أخبار الطيبة

الطيبة مثال للتمييز والاجحاف في مجال التخطيط والبناء

اصدر مركز التخطيط البديل بالتعاون مع جمعية “بمكوم” صباح اليوم تقريرا تناول الاجحاف الذي تتعرض له القرى والمدن العربية في مجال التخطيط والبناء والخرائط الهيكلية والتمييز ضد هذه البلدات على خلفية قومية مقارنة مع شبيهاتها من البلدات اليهودية في البلاد.

مدينة الطيبة - مشهد عام

وتناول التقرير المذكور مقارنة بين عدد من البلدات العربية ومثيلات لها من البلدات اليهودية: طمرة – صفد، دبورية – شلومي، الطيبة – راس العين (روش هعاين)، نين – تميرت، سانتور – حريش.

وقد وقع اختيار التقرير على هذه البلدات لأنها تتشابه فيما بينها في عدة محاور من اهمها عدد السكان المماثل في كلا البلدين. ومن الامور التي تمت مراجعتها هي المساحة الواقعة تحت نفوذ السلطة المحلية لهذه البلدات وعدد السكان، وتوقعات عدد السكان في عام 2020 والمساحة التي ستخصص للعمران في جانبيه السكني والصناعي في كل من هذه البلدات.

وقال واضعو التقرير ان البلدات العربية مرت خلال السنوات الماضية عملية انتقال تدريجية من الطابع القروي البحت الى الطابع المدني (مدينة) المكثف دون ان يكون أي تدخل من جانب السلطات الرسمية في البلاد، مثل مواءمة البنى التحتية لهذا التطور وتخصيص أراض من الدولة لاحتياجات المواطنين لاسيما السكنية.

وجاء في التقرير ان عمليات التخطيط في البلدات العربية التي تطرحها وزارة الداخلية في العقد الاخير لا تقدم الحلول لهذه القضايا. وهي عادة برامج مرحلية لحل جزء من المشاكل الملحة وليست حلولا شاملة جذرية، لدرجة انه في كثير من الحالات تحتاج الخرائط الهيكلية التي تنتظر المصادقة عليها للبلدات العربية عشرات السنين قبل المصادقة عليها، وحين تتم المصادقة عليها لا تكون مطابقة لاحتياجات البلدة في هذه المرحلة لأن احتياجات البلدة تخطها بمراحل عديدة بسبب عامل الزمن.

الطيبة ورأس العين (روش هعاين)

بعد الاطلاع على ما ورد رسميا بشأن الطيبة ومقارنتها بمدينة راس العين (روش هعاين)، حيث يقارب عدد السكان في كلا المدينتين الآن من الاربعين ألف نسمة، يمكن ملاحظة الفرق الواضح في مجال التخطيط والبناء في المدينتين، حيث تتوقع وزارة الداخلية ان يزداد عدد السكان في مدينة راس العين (روش هعاين) لغاية عام 2020 ليصبح 101 الف مواطن وعلى هذا الأساس تعد برامج التطوير المناسبة لهذا النمو، في حين تتوقع ان يزداد عدد سكان مدينة الطيبة لنفس الفترة أي لغاية عام 2020 بنسبة ضئيلة جدا فتتوقع ان يبلغ عدد سكان الطيبة 45 الف نسمة، وهذا ما يمنحهم حصة اقل بكثير من برامج التطوير مقارنة مع مدينة راس العين (روش هعاين).

وفي حين تعتمد وزارة الداخلية على توقعات لا يعرف مصدرها وتقيم على اساسها برامج تطوير تعتمد في نهاية المطاف معطيات مغلوطة بشكل ممنهج متعمد، فإن دائرة الاحصاء المركزية تقدم للجميع ارقاما مختلفة عما تعتمدها الداخلية .

وتشير ارقام دائرة الاحصاء المركزية فيما يتعلق بالنمو السكاني في الطيبة ومقارنته مع النمو السكاني في راس العين (روش هعاين) إلى ارقام مغايرة تماما. فمن المتوقع ان يبلغ عدد سكان مدينة الطيبة في عام 2020 قرابة 50 الف مواطن وفي عام 2030 سيصل عددهم الى 66 الف مواطن، بينما لن يتجاوز عدد سكان مدينة رأس العين (روش هعاين) في عام 2020 الـ 43 ألف مواطن بينما لن يتعدى عددهم في عام 2030 حد الـ 48 ألف مواطن، وذلك أخذا بعين الاعتبار الازدياد الطبيعي للسكان في كلا المدينتين، وفق معطيات دائرة الاحصاء المركزية.

تفاوت مماثل يمكن ملاحظته في بقية القرى والمدن المتشابهات التي اختارها التقرير للمقارنة فيما بينها.

وختم التقرير بالقول ان توصيات لجنة اور التي صدرت في عام 2003 اشارت الى ان التمييز والفقر والظلم الذي يتعرض له العرب في مجال التخطيط والبناء يعتبر من اهم اسباب اندلاع احداث اكتوبر من عام 2000.

وقال واضعو التقرير ان هذا النهج المعد والمتبع منذ سنين عبارة عن تمييز صارخ بين البلدات العربية واليهودية في اسرائيل حتى عندما تكون المؤشرات السكانية متقاربة. وأضاف واضعو التقرير ان هذه الوصفة التي تتبعها السلطات الرسمية في البلاد تجاه البلدات العربية تواصل تعميق الهوة بين العرب واليهود بشكل مستمر.

وردا على الاستفسار هل اخذ التقرير البناء غير المرخص في الوسط العربي، قال واضعو التقرير ان البناء غير المرخص يأتي كمتنفس ولو محدود للضائقة السكنية التي يعيشها العرب في البلاد، وهو بمثابة المخرج الاخير من ازمة شخصية يعاني منها من يفقد السبل لإنشاء بيت وفق التراخيص. لأن مساحة اراضي البناء في البلدات العربية المصادق عليها لا تفي باحتياجات الاهالي فنجد ان هناك من الاهالي من لا يملك المال لشراء قطعة ارض يقيم عليها منزله، لأنه يملك قطعة ارض في منطقة لم يتم ادراجها بعد في الخريطة الهيكلية او انها محاذية للمنطقة المسموح فيها بالبناء، فهو يأمل بأن يتم ادراج ارضه ضمن الخريطة الهيكلية التي سيصادق عليها يوما ما، فيقيم منزله على مثل هذه القطعة من الارض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *