أخبار الطيبة

ظاهرة التسمم الغذائي في الاعراس مصدر قلق للجميع

اكرام الضيف عادة عربية وشعبة ايمانية وخصلة حميدة اتسم بها اهالي بلدنا لاسيما اثناء المناسبات السعيدة كالأعراس حين يكرم الضيف خلالها بوجبة تكون افضل ما اختاره اصحاب الفرح.

الدكتور عمر مصاروة

انها عاده شعبية متأصلة فينا ورثناها عن الاباء والأجداد حتى اصبحت جزءاً من مقوماتنا الاخلاقية وتراثنا الثقافي، ولكن لا يخلو الامر من منغصات بعد هذه الأفراح مثل ظاهرة التسمم الغذائي الذي قد ينجم نتيجة تناول طعام قد يكون ملوثا بالجراثيم وخاصة تلك الأطعمة المكشوفة أو المحفوظة في أوعية ملوثة وتستخدم في اعدادها ادوات طبخ ملوثة أو أدوات تقديم الطعام أو الشراب لا تكون على قدر من النظافة. في هذا السياق يمكن التنبيه بكثرة الذباب والصراصير خاصة خلال فصل الصيف وهي من أشهر عوامل نقل العدوى واتلاف الأطعمة وبالتالي حدوث التسمم الغذائي.

عن هذا الموضوع التقينا طبيب العائلة الدكتور عمر مصاروة – مدير عيادة صندوق المرضى “كلاليت الشمالية” ليحدثنا عن هذا الموضوع فقال: كطبيب عام تأتيني حالات يومية من الاصابة بالإسهال وارتفاع درجة حرارة الجسم وعند فحص المصاب كثيرا ما اكتشف انه مصاب بتسمم غذائي وعند الاستفسار عما تناوله من طعام مساء الامس مثلا، يقول “طبيخ  عرس”.

وتابع الدكتور مصاروة فقال: التسمم  الغذائي يعتبر حالة مفاجئة قد  تصيب شخصا أو أشخاصا بأعراض مرضية متشابهة، مثل المغص والتقيؤ والإسهال وارتفاع درجة حرارة الجسم في مدة تتراوح بين ساعة الى ثلاثة ايام. هذه الاصابة تعود الى تناول طعام ملوث بأنواع من الجراثيم، سبب ذلك في اغلب الاحيان عدم الاهتمام بنظافة مكان اعداد الطعام وشبكة الصرف الصحي في المكان كذلك ثقافة صحية متدنية لدى القائمين على هذه الامور وفقرهم للمعلومات السليمة بخصوص التسمم الغذائي ومدى تأثير النظافة البدنية على جودة وسلامة الطعام. لا تنازل في هذه الامور لأن العواقب تأتي وخيمة في كل ما يتعلق بالأطعمة التي تقدم في الاماكن العامة كقاعات الافراح، فغسل اليدين جيداً عند الخروج من المرحاض امر في غاية الاهمية ولا يجوز لمن له علاقة بالاطعمة ان يتهادن في عاداته الشخصية من النظافة. كذلك ترك الأطعمة مكشوفة أو معرضة للحشرات أو للجو الحار الملوث لفترات طويلة أو عدم  استعمال القفازات عند لمس الأطعمة أو عدم التخلص من الأطعمة القديمة يوميا أو خلط الأطعمة القديمة مع الطازجة، كل هذه حالات تلوث الطعام فيصبح حاملا لمسببات التسمم.

وواصل د عمر مصاروة حديثه قائلا: في وسطنا العربي تكثر الافراح والمناسبات في هذه الفترة بالذات خاصة واننا على اعتاب  عطلة الصيف ومن المتبع في الاعراس اطعام الضيوف وهنا لا اتحدث عن نوع معين من الطعام، انما قد يشمل التسمم الذي نتحدث عنه انواعا كثيرة من الاطعمة. واخص بالذكر اللحوم، سواء اللحم المشوي أو اللحم المطحون، كذلك اللحوم المطهية على انواعها مع مواد اخرى والتي تترك في الاواني. إذ انها تطهى في وقت مبكر حتى يتسنى للطباخ إعداد الوجبات لأكثر من 200 مدعوا، ولهذا فهو مضطر ليبدأ تحضير الطعام قبل بداية الفرح بساعات طويلة. لا شك ان أعداد الطعام في وقت مبكر وتركه لمدة اكثر من عشر ساعات في اماكن مكشوفة، يمهد السبيل امام الجراثيم ويسهل من عملية تكاثر البكتيريا وتلف الطعام مما يؤدي في النهاية الى حالات التسمم الغذائي التي تصل الى الطبيب في صبيحة اليوم التالي.

وعن الفترة التي يستغرقها الطعام التالف حتى تظهر عوارض التسمم الغذائي على المصاب، قال د. عمر مصاروة: تظهر عوارض الإصابة بالتسمم الغذائي بعد مرور من 5 الى 6 ساعات. والمصاب عادة يهرع الى عيادة الطبيب غداة العرس باكرا حيث يتم ادخاله غرفة الطوارئ ويبقى فيها من ساعتين الى ثلاث ساعات لأن علاج هذه الحالة يتطلب تعويض المصاب بما فقده من سوائل في حال تعرض للإسهال والتقيؤ ،  ولذا نمده بالسوائل والاملاح الضرورية للجسم ونخفف عنه ألم مغص البطن وإذا تبين ان الحالة مستعصية على العلاج التقليدي فإننا نوجه المصاب الى المستشفى.

وردا على استفسارنا أي الجنسين اكثر ترددا على العيادة بعد الاصابة بالتسمم الغذائي هل هم الذكور ام الاناث؟ وهل هم الصغار ام الكبار؟ قال الدكتور عمر مصاروة: غالبية المصابين بالتسمم الغذائي هم من الذكور لان الرجال يأكلون أكثر في الاعراس، وهذا شيء معروف وهو على عكس تصور البعض بأن الاناث يأكلن اكثر من الرجال. وبالنسبة للجيل فغالبية المصابين من الكبار والسبب ان مواعيد حفلات الاعراس تكون في المساء ومعظم المدعوين هم من الكبار بالإضافة الى انه من الطبيعي جدا ان لا يتناول الاطفال في ساعات المساء المتأخرة اللحوم او الطبيخ لأن معظم ما يتناولونه يكون عادة من الحلويات والمقبلات.

وعما اذا كانت هذه الاصابات معدية علق الدكتور عمر مصاروة بالقول: يسبب التسمم حالات عدوى وقد تنتقل العدوى من شخص لعدة اشخاص فهي جراثيم معدية تنتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم عن طريق وسائط ناقلة، ويكون الماء والطعام والغبار والحشرات والأدوات والأيدي الملوثة بالجراثيم هي من أهمّ هذه الوسائط الناقلة.

ولخص الدكتور عمر مصاروة العوامل الأهم المؤدية الى حدوث التسمم الغذائي:
• ترك الطعام لفترة طويلة في جو الغرفة قبل أكله.
• تلوث الطعام بطعام آخر فاسد.
• عدم طهي الطعام جيّداً.
• التسخين أو التبريد غير الكافيين.
• تلوث الطعام بأدوات ملوثة.
* تلوث أماكن وأسطح تحضير الطعام المستخدمة لتجهيز اللحوم.

وفي نهاية اللقاء مع الدكتور عمر مصاروة – مدير صندوق المرضى العام “كلاليت  الشمالية” في الطيبة، طلبنا منه اسداء النصيحة للمواطنين لتجنب هذه الاصابات فقال: من الممكن الحد من هذه الظاهرة عن طريق مراقبة أماكن تحضير الأطعمة، والفحص الدوري للأشخاص ذوي العلاقة بتحضير الطعام وكذلك درجة وعي العاملين في محلات إعداد الطعام، ولدى الجمهور المستهلك لهذه الأطعمة.

لذلك يترتب على محلات إعداد الطعام القدر الأكبر من المسؤولية تجاه المستهلك، إذ عليهم شراء اللحوم من أماكن معتمدة، وذات خبرة في حفظ الأغذية، وكذلك يتوجب على هذه المحلات توفير المعدات اللازمة لحفظ اللحوم خاصة والأنواع الأخرى من الأطعمة على وجه العموم.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *