أخبار الطيبة

الدولة تعتبر الطيبة مثل بلدة سفيون وكفار شمرياهو

من الامور المضحكة التي ظهرت في وسائل الاعلام العبرية هذه الايام لائحة بأسماء البلدات العربية واليهودية في البلاد كل حسب ما تتلقاه من استثمارات حكومية نسبة الى عدد سكانها.

ويلاحظ من هذه اللائحة (رابط مرفق ادناه) ان البلدات التي تحظى بأكبر قدر من الاستثمارات الحكومية للفرد الواحد، عادة هي المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، وعلى رأسها في هذا المؤشر هي المستوطنات التي يطلق عليها مجموعة “جبل الخليل”. وفيها يبلغ معدل الاستثمار الحكومي في الفرد الواحد منها خلال السنة الواحدة 10.619 شيقل.

وهذا يشمل ما تقدمه الدولة من خدمات صحية وتعليمية وإقامة منشآت وبنى تحتية وغيرها في هذه البلدات. وعادة تقدم الحكومة المبالغ الاكبر للبلدات التي تعاني من شح الموارد الاقتصادية، وليس لديها امكانية الاعتماد على موارد خاصة، وبالطبع تندرج المستوطنات في قمة هذه اللائحة لأنها مجتمعات استهلاكية غير انتاجية والهدف من اقامتها ايديولوجي صرف وليس بدافع التكاثر السكاني.

اما البلدات التي لديها موارد مالية خاصة بها فهي تتلقى مبالغ اقل من الاستثمارات الحكومية للفرد الواحد من سكانها. وموارد هذه البلدات التي تعتمد على الاكتفاء الذاتي تكون عادة نسبة مرتفعة في جباية ضريبة الاملاك (الارنونا) وجباية رسوم المواقف العامة للسيارات التي تكون مرفقة ايضاً بغرامات مالية لمخالفين من السائقين، وغيرها من الموارد التي تعتمد عليها مثل هذه البلدات. ولهذا فهي تتلقى حصصا اقل من غيرها للفرد الواحد من سكانها.

وقد نشر الموقع المتخصص بالشؤون الاقتصادية “كالكاليست” لائحة تتضمن ترتيب البلدات حسب المبلغ الذي تستثمره الدولة في الفرد الواحد في كل بلدة وبلدة في اسرائيل. واللائحة تبدأ بأكبر استثمار وتنتهي بأقل استثمار للفرد الواحد من ميزانية الدولة.

وإذا كان من الطبيعي ان نجد في قمة اللائحة البلدات الاكثر احتياجا لمثل هذه الاستثمارات، فمن الطبيعي ايضاً ان نرى في ذيل هذه اللائحة بلدات تتمتع برخاء اقتصادي وهي ليست بحاجة لاستثمارات من الدولة لأنها تعتمد بالأساس على مواردها الخاصة اضافة الى ان مثل هذه البلدات اكتملت لديها كافة البنى التحتية الضرورية ولم تعد تحتاج الى ميزانيات كهذه.

والمضحك المبكي في الامر ان الطيبة تصطف الى جانب بلدات مثل كفار شمرياهو وسفيون، وهي في ذيل اللائحة أي ان الطيبة تعيش في رخاء مماثل لرخاء بلدة سفيون وبلدة كفار شمرياهو، وهما اغنى بلدتين في اسرائيل ولا تحتاج لأي استثمارات من الدولة. والمرتبة التي تحتلها الطيبة هي 249 من اصل 253 في اللائحة. أي ان من يطلع على اللائحة يحسد الطيبة على رخائها الافتراضي.

في الحقيقة هذا يدل فقط على التمييز الصارخ في المبالغ التي تستثمرها الدولة من اجل المواطن الطيباوي على وجه الخصوص والعربي بشكل عام في البلاد. لأن السلطات تحرم الطيبة (وليس فقط الطيبة) من الاستثمارات ليس لأن الطيبة لا تحتاج لهذه المبالغ، وإنما لأن السياسة الرسمية تعتمد التمييز في معظم مناحي الحياة بما فيها الاستثمارات المستحقة.

ولو نظرنا الى كمية الاستثمار الحكومي في الفرد الواحد من الطيبة سنويا من ميزانية الدولة فهو يبلغ 792 شيقل، بينما تبلغ قيمة الاستثمارات الحكومية للفرد الواحد من المستوطنات اكثر من 10 آلاف شيقل.

انقر هنا لمتابعة تفاصيل اللائحة التي نشرها موقع “كالكاليست”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *