كلمة حرة

دفاعاً عن شبابنا وعن مستقبلنا نرفض الخدمة “المدنية”

بقلم: ساجد حاج يحيى –  هل هناك حاجة لفرض التطوع علينا لكي نتطوع من أجل مجتمعنا وبلدنا؟ طبعاً لا! نشهد مؤخراً نهضة تطوعية مشرّفة في مجتمعنا دون أن يندرج هذا ضمن مخططات مشبوهة.

هل التطوع الذي نقوم به بجمعية “تشرين” مفروض علينا؟ أو كنا بحاجة لفرضه علينا لنقوم به؟ طبعاً لا! نقوم ونبادر إلى العديد من المشاريع من أجل مجتمعنا ان كان بتنظيم المشاريع الثقافية والمشاريع التطوعية والندوات التثقيفية ويشارك شبابنا في العديد من المشاريع التطوعية. هل نحن بحاجة لمشروع خدمة “مدنية” مشبوه لنقوم بكل هذا؟ طبعاً لا! وهل مجموعات اخرى في الطيبة، وعلى سبيل المثال، مجموعة “الطيبة معاً” أو الجمعية “المحمدية” او الاحزاب مثل التجمع والجبهة أو الحركة الاسلامية بحاجة للخدمة المدنية ليقوموا بالعديد من المشاريع التطوعية؟ طبعاً لا! مجموعات ومؤسسات تطوعية مشابهة موجودة في معظم البلدات العربية.

هل هنالك مساواة في الحقوق كي يفرض علينا قانون “مساواة في العبء”؟ طبعاً لا! هل هنالك مساواة في توسيع مسطحات البناء للبلدات العربية، أو ميزانيات السلطات المحلية، أو مساواة في التشغيل ومشاريع البنية التحيتة او الميزانيات في التعليم والثقافة وغيرها؟ … هل يُعترف بنا اصلاً كمواطنين متساوين مع اليهود. طبعاً لا! هل هنالك تمثيل لقوميتنا ولثقافتنا ولتاريخنا ولديننا في رموز الدولة في حين تُعَرّف كدولة يهودية أو في نشيدها الوطني أو في تسمية مؤسساتها الرسمية (وحديثاً حتى في بلداتنا العربية مثل تسمية إيلان رامون على مركز الفضاء في الطيبة)؟ طبعاً لا! اذاً، كيف يُطلب منا ان “نتقاسم بالعبء” بفرض واجبات مشبوهة اضافية على ابنائنا وبناتنا؟!

انصار الخدمة المدنية يتمسكون بالإدعاء بأنّ “ما المانع بأن يخدم أبناؤنا وبناتنا مجتمعهم وأن يتطوعوا بالمراكز الجماهيرية والمؤسسات الرسمية؟” .. بالاضافة الى كوننا اليوم نقوم بذلك بدون املاءات مشبوهة، اين هي المؤسسات الرسمية والمراكز الثقافية والجماهيرية للتطوع فيها؟ في الطيبة لا يوجد حتى منصة واحدة تصلح (أو بالإمكان!) استخدامها لاقامة النشاطات الثقافية! في الناصرة تم نقل المؤسسات الرسمية مثل مؤسسة التأمين الوطني وغيرها الى “الجارة” نتسيرت عيليت! في الطيبة لا يوجد حتى مبنى للبلدية يساهم بتقديم الخدمات بشكل مناسب للمواطن الطيباوي. اين هي هذه المؤسسات والمراكز؟ أين هي المستشفيات والجامعات في بلداتنا العربية؟ مئات البلدات اليهودية تقام على الاراضي المصادرة من العرب مثل “جارتنا” تسور يتسحاك (الاستعلائية والقبيحة برأيي) بينما ومنذ قيام دولة اسرائيل لم تُـقم ولو حتى بلدة عربية واحدة.  اليس من الأجدر بالمؤسسة الاسرائيلية والحكومة والوزارات العمل على تطوير وبناء البلدات العربية وبناء المراكز والمرافق قبل الحديث المضحك عن “المساواة بالعبء”؟

هل يعتقد أي شخص يمتلك العقل والتفكير المنطقي بأن ليبرمان والائتلاف اليميني العنصري المتطرف يعمل من أجل ولصالح مجتمعنا العربي الفلسطيني في بذل الجهود نحو المصادقة على قانون “تقاسم العبء” وفرض الخدمة “المدنية” على شبابنا؟ طبعاً لا!

هل بالإمكان الثقة بأن الخدمة “المدنية” جاءت حقاً لتخدم مجتمعنا ومن أجل تطوّره وتقدّمه خاصةً انه تم طبخها في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية؟ طبعاً لا! هل وبعد التجربة الفاشلة بجهاز التعليم الذي يشكـل ذراعاً سلطوياً لتمرير سياسة التجهيل والعدمية القومية بامكاننا القبول بفرض خدمة “مدنية” علينا من قبل اجهزة الأمن والاذرع السلطوية المختلفة والايمان بأن هذا لصالح ابنائنا وبناتنا؟ طبعاً لا!

هل الخدمة “المدنية” تأتي لتشويه هويتنا وثقافتنا وانتمائنا الوطني الفلسطيني ؟ طبعاً نعم.

هل ستساهم الخدمة “المدنية” بالمزيد من الفقر والبطالة وازدياد سوء الاوضاع الاقتصادية (كون المتطوعين/ات سيبدّلون العاملين والعاملات بأماكن العمل وبأجور لا تُذكر)؟ طبعاً نعم.

هل الخدمة “المدنية” ستساهم بتفاقم الاوضاع الاجتماعية الصعبة والعنف والاجرام كونها تساهم بتكريس الاغتراب والتنكـر لانتمائنا الفلسطيني؟ طبعاً نعم.

نفتخر بكوننا نبادر، ونبني، ونقود بأنفسنا المشاريع التطوعية لصالح مجتمعنا وبلدنا، حتى بمواردنا المحدودة وبظروفنا الصعبة، لما يتلاءم مع هاجسنا الثقافي ومن خلال وعينا لخصوصيات روايتنا وتاريخنا ونؤمن بأن التطوّع هو قيمة إنسانية نبيلة من شأنه أن يعزز من انتمائنا الوطني والإنساني الذي يساهم حقاً بتطوّر مجتمعنا وبتقدّمة، لذلك نرفض بأن يُفرض علينا ضمن خدعة ومخطط سلطوي لا يريد مصلحتنا مهما تم تغليفه بغلاف يبدو ساذجا وبريئا.

  • ساجد حاج يحيى – مؤسس ورئيس جمعية “تشرين” التطوعية لاحياء الثقافة في الطيبة.
    يتطوع في جمعية “تشرين” العديد من ابناء وبنات الطيبة والمنطقة المجاورة من أجل ولصالح البلد والمجتمع بدون أي قوانين وإملاءات مشبوهة تفرض ذلك عليهم/ن.

تعليق واحد

  1. لا للخدمة الوطنية .. ابدا ابداااااااااا !!!!!
    لن نخضع لهذا الواقع الساذخ :)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *