كلمة حرة

حمية وطن اسمها: الانقراض

حمية وطن ! لكن الذين سيجربون الحمية الجديدة ويعيشون عليها، سيموتون عندما تنتهي الحمية  حمية وطن ؟! نعم، لكننا نحن لا نموت .. وإنما يموت الوطن فينا.

نحن بخير … طمنونا عنكم !

* من إذاعة صوت اسرائيل .. نهدي سلامنا إلى جميع الأهل والأصدقاء في مخيم عين الحلوة ومخيم الدهيشه ، ومخيم الوحدات وجباليا وعايدة وقلنديا .. وكل البقية. نهدي سلامنا إليهم .. وإلى أبنائهم .. وأحفادهم .. الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم وإلى جميع الذين ولدوا “هناك” .. ولا يعرفون عن “هنا” سوى أنه كان مرة .. وانتهى.

** رسوم التسجيل للمخيم: 500 شيكل للولد الأول، 450 للثاني، و400 للثالث.

** فترة المخيم ليسن فقط في الصيف .. والتسجيل لمدى الحياة .

ونخبركم أن شوشو صارت سنة ثانية في الجامعة وراح تخطب ان شاء الله عن قريب .. وركبت أظافر “בנייה”.. وصبغت شعرها “باسيم” .. وطلع كثير حلو والحمد لله. وهي تهدي سلامها لبنت عم أبيها في مخيم بلاطة مع أنها لا تعرفها وتقول لها أنها بخير والحمد لله.

رلى وحنان وجورج وباسل ورامي سيتخرجون قريبا من جامعة ماكدونالدز.. ( وهي جامعة عريقة ، سميت هكذا على اسم وزير المستعمرات البريطانية مالكولم ماكدونالد الذي قدم الكتاب الأبيض عام 1939 ) وهم جميعا – بما فيهم السيد ماكدونالد – لا يعرفونكم ولم يسمعوا بكم .. ويرسلون لكم سلامهم .. ونخبركم أن أوضاعنا جيدة جدا .. والحياة هون مليحة كثير .. والبلاد صارت مرتبة ونظيفة .. والشوارع واسعة وعليها رامزورات .. وعندنا قوانين سير نحافظ عليها عندما نذهب إلى حيفا وتل أبيب .. وننساها داخل بلدنا نحن .. وعندنا أيضا حاويات قمامة نستعملها عندما نذهب إلى حيفا وتل أبيب .. وأيضا ننساها داخل بلدنا نحن .. يعني تقريبا نتمتع بأوتونوميا ، حكم ذاتي !

الحمد لله .. نحن بخير والبلاد بخير .. ولا ينقصنا غير وجودكم معنا!

* من إذاعة صوت اسرائيل .. نهدي سلامنا إلى جميع الذين يحتفظون بالمفاتيح، معلقة في رقابهم، أو سوفينيرا (تذكارا) على جدران بيوتهم، أو وهما في أحلامهم .. ونخبركم أن ليلى تزوجت وجابت صبي مثل القمر .. كنا بدنا نسميه صالح على اسم جدي الذي مات في 11.12.1948 – يوم صدور قرار حق العودة ! (من الفرحة .. أصابته الجلطة ومات) .. بس صارت مشكلة كبيرة .. وليلى ما رضيت لأنه اسم قديم ومش مودرن .. وراح يسبب عقدة للولد لما يكبر ، بين اصحابه وفي المدرسة .. وبصراحة معها حق .

المهم تشارلي صحته مليحة وصار عمره سنة .. وبيروح عالجان .. وقريبا راح يصير عنده أخت صغيرة وراح نسميها لارين.. طمنونا عنكم.

ونخبركم أن فادي كبر وصار شاب اسم الله عليه.. طول وعرض .. وقد أنهى تعليمه في الجامعة وبحث عن عمل ولكن عالفاضي. وهو اليوم يقسم وقته بالتساوي بين محل الأراجيل ومحل البلياردو.. المسكين بيتعب كثير وبالكاد منشوفه.. وخوفا عليه قررنا نخطب له.

وأبو فادي أنهى عمار الدار .. ولم يبق إلا العروس .. أرسلوا لنا صور بناتكم ..يمكن يصير نصيب!

لا تقلقوا علينا .. أوضاعنا بشكل عام جيدة .. عندنا بيت 4 غرف ومشكنتا وسيارة نصف عمر .. ومعاش ثابت وبينسيا .

حارتنا تغيرت، ونصف الجيران انتقلوا للسكن في الحارة التحتا (التي تقع تحت خط الفقر ).. نحن والحمد لله لا زلنا فوق الخط بقليل .. (ولكن الله أعلم .. ربما يغيرون مكان الخط ..) وبفضل التأمين الوطني و”هاشلامات ساخار” (التي لم نحصل عليها ولا مرة ولكننا نسمع بها) يمكننا أغلب الأيام أن نشتري بفلا عليت لنأكلها مع النسكافيه في الصباح .. ويبقى معنا ما يكفي لنذهب آخر السنة مشوار “على الضيق” خارج البلاد.

ونخبركم أننا غيرنا قليلا من أسماء البلدان والشوارع .. نحن غيرنا .. أو هم غيروا لنا .. مش مهم. المجيدل مثلا صار اسمها مجدال هاعيمك. بيسان صار اسمها بيت شان.

وقد حاولنا أن نتصل بفيروز ونطلب منها أن تغير الأغنية لكي تتماشى مع الوضع الجديد .. لكن كاتب الكلمات مات .. ونسي المفتاح عند الحداد .. والحداد بدو البيضة .. والبيضة عند الجاجة .. والجاجة بدها القمحة.

قبل يومين .. ولكن هذا موضوع آخر (!) – سخنين غلبت ملبّس .. حدا بسمّي بلده ملبّس ؟! أصلا الملبس نفسه توقف إنتاجه من زمان .. واستبدلناه بالمارشملو والطوفي.

وهكذا .. بعد إعادة تفكير، ولكي نواسي أنفسنا .. اقتنعنا رغما عنا أن اسم بيتاح تكفا مناسب أكثر ! شارع الملوك في حيفا .. صار اسمه رحوف هاعتسمأوت .. صحيح أنه لا يوجد فرق بين الاسمين .. ولكن لأننا حساسون زيادة عن اللزوم ترجمنا الاسم للعربي .. شارع الاستقلال (!!) ونخبركم أننا عم نشتغل مع اولاد عمنا على تطوير السينما والتلفزيون المحلي .. وصار عندنا برامج خاصة “شغل عرب” (!) وبالعربي في عاروتس 2 وان شاء الله منها للأكبر .. ادعوا لنا.

احتفلنا بجميع المناسبات التي يجب أن نحتفل بها .. وقمنا بإحياء كل الأيام التي يجب أن نحييها.. ذكرى النكبة وقرار التقسيم والفالنتاين وانتخابات المجلس المحلي .. وانتخابات المجلس المحلي ثاني مرة .. وثالث مرة .. وتعيين لجنة خارجية .. ومسابقة أجمل بشرة .. وأجمل عيون .. وأجمل مؤخرة (!) للعام!

ونقوم حاليا بالتنظيم لمهرجان هدم البيوت في وادي عارة .. ونخبركم أن الأرض تم بيع قسم كبير منها .. والذي بقي صادرته الدولة ليكون محميات طبيعية .. ولكن الحمد لله .. عندنا شقق وعلب وأسفاط سكنية .. وشيكونات .. وقسائم أراضي (لكنها ليست من قسمتنا) .. ولا تزال هناك إمكانية لبناء كمان طابق فوق دارنا .. والحال مستورة.

* حيفا تسلم عليكم .. وتخبركم أنها صارت مدينة متطورة .. وفيها كنيونات وملاهي .. وأهم شيء جادة بن غوريون الثقافية .. دوزان وفتوش والباك دور وجميع المقاهي والפאבים .. والسلطة اليونانية بأنواعها .. تهدي سلامها لكم .. الحليصة ووادي النسناس؟! .. لا تسألوا .

تقول الحكاية .. أن حيفا كان عندها بنت وابن .. لا أجمل .. ولا أذكى ! وكان يملأن الدنيا ضحكا .. ولعبا .. وضجيجا .. وكانت حيفا الأم تحبهما جدا .. وتحفظهما بعيونها .. وتحكي لهما قصصا قبل النوم .. لكنها ذات ليلة نسيت أن تغلق باب البيت بالمفتاح فتسلل الأشرار إلى الداخل !! صبوا ماء النار على وجه الطفلين، كسروا ألعابهما، قصوا جدائل الصغيرة، مزقوا فستانها، وحبسوهما في الغرفة.

ثم احتفل رئيس الأشرار بفحولته على جسد حيفا الأم طول الليل، وفي الصباح، غسل وجهها ومشط شعرها وألبسها فستانا جديدا أزرق .. وأخبرها أنها صارت زوجته الشرعية .. ومن يومها صار لحيفا أبناء آخرون، لكنها .. لا تزال كل ليل .. تغسل عن وجهها الأصباغ .. تخلع سرا فستانها الأزرق.. وتتسلل إلى غرفة الصغيرين .. ترجع أما حقيقية .. تضمهما .. تمسح عن خديهما الدموع .. تحكي لهما قصصا قبل النوم .. الحليصة ووادي النسناس؟! لا تسألوا.. هما جرح حيفا المفتوح .. هناك .. توقف الزمن (!)

يافا .. حبيبتكم وحبيبة راشد حسين .. تخبركم أنها ما زالت تطل على البحر .. وتنتظركم .. هذا وحده لم يتغير فيها .. العصابات التي استوطنت يافا من بعدكم تهدي سلامها لكم .. تجارة الحشيش التي استوطنت يافا من بعدكم تهديكم السلام .. أزقة الشوارع العتيقة تعطي دروسا مجانية من جيل 3 حتى 30، بكل ما يتعلق بقانون الشارع وفن الاجرام .. نظري وعملي:

خدلك شمة ..خدلك شحطة ..خدلك حبة .. خدلك بانج .. مافيات .. عصابات .. كبسيات .. إضرب – إجمع – إقسم – إطرح – .. تصفية حسابات ! ويا بتكون معهم جوا ..يا بتوكل هوا ..

من بعدكم .. سرقوا التاريخ من يافا .. واللغة .. والهوية .. ونحن .. سمحنا لهم .

* صفد … صفد ماتت … ونسيناها. والناصرة .. الناصرة .. ترسل لكم سلاما عربيا عربيا .. وتخبركم انها ما زالت كما عهدتموها .. تجمع المسلمين والمسيحيين – عفوا .. المسيحيين والمسلمين – عفوا .. الديانتين الاثنتين .. (حتى ما يزعل حدا) .. في بيت واحد .

وناح النواح والنواحة على بقرة حاحا النطاحة .. وكاسك يا وطن .. 64 صحة

نحن- كما قلنا لكم – بألف بخير … طمنونا عنكم ..

/هذه الرسالة وصلتنا عبر بريد الموقع من سيدة مجهولة/

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *