نرجع الى تعريف الكلمة.. ليتسابق المتسابقون ليس بهذا..

    1. اصدقك القول وانا احد مؤيديك بما قلت وكل الاحترام لك والى ابو الزوز اقزل بما انك كتبت هذا المقال فكان الواجب منك ان تكتب اسماء المتطفلين من وراء هذا الحدث وعدم كتابتك لاسماءهم فهذه هي مشكلتنا ليس لدينا الجراة والقوة لنقف بوجه الظالم ونقول له بوجهه انت ظالموهذا هو اجد الاسباب لما الت اليه مدينة الطيبة بشكل خاص والامة العربية بشكل عام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *