أخبار الطيبة

في هذه المناسبة الوطنية، الطيبة تنشز خارج السرب

استمعنا الى تقارير النشرات الاخبارية الصباحية وهي تقول ان الغالبية العظمى من البلدات العربية في البلاد، من قرى ومدن، تحترم نفسها اولا ثم تحترم قرار لجنة المتابعة العليا وتلتزم بالإضراب المعلن في الذكرى الرابعة والستين للنكبة الفلسطينية.

الطيبة - مشهد عام

ولكن جولة قصيرة في مدينة الطيبة في التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء تقول غير ما سمعناه في نشرات الاخبار. ولا اصدق من العين حين ترى ومن اليد حين تلمس في مثل هذه الحالات.

غالبية المحلات التجارية تشتغل على استحياء، أي ان اصحاب هذه المحلات اختاروا مواربة باب المحل وكأنه يحترم الاضراب غير ان سيارات الزبائن امام محله تحمل اليه الفضيحة بخرق الاضراب من اجل بضعة شواقل.

وهناك من لم يكترث بالإضراب منذ البداية اطلاقا، ففتح باب محله التجاري على مصراعيه علنا وامام الجميع وكأنه يقول: “انا غير آبه بكل ما تزعمون”.

المدارس مغلقة والبنوك مغلقة ولكن صندوق المرضى يعمل كالعادة وسيارات النقل الى كفار سابا ونتانيا تعمل كعادتها، وفي الصباح خرج العمال الى اعمالهم كالمعتاد وبقي في البيوت فقط الطلاب… فهل اوضح احد لهؤلاء الطلاب لماذا بقوا في بيوتهم اليوم ام ان تبليغهم بالعطلة الاستثنائية ليوم واحد افرح الطلاب حتى انهم نسوا التساؤل عن الأسباب، وأما المعلمون فتنهدوا مرتاحين لتجنب الاحراج في قول ما يتعارض مع لقمة العيش.

لن نعرض صورا للمحلات التجارية التي تعمل بخجل ولا لتلك التي يتبجح اصحابها بمخالفتهم للإجماع العام لأن منهم من سيظن ان في نشر صور محلاتهم ما هو شخصي. وكل من يقوم بجولة ولو مختصرة في الشوارع الرئيسية للمدينة سيتعرف على الخارجين على الاجماع العام ومن لم يعر هذه المناسبة الوطنية أي اهتمام بل لا يعلم شيئا أصلا عن النكبة وما حل بالشعب الفلسطيني منذ 64 عاما!

في مناسبات وطنية سابقة، مثل “يوم الارض” او “ذكرى النكبة” او ذكرى “هبة اكتوبر”، كنا نلاحظ شللا تاما للحياة التجارية في الطيبة عند ساعات الصباح، ثم تبدأ الحياة التجارية تعود الى نشاطها عند ساعات الظهر كما في الايام العادية، ولكن هذه المرة لوحظت حالة اللامبالاة منذ الصباح … فهل يتحول هؤلاء قريبا للاحتفال بعيد الاستقلال ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *