كلمة حرة

همسة عتاب: متى ستحترم الطيبة نساءها ؟

استوقفتني هذه الايام الانتخابات النقابية بما رافقها من انتخابات لمجلس “نعمات” وشعرت بالاعتزاز من ان هناك نساء من الطيبة تخوض المنافسة وبقوة على اعلى المناصب في هذا المجلس.

كلمتي هنا ليست عن هذه المنظمة بالذات بقدر اعتبار هذه الانتخابات مؤشرا على قدرات المرأة الطيباوية وتطلعاتها لتتبوأ اعلى المناصب الادارية في مختلف المؤسسات، يكفي ان تحصل على فرصتها.

هنا لا اريد الخوض بذكر اسماء نساء طيباويات يفخر كل طيباوي بهن وهن في عملهن يشغلن مناصب رفيعة، كي لا اظلم من اسهو عن ذكر اسمها، ولكنهن كثر ومدعاة للفخر والاعتزاز.

في هذا السيل من الافكار عادت بي الذاكرة الى احد الايام التي سبقت الانتخابات البلدية الاخيرة في الطيبة، وكانت المعركة الانتخابية على اشدها، وكنت في عرس احد المعارف. فجأة دخل القاعة احد المرشحين برفقة حاشيته وزوجته.

تهافت عدد من الحضور بمن فيهم اهل الفرح نحو المرشح يستقبلونه بحفاوة مفرطة. ولاحظت اهتمام البعض به على سبيل التملق واهتمام آخرين به على سبيل المماحكة، ولكن اكثر ما لفت انتباهي ان زوجته سارت امامه تشق طريقها نحو الطاولة المحجوزة لهم. وحين كانت هذه القافلة تمر بجوار طاولتي، سمعت المرشح يصرخ محتدما بأعلى صوته نحو زوجته، يؤنبها بأنها لا تفقه شيئا من الاصول وان عليها السير خلفه في الاماكن العامة.

بالطبع الزوجة لم تتمكن من سماع صراخ زوجها المرشح الكبير فصوت الموسيقى يطغى على كل صوت آخر، وتابعت سيرها نحو المكان المعد لهم بينما الزوج المرشح بدأ يبث مزيجا مضحكا من الغضب والابتسام . انا بدوري سجلت هذا الموقف في خانة عيوب هذا المرشح “الكبير”.

في هذا السياق يتبادر الى ذهني، لماذا لم يشهد تاريخ مدينة الطيبة لغاية الآن أي سيدة تشارك في إدارة شؤون هذا البلد سواء في المجلس البلدي او قبل ذلك في المجلس المحلي ؟

منذ المجلس المحلي الاول لمدينة الطيبة عام 1952 ولغاية المجلس البلدي الاخير لم تتمكن أي سيدة طيباوية من ان تشق لنفسها الدرب نحو مقعد في ادارة هذا البلد، بل لم تجرؤ أي طيباوية على ترشيح نفسها لمثل هذه المناصب اطلاقا ! اين يكمن السبب ؟ أليست هناك سيدة واحدة على الاقل قادرة على المشاركة في عضوية المجلس البلدي، ولم لا تطمح بالكرسي الاكبر – رئاسة البلدية؟

في الحقيقة هناك الكثير من النساء في مديتنا ممن نفخر بما انجزنه في حياتهن العملية. ومنهن من تدير المدارس بكفاءة يحسدهن زملاؤهن الرجال عليها، وهناك من تدير مؤسسات عامة بذكاء مشهود وقدرات بارزة، بل ان سيدات من الطيبة تعمل في مناصب قيادية مختلفة خارج مدينة الطيبة وتحظى بتقدير واحترام كل من حولهن من زملاء ومرؤوسين.

إذن نحن بصدد حالة “لا نبي في قومه” وهذه حالة يرتاح لها كل الذكور في الطيبة، أي لن تصلح سيدة لقيادة الطيبة ولا حتى لتجلس وسط قادة الطيبة، لأنها لا تجيد المناطحة مثلهم ولا تجيد الشتيمة مثلهم ولا تبصق مثلهم ولا تستخدم مرفقيها عند الضرورة للتدافع ولا تسدد الضربات تحت الحزام. فهي لا تزال في اعينهم كائنا ضعيفا لا يرجى منها سوى اتقان صنع القهوة لـ”سي السيد” وتلميع زجاج نوافذ البيت ! الطيباوية لا تعرب كفاعل مرفوع بالفكر الظاهر فوق كتفيها، وإنما عليها الاكتفاء بدور المضاف اليه المكسور دائما.

لم يعد من الممكن في ايامنا التذرع بغياب شخصيات نسائية مميزة من الطيبة قادرة على ادارة دولة بحالة وليس فقط مدينة كالطيبة، ولم يعد يجدي نفعا التذرع بأنه لا مكان لسيدة طيباوية في معركة رجولية كالتنافس الانتخابي، فالمرأة الطيباوية تخوض نزالات اعتى بكثير من مجرد تنافس (عائلي) مقيت نتائجه محسومة وفق التحالفات التي يتضمنها.

اننا حين نلوم المجتمع الذكوري على بطشه بدور المرأة بمبررات دينية وأخلاقية واجتماعية، نلوم المرأة ضعف ذلك لخنوعها واستسلامها لهذا الدور المحصور بين المطبخ و …

مع تحيات اختكم: ام سامي

‫4 تعليقات

  1. 1.”الانتخابات البلدية الاخيرة في الطيبة”.. وينتا يعني قبل 10 20 سني..
    اليوم الوضع مش مثل زمان.. هو بعدين في بلدية مشان يشغلو فيها نسوان؟
    2. لما تحكي إنو زوجها نادا عليها وهي مسمعتوش بسبب صوت الأغاني العالي.. كيف انت سمعتي وعرفتي انو بنادي عليها؟ بجوز بنادي عحدا ثاني؟

    3. خلص نسيت شو دكول

  2. كل الاحترام لام سامي حيث عندما الاخت سلوى حاج يحيى برانسي رشحت نفسها لرئاسه نعمت كان لنا فخر بذالك فارجو من المراءه الطيباويه اعتبارها مثالاً لكل من ترى نفسها قادره على القياده واشجع هذه المراءه باخذ قرار كهذا.

  3. يا اختي العزيزة للنساء في مجتمعنا حقوق كثيرة وواجب علينا ان ننصفها ولكن المشكلة اليوم عندما تركت المرأة ما لها وبدأت تبحث في اشياء لا تليق بها هذا ما عزز الجريمة في مجتمعنا لو ادة الرجل ما عليه والمرأة أيضاً لكان أمرا عضيما

  4. يا سيده ام سامي لحتى الان لا يوجد نضوج في مدينتنا حتى نتحرر من الفكر القديم يجب ان نبدأ في الاطفال ليس في الشياب وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *